شهدت الفترة الأخيرة إعادة بعض الأعمال السينمائية القديمة في قالب درامي، وبسؤال بعض الخبراء عن تلك الظاهرة تبلورت الإجابة بين أن ذلك إفلاسا أو إعادة تسويق للعمل.
وتلك الظاهرة ليست جديدة أن يتم إعادة تقديم الأفلام السينمائية القديمة مرة أخرى في قالب درامي، فهناك أربعة أفلام سيتم إعادة تقديمهم في مسلسلات تحمل نفس الاسم خلال عام 2011 وهم "الكيف" و"شفيقة ومتولي" و"شباب إمرأة" و"سمارة".
ولكن تجربة الأفلام التي قدمت من قبل في مسلسلات درامية اختلفت فيما بينها في نسبة نجاح وكثافة مشاهدة كل عمل منهم عن الآخر.
فمن الأعمال التي أعيد تقديمها وحازت على نسبة مشاهدة كبيرة وقتها كان مسلسلات "نحن لا نزرع الشوك" لآثار الحكيم، عن الفيلم الذي يحمل الاسم نفسه للقديرة شادية، وثلاثية "قصر الشوق" و"بين القصرين" و"السكرية" للقدير محمود مرسي وهدى سلطان.
في حين لم تنل بعض الأعمال حظا وافرا من النجاح مثل مسلسل "رد قلبي" لمحمد رياض ونرمين الفقي، والمأخوذ عن الفيلم الذي يحمل الاسم نفسه للفنان شكري سرحان ومريم فخر الدين.
السر يكمن كما رآه المتخصصون في مجال الدراما في السيناريو، لأن الاختلاف ما بين السينما والتليفزيون الناتج عن أن مدة عرض الأحداث في مسلسل أكبر من مدة عرضها في الفيلم، مما يتطلب من مؤلف المسلسل إضافة خطوط درامية جديدة.
المخرج حسني صالح يرى أن إعادة تقديم الأفلام القديمة في مسلسلات درامية لابد وأن يكون محدود ومحكوم بقماشة الأحداث الأصلية للفيلم.
وفي حالة ما إذا كانت قماشة الأحداث ضيقة ولا تستوعب إضافة أحداث جديدة، فهو يفضل عدم تقديم الفيلم في مسلسل.
وتابع قائلا: لأنه إذا كان الغرض من إعادة تقديم الأفلام هو استثمار نجاحها ليكون التسويق سهل، فقد تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ولا يحقق المسلسل النجاح.
كما أن التسويق الآن يعتمد على معيار محدد، هو نجم له بريق ثم بعد ذلك يأتي الموضوع، وفي النهاية المسلسل الجيد يفرض نفسه.
المخرج محمد الرشيدي يرى أنه لا مانع من أن يعاد تقديم الأفلام مرة أخرى في مسلسلات درامية ولكن بشرط، أن يكون كاتب الفيلم هو من يقوم بكتابة سيناريو المسلسل، لأنه الوحيد القادر على أن يُخرج المسلسل بنفس المستوى الفني للفيلم.
ويكمل: لأنه من المؤكد أن المؤلف لديه الكثير من الأحداث التي اختصرها في الفيلم بسبب مدته، وبالتالي يستطيع إعادة تقديمها مرة أخرى.
أما المؤلف أيمن سلامة فيرى أن فكرة إعادة تقديم المسلسلات ما هي إلا "استسهال" وإفلاس شديد في الأفكار من المؤلفين، فليس لديهم قضية ولا فكر يدافعون عنه، وبالتالي لا يملكون أفكارا جديدة يكتبوها.
وفي النهاية نحن أمام أربعة أفلام من المنتظر إعادة تقديمهم في مسلسلات درامية خلال عام 2011 من أكثر من شركة إنتاج، وفي انتظار تقيمها.
من بين الأربعة أعمال سيكون مؤلف عمل واحد فيهم، هو نفسه مؤلف سيناريو الفيلم الأصلي وهو الكاتب محمود أبو زيد مؤلف فيلم ومسلسل "الكيف"، في حين سيتولى كتابة أحداث المسلسلات الثلاثة الأخرى ثلاث كتاب مختلفين عن المؤلفين الأصليين.
فمسلسل"شفيقة ومتولي" يقوم بكتابة السيناريو له المؤلف عبد الرحيم كمال، في حين كانت قصة الفيلم لشوقي عبد الحكيم والسيناريو والحوار صلاح جاهين.
ومسلسل "سمارة" فيكتبه الكاتب مصطفى محرم، في حين كانت القصة والسيناريو في الفيلم لمحمود إسماعيل والحوار لعبد المنعم السباعي، أما مسلسل "شباب إمرأة" فيكتبه المؤلف نادر خليفة، في حين كانت قصة الفيلم لأمين يوسف غراب والسيناريو لصلاح أبو سيف والحوار للسيد بدير.
مشهد من فيلم "الكيف"
أغنية "بانو بانو" من فيلم "شفيقة ومتولي"