التصفيق الحار، الجمهور الكبير، الزوار للمسابقة من محافظات مختلفة، وحماس الشباب الذي يرفع لدي الأدرالنين؛ كلها أشياء تعجلني أشعر بالأمل في سينما الغد وفي صناع الفيلم القصير.
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
لن يسعني الحديث هنا عن كل تجارب مسابقة أفلام الشباب التي كانت على هامش مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، و التي بذل أصحابها مجهودا من روحهم فيها، ولكن استوقفتني بعض الأفلام التي راعت أسس الفيلم القصير بشكلٍ كبير وكان لابد لي أن أستغل الأدرنالين المرتفع وأكتب عنها وأنا مازلت في حالة السعادة من مشاهدة هذه الأفلام.
الجوكر والنسر
جمعت بين هذين الفيلمين في سطر واحد لأنهما لمخرج واحد أيضا ؛ شاب يعرف خطواته حيث اختار طريق الفيلم الوثائقي بشغف المحب واستغل كل الأسس التكوينية تقريبا للفيلم الوثائقي بشكل ذكي، وخرج من أزمة التعامل مع الفيلم الوثائقي بأنه ريبورتاج مقدم لقناة تلفزيوينية ما.
ففيلم الجوكر عن الفنان العظيم لطفي لبيب كان متتعًا للغاية لما استخدمه من الاستعانة بضيوف مختلفين من أصدقاء الفنان بالوسط الفني من أجيال مختلفة ليحكوا عن مراحل مختلفة من عمره في عطاءه للفن وفي مواقفه الإنسانية معًا، فقد راعي الجانب الإنساني مما أضاف للعمل طابعًا مختلفًا أثر في وجدان المشاهدين.
استعان أيضًا المخرج نور عمرو بالصور للفنان ليوثق رحلته في المشاركة بحرب أكتوبر، ثم توثيق مرحلة أخرى من حياته في العمل الفني، وكذلك مشاهدًا من أفلامه وظفها بشكل رائع لتتماشى مع الحوار مع ضيوف الفيلم، حيث اختار أهم مشاهد لأهم أدواره وربط بينها وبين جمل بعينها قالها الضيوف بذكاء.
لم يستطرد المخرج في رصد سنوات مرض لطفي لبيب، بل أظهر جانب قوته في محاربة المرض وإصراره على الاستمرار في الكتابة وحب الحياة والعطاء حتى بعد اعتزاله للتمثيل وبعد هذه المرحلة الصعبة من حياته.
أما فيلم النسر فكان عن اللواء سمير عزيز أحد أبطال حرب أكتوبر الرائعين، فيسلط نور عمرو الضوء للمرة الثانية على رجل مقاتل من نوع آخر ويعرض قصته المشوقة في حرب أكتوبر بشكل ممتع يجذب المشاهد في مدة قصيرة ولكن جامعة للمعلومات الهامة عنه بشكل جيد جدًا كما في فيلمه الجوكر.
وضع يد
بعد حرب السابع من أكتوبر العام الماضي ظهرت أفلامًا كثيرة تناقش فكرة اغتصاب الأرض ولكن بشكل مباشر، الأمر الذي يسبب مللًا للمشاهد حيث نغرق يوميًا في الأخبار الواقعية المباشرة عن القضية، ولكن عندما يتم توظيف القضية في عمل إبداعي يجب مراعاة اللغة السينمائية، وهذا ما فعلته مخرجة فيلم وضع يد يمنى اللبودي.
أرض فلاح بسيط يتم اغتصابها من أناس يدعون الأخلاق والفضيلة ويرفعون شعارات زائفة ويستعينون بآخرين لإعانتهم على الباطل كالكيان الصهيوني بالضبط.
أعجبني تصاعد الأحداث بشكل سريع بما يناسب طبيعة الفيلم القصير، وكذلك الاستعانة بالممثل حسن عبد الفتاح الذي ناسب طبيعة الدور، وعدم استخدام شعارات رنانة داخل الحوار بل الالتزام بحوار طبيعي وقصة محكمة ببداية ووسط ونهاية. فقط كنت أتمنى الاعتماد على الصورة أكثر من الحوار وإظهار صورة جمالية للريف والاستغناء عن لقطات الفلاش باك بنهاية الفيلم.
صدى من غير صوت
زين جمعة وزيدان منسي أسماء أتمنى أن أسمع عنها مرات عديدة في مهرجانات محلية ودولية، وهم مخرجا العمل بعمر 16 و17 عامًا، يتمتعون بشغف حقيقي دفعهم لإخراج فيلم صدى من غير صوت الذي أعجبني من اسمه الذي عبر عن حالة الشاب بطل الفيلم الذي يعاني من مشكلات سن المراهقة ومن مرض نفسي له جذور نعرفها بنهاية الفيلم، وتأجيل اكتشاف هذه المعلومة كان في صالح الفيلم، فقد صنع مفاجأة درامية غير متوقعة.
استخدام الرسومات بالفيلم كان في محله حيث أدخلنا في لعبة تتبع الرسومات واحدة تلو الأخرى حتى عرفنا حقيقة البطل ومعاناته كاملة، وكذلك استخدام الألوان الداكنة جعلنا نشعر بالتيه الذي يشعر به حتى ظهرت الألوان الفاتحة ومشهد نهاري نرى فيه البطل أكثر ثقة بنفسه وقد استغنى عن عقد الماضي وتم شفائه بعد مواجهته لنفسه وتصالحه مع الماضي والحياة.
الفيلم يستحق المشاهدة وتجربة المخرجان الشابان في هذا السن الصغير ومجهودهما في البحث عن المرض النفسي نالت إعجابي.
الرحلة اللي تودي
هناك أفلامًا خفتها تجعلك تقف عندها. محاولة جيدة من المخرجة لميس الشامي في فيلم له طابعا كوميديا خفيفا مدته 6 دقائق وبضع ثوانٍ ولكن يترك أثرا في مشاهدينه.
اعتمدت المخرجة على موقف حقيقي وسوء تفاهم حولته لقصة لها بداية ووسط ونهاية اعتمدت فيها على مشاعر الخوف التي تربك الإنسان وتجعله يتصرف بعدم منطقية ويقوده للمشاكل، فنرى الخوف من طرفي المشكلة مما يجعلنا نتأمل ما وصل إليه المجتمع من الخوف من الآخر وتحوله عبر السنين من الانفتاح على الآخر من جار وعابر سبيل في الشارع حتى ظن سوء النوايا في الآخرين.
الفيلم يعتمد على بطل شاب أدى الدور بشكل جيد جدا وجعلنا نشعر بحالة ارتباكه أثناء سوء التفاهم الذي يتحول لمشكلة حقيقية بنهاية الفيلم، كما صورت المخرجة معظم مشاهد الفيلم داخل سيارة ملاكي مما يحسب لها من مجهود واختيار زوايا التصوير.
جاءت الموسيقى التصويرية معبرة عن العنصر الساخر بالفيلم كما كانت نهايته ظريفة ومقنعة.
الشونة
الشونة كان حظه جيدًا في جوائز المهرجان، حيث كان ضمن ثلاثة أفلام حازت على جائزة لجنة التحكيم للفيلم الوثائقي مناصفة بينهم.
وبداية من اختيار الموضوع عن سفاح كرموز بالاسكندرية، وحتى الاستعانة بمتخصصين من القانون وعلم النفس وغيرهم، كان الفيلم رائعًا ومنضبطًا في كل شيء.
ومع الاستعانة بضيوف ليكملوا الحديث عن قصة سفاح كرموز منذ تحوله لمجرم وحتى نهايته، أضاف للفيلم استخدام مشاهدا تمثيلية وموسيقى تصويرية دعمت حالة التوتر والتشويق لجذب المشاهد، فقط كان هناك أحد مشاهد قتل سفاح كرموز لسيدة مسنة بثلاث ضربات بسلاح أبيض كان دمويًا بشكل مبالغا فيه، وخاصة أن الضحية لم تقاوم كي يضربها سفاح كرموز بثلاث ضربات عنيفة. الشونة من إخراج جاكلين باسم، وكان من أفضل أفلام المسابقة لهذا العام.
ومهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي برئاسة الأمير أباظة ومسابقة أفلام شباب مصر يديرها الناقد عماد يسري.
اقرأ أيضا:
مي حلمي في برومو "بالمايك والقلم": خسرت كتير بسبب الثقة في الناس (فيديو)
فتحي عبد الوهاب يكشف سبب اعتذاره عن عدم المشاركة في "المداح" الجزء الخامس
#شرطة_الموضة: رضوى الشربيني بفستان أزرق ملكي بتصميم بسيط
آسر ياسين يبدأ تصوير "إن غاب القط" … أسماء جلال بدلا من هنا الزاهد
لا يفوتك: محمد هشام عبية: مين قال إن "صلة رحم" كان فيه مشهد خارج! .. هل شوه "رسالة الإمام" تاريخ مصر؟
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5