ما زال العندليب الأسمر الراحل عبد الحليم حافظ مثيرا للجدل ، حتى بعد وفاته ، هذا ما ظهر واضحا في المؤتمر الصحفي الذي عقده "الورثة" في فندق الفور سيزونز بالقاهرة مساء الأحد من أجل الكشف عن حقيقة ملكية تراثه الغنائي الكبير ، الغنائي والسينمائي ، والنزاعات المثارة بشأنه.
بدأت الإثارة منذ اللحظات التي سبقت المؤتمر نفسه ، فقد كان من المقرر أن يبدأ هذا المؤتمر في الساعة السادسة والنصف مساءً ، ولكن للأسف ، لم يتم الالتزام بالموعد المحدد ، وبدأ المؤتمر متأخرا في السابعة والنصف ، وكان من الممكن أن يتأخر أكثر من ذلك ، لولا أن الصحفي عادل دربالة من جريدة الأخبار ثار بسبب عدم الالتزام بالمواعيد ، مهددا بانسحاب جميع الصحفيين من القاعة إذا لم يبدأ المؤتمر على الفور ، وأعرب عن أمله – في تهكم - أن ينتهي القائمون على المؤتمر من التسجيل خارج القاعة مع القنوات الفضائية و"يحنون علينا" ويلتزمون بالمواعيد".
وبعد هذا الغضب ، دخل إلى القاعة محمد شبانة ابن شقيق العندليب الراحل ومعه المستشار عزت رياض رئيس هيئة قضايا الدولة الأسبق ورئيس جمعية مناصرة عبد الحليم حافظ والحفاظ على تراثه ومحمد عبد المهيمن محامي الأسرة والإعلامية سهير شلبي رئيسة قناة النيل للدراما ، واعتذروا للحضور بسبب التأخير الذي استمر أكثر من ساعة ، فكان هذا بمثابة إعلان ببدء المؤتمر بشكل فعلي!
وكانت مفاجأة المؤتمر التي لم يتوقع الحاضرون حدوثها وجود مصطفى جابر شقيق محسن جابر صاحب شركة "عالم الفن" الذي حضر مع علاء الشاذلي محامي الشركة ، حيث تواجدا منذ السادسة والنصف في القاعة - الموعد الأصلي - وذلك رغبة منهما في توضيح موقف الشركة من الاتهامات الموجهة إليها.
وبدأ المؤتمر بكلمة من سهير شلبي عن "حليم" وأهمية المحافظة على تراثه ، وبعد انتهائها من كلمتها ، صافحت محمد شبانة ، وشكرت الصحفيين على حضورهم ، ثم غادرت القاعة ، وبدأ محمد شبانة في الحديث ، وضرورة التأكيد على أن تراث عبد الحليم حافظ الفني هو ملك لأسرته وليس لـ"عالم الفن" ، وقال : "هذا التراث لا تملك فيه عالم الفن ولا حتى 1%".
ثم أوضح عزت رياض الموقف القانوني المتعلق بتراث عبد الحليم قائلا : "عبد الحليم هو أول من أنشأ شركة صوت الفن سنة 1960 ، وانضم إليها بعد ذلك محمد عبد الوهاب ثم مجدي العمروسي ، فحليم كان بداية لتجميع الفن العربي والمصري تحديداً ، وبعد وفاة حليم وعبد الوهاب والعمروسي توزعت حصص صوت الفن على عدة جهات ، وبعض شركائها تصرف في حصته ، وكل هذه التصرفات للأسف لم تكن صحيحة ، لأن عقود إنشاء الشركات ، سواء صوت الفن إسطوانات أو صوت الفن أفلام ، تنص على نصوص واضحة ، منها أنه لا يجوز لأي شريك أن يتصرف في حصته إلا لشريك آخر من داخل الشركة ، سواء من ورثة عائلة عبد الوهاب أو ورثة العمروسي أو أحد ورثة عبد الحليم ، ومحمد شبانة هو الرجل الوحيد الباقي في الأسرة والتي يقع علية عبء جمع هذا التراث لإعادة صوت الفن لطريقها الصحيح".
وسأل أحد الصحفيين عزت رياض عن الدعوى القضائية التي أقامها محمد شبانة ضد شركة عالم الفن وتم رفضها في 30 مارس 2003 ، فأجاب قائلا : "هذا الرفض لم يكن نهائياً ، وطلبنا من المحكمة إعادة النظر في الدعوى مرة أخرى ، وكل تصرفات الورثة السابقين غير قانونية ، وعائلة محمد شبانة تملك 20% ، وعالم الفن التي اشترت 75% ليست شريكة في صوت الفن ، والدليل على عدم صحة العقود أن الورثة اشترطوا على المشتري في العقود التي تم إبرامها أنهم ليس لهم شأن بحصول شركة عالم الفن على موافقة باقي الشركاء".
ثم قال محمد شبانة إنه لابد من الحفاظ على التراث ، وأول خطوة يجب اتباعها هو استرداد جميع الحصص المباعة لشركة عالم الفن ، والقضية منظورة الأن أمام المحكمة ، بحسب قوله.
وبسؤال شبانة عن فيلم "حليم" وكيف أنه تجرى الآن مسابقات لاختيار من سيقوم بدور عبد الحليم ، وما هو دورأسرة عبد الحليم في ذلك ، قال : "لقد تم الاتفاق مع العدل جروب على إنتاج المسلسل ، لأننا نحرص على كل ما يقال عن حليم ، فالفيلم وثيقة تاريخية تعيش ، فكان يجب أن نقرأ ماذا سوف يقال في الفيلم والمسلسل عن حليم ، وعماد أديب مشكوراً أتاح لنا هذه الفرصة ، وأيضا أوجه الشكر لجمال العدل ومدحت العدل ، والفيلم يعتبر وثيقة ثمينة لأجيال صاعدة لكي يتعرفوا على شخصية حليم بكل جوانبها المختلفة ، ولكي يعرفوا أنه رغم مرضه الشديد فإنه كان صاحب دور كبير في إثراء الفن العربي والوطني".
وبسؤال شبانة عن الشرائط المبهمة التي تباع على الأرصفة وتحمل أغاني حليم قال : "لا نستطيع فعل شيء ، ولكن ما أستطيع فعله هو سحب الشرائط من السوق".
وعن إمكانية وجود معرض لمقتنيات حليم قال شبانة : "سوف أعرض جميع مقتنيات حليم من ملابس وسيارات وحتى الصا