يكاد يكون مسلسل "تيتا زوزو" المسلسل التليفزيوني العربي الاول -وربما الوحيد - الذي يقدم التعامل مع الذكاء الاصطناعي في مواجهة الذكاء الطبيعي البشري الفطري في حل مشكلات الحاضر والمساعدة في حل المشكلات المستقبلية، بعد سرداب الماضي في مسلسل "عمر أفندي" يأتي تطبيق الاليكتروني والذكاء الاصطناعي سردابًا للمستقبل.
وقد تفوق المسلسل في ذلك الي ابدع الحدود لولا التسطيح المخل احيانًا والمباشرة الفجة أحيانًا أخرى، في اطار درامي آثر ومؤثر بروح العائلة المميز ابدع المؤلف الشاب محمد عبد العزيز ويبدو السحر والسر دائمًا في هذا الاسم دائمًا في تاريخ الفني، نجح المؤلف في نسج خيوط المسلسل الدرامي بواقعية شديدة في إطار أكثر من متميز، وطبعًا في ظل رؤية إخراجية واعية لمخرجة شابة قديرة مثل شيرين عادل تتميز بنعومة لمساتها وصدق مشاعرها التخيلية علاوة علي الحرص علي أدق التفاصيل دون تجاوز العبور للعموميات الأساسية في تناغم سخيي وطاغي.
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجيدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
أسرة الدكتورة في الزراعة الحيوية العضوية "اعتزاز" الملقبة بالجدة أو "تيتا زوزو"، ليس فقط رمزًا للاعتزاز بالقيم والمبادئ السليمة للعائلة المصرية والعربية الأصيلة بشكل عام وضحها بجلاء ووضوح أغنية نهاية المسلسل في الختام، وربما تم اختيار اسم زوزو تيمنًا بنجاح زوزو في خلي بالك من زوزو لسعاد حسني ولكن هذه المرة لإسعاد يونس الفنانة الشاملة والقديرة والتي شبها الذكاء الاصطناعي في احد المشاهد الساخرة بانها سعاد حسني لذا أكرمت السيد رشدي اباظة فتي الذكاء الاصطناعي بأنه يشبه حسين فهمي ردًا للمجاملة.
وقد يكون من غير المستغرب مشاركة صاحبة السعادة بخفة ظلها وقوة ثقلها و قيمة وزنها في الانتاج والسيناريو والحوار واكيد بالطبع البطولة الرئيسة لهذا العمل المميز .. المسلسل يضم ثلاثة مراحل عمرية علي التوالي: الاجداد جيل X أولًا جيل التضحيات والصبر والتغلب علي الازمات .. ثم جيل الاباء والامهات جيل Y ثانيًا جيل الوفرة والطفرة ومواجهة التحديات، ثم جيل الأحفاد (أبناء البنين والأسباط ابناء البنات من النسل جيل Z)، ثالثًا جيل المستقبل والمجازفة غير المحسوبة والاندفاع السريع دون اهتمام، بعد أن أجاد كل من المؤلف والمخرجة في نسج وعزف والسيطرة علي خطوط الشخصيات بتميز واحتراف ومعالجة عصرية وحديثة ومتطورة غير تقليدية لكثير من القضايا الحياتية والمشاكل الاسرية والامور النفسية والاجتماعية.
بالطبع أجاد الأجداد كل من اسعاد يونس وصلاح عبدالله ومحمود البزاوي، وإن كان الأخير أبرزهم جميعًا في الأداء بتلقائية متناهية العظم بعيدًا عن التكلف او ردود الأفعال المتأخرة نسبيًا ولا ادري ان كان ذلك متعمدًا او حتميًا، لقد اظهرا كل من اسعاد يونس وصلاح عبدالله (ضيف شرف) من عثرات العمر وهنات البطئ أحيانًا في التعبير او ردة الفعل بالاضافة لعدم رشاقة الحركة وسلاسة النطق في بعض الأحيان كأنها هنات لهما قبل المسلسل، وقد اتضح ذلك جليًا ايضا مع العديد من النجوم الكبار امثال عادل امام في مسلسل صاحب السعادة ويحيي الفخراني في مسلسل عتبات البهجة.
واعتقدت هكذا عانت صاحبة السعادة اسعاد يونس علاوة علي الميكاج المبالغ فيه أحيانًا والفلاتر التصويرية، التي ذكرتنا بإخفاق سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة في آخر أعمالها التليفزيون مسلسل "وجه القمر"، الذي أفسده التصوير، وتحديدًا الفلاتر في تقديم سيدة الشاشة العربية بالشكل المقبول طبيعيًا في مرحلة عمرية متأخرة رغم حلاوة روح فاتن حمامة وخفة دم اسعاد يونس.
وعلي العكس من ذلك تمامًا ظهر جيل من العتاولة الكبار برع فيه كل من سامي مغاوري وليلي عز العرب في تقديم أدوار الجد والجدة من كبار السن في مسلسل مفترق الطرق مؤخرا ولا ننسي دائمًا العظماء امثال عبدالوارث عسر وأمينة رزق ورشوان توفيق و كريمة مختار في تلك الأدوار أيضا.
وبالعودة لمسلسل "تيتا زوزو" فقد تفوق الجيل الثاني من الاباء والامهات بشكل منقطع النظير في الاداء يتقدمهم بالطبع نور محمود وحمزة المعيلي ومحمد الكيلاني واسلام ابراهيم (الشخصية الافتراضية) وندي موسي وسمر علام وبسمة داود وعابد عناني وبقية الجيل بتميز حقيقي في الاداء وبساطة شديدة وروعة متألقة في الاداء دون تكلف في اغلب المشاهد واللقطات في المسلسل، أما الجيل الثالث جيل Z فقد اكتسح بعفويته وتلقائيه وبراءته في كل اطلالة يظهر فيها يتقدمهم بالطبع احمد عنان ( تشعر انك امام محمود ياسين يافعًا ) وكذلك جودي مسعود ( تشعر وكأنك امام نجلاء فتحي في بدايتها)، وكذلك كانوا كلا الاطفال دون استثناء حتي خديجة الطفلة المعقدة نفسيًا ادت ببراعة دورها المعقد جدًا تمثل عقدة عدم الرضا بجمالها بكل اقتدار.
عبر ٣٠ حلقة مدتها كل حلقة منها ٤٥ دقيقة عشنا أسعد واتعس اللحظات تفاعلا من اسرة تيتا زوزو، مع الجميع وان تفوق من تحول الرائع في المواقف والأدوار و الحالات خصوصًا اكرر هنا تحديدًا نور محمود و حمزة العيلي ومحمد الكيلاني وإسلام ابراهيم وندي موسي علي وجه التحديد اكدوا قدراتهم التمثيلية في تقديم ادوار معقدة مركبة تجمع بين الخير والشر في كل سلاسة ويسر وروعة.
ورغم توقع النهاية للمسلسل غير المفاجأة إلا انها كانت نهاية سعيدة مبهجة، ربما إذا كانت هناك هنات في المسلسل احيانًا المباشرة فجة الخطبة النهائية التي قدمتها زوزو في نهاية المسلسل عن الذكاء الاصطناعي كان من الممكن ان تقدم بشكل افضل بعيدًا عن الخطابة المسرحية والنصح والإرشاد .. موقف جدًا صعب بعيدًا عن المباشرة مثلما تفوق كل من نور محمود وكذلك كل حمزة العيلي ومحمد الكيلاني في تحولاتهم الجذرية في نهاية المسلسل .. مسلسل جدير بالمشاهدة والاستمتاع تتغلب حسناته علي هناته ولا اقول سيئاته،
شكرًا جزيلاً لكل من ساهم في تقديم هذا العمل الفني المميز الرائع للأسرة العربية عمومًا والمصرية خصوصًا ودام الجميع في كل خير وسعادة.
اقرأ أيضا:
عمرو دياب يتعاقد مع "سوني" لعرض أعماله حصريا
باسم يوسف يرقص سالسا ونجوى كرم تتأثر بمأساة متسابق ... تفاصيل الحلقة الثالثة من Arabs Got Talent
فاتن موسى طليقة مصطفى فهمي تنعاه بكلمات مؤثرة: كنت ومازلت حبيبي الحقيقي والوحيد
محمود العسيلي يستعد للزواج للمرة الرابعة ... شاركته في "حبيبي أنت هنا في الساحل"
لا يفوتك: في الفن يكشف حقيقة وليد فواز مبدع أدوار الشر
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5