غالبا ما شغلتني فكرة الانتحار وكيف تهون الإنسان عليه نفسه ويقرر قتلها وإنهاء حياته، حتى فهمت أن من ينتحرون يريدون فقط إنهاء معاناتهم وشعورهم بالآلم، ولو وجدوا مخرجًا وطريقًا أنار ظلمتهم، لتمسكوا بالحياة.
لعل الله يراني هو فيلم قصير عن الانتحار ومن اسمه يدخلنا في رؤية البطلة للحياة ولليأس التي وصلت إليه حتى ظنت أن إنهاء حياتها سيجعل الله يراها في فقدان واضح للأمل والإيمان.
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
وعرض الفيلم بمسابقة أفلام شباب مصر التي يديرها الناقد عماد يسري بمهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي برئاسة الكاتب والناقد الأمير أباظة، وفاز الفيلم بجائزة أحمد الحضري مناصفة مع فيلم الرؤية للمخرج محمد سيحو.
وقد كنت على يقين أنه سيحصل على جائزة من جوائز المهرجان، فهو تجربة فريدة ليس فقط لأن بطلة الفيلم فنانة محترفة وهي الفنانة سهر الصايغ، ولكن لأن الفيلم يحوي رسالة إنسانية هامة دون أسلوب خطابي ممل يقع فيه صناع أفلام الفيلم القصير أحيانًا.
لعل الله يراني 15 دقيقة من المتعة المتواصلة للمخرج محب وديع الذي انتقل بنا من مشاهد ليلية وألوان داكنة حين تفكير البطلة في الانتحار، إلى مشاهد نهارية توحي بالأمل والبهجة عندما أدركت البطلة أهمية حياتها التي منحها الله لها من روحه.
وقد بدأ الفيلم بـــ(فويس اوفر) للبطلة بحوار داخلي قصير أظهر لنا نظرتها المحبطة لنفسها ليعرفنا في عجالة عن مشكلتها بشكل يناسب طبيعة الفيلم القصير الموجزة، كما انتقل بنا لمشهد ممارسة العنف اللفظي من قبل خطيبها عن طريق (فيديو كول) لنفهم بشكل موجز أيضًا طبيعة شخصيته النرجسية المسيطرة التي كانت ضمن أسباب دافع البطلة للانتحار.
أعجبني للغاية تفصيلة أن تغلق البطلة (اللاب توب على وجهه) أثناء حديثها مع خطيبها لنفهم ما وصلت إليه من ضعف تحت سيطرته، حيث توجه له كل العتاب والمواجهة في الهواء دون أن يسمعها بعدما أغلقت المكالمة بينها وبينه بغلق الحاسب المحمول، فقد وصلت لمرحلة من الضعف تمنعها من مواجهته أفعاله.
استخدم المخرج شريط الصوت ووظفه بشكل جيد ليرفع عنصر التشويق بالعمل، بداية من الطرق المتواصل على الباب الذي جعل البطلة تراجع قرارها بالانتحار بدافع فضولها تجاه هوية الطارق، وحتى صوت جهاز القلب بالمستشفى الذي يتصاعد بقربها من المشرط وتفكيرها في محاولة الانتحار مرة أخرى.
أما عن حركة الكاميرا فكانت منضبطة طوال الوقت تناسب حالة كل مشهد، فمثلا انتقال الكاميرا من وجه لوجه من أصدقاء البطلة بشكل سريع عندما جائوا للاطمئنان عليها، جعلنا نشعر بما تشعر به من تعدد الأفراد الذين يهتمون لأمرها وبتوترهم بعدما تركت رسالة انتحار.
"لعل الله يراني" اسم مثير للجدل، حيث لا شك أن الله يرى عباده ويعينهم على الحياة وآلامهم النفسية، ولكن الاسم جاء من رؤية البطلة للواقع ويأسها الذي دفعها للانتحار في محاولة منها للتأكد بأن الله يراها، ونظرتها للسماء بعدما عدلت عن قرارها بالانتحار كانت لقطة عبرت عما شعرت به بأن رعاية الله تحيطها من كل جانب بعد اليأس التي غرقت فيه، كذلك مصادفة الطفل المريض بالسرطان في المستشفى التي جعلتها تشعر أن هناك من يحتاجون لعملها التطوعي ومن يعانون بالحياة معاناة مختلفة وفي سن أصغر ولكن اختاروا المقاومة لا الاستسلام والانتحار.
لم يقع الفيلم في مشكلات تتكرر من صناع الأفلام القصيرة -أحيانا- مثل استخدام الموسيقى التصويرية بشكل مفرط يشتت المشاهد ويعلو فوق صوت الممثلين، كذلك ركز على حبكة رئيسة وحيدة بأقل عدد من الأشخاص كعادة الفيلم القصير الناجح.
لعل الله يراني رسالة لكل من يعاني من الاكتئاب ويفكر في إنهاء حياته، راعى الصورة السينمائية وسمات الفيلم القصير، وسبب أيضا المتعة المشاهد، فتحية لصناع العمل.
اقرأ أيضا:
هنا الزاهد تتابع كرة السلة الأمريكية برفقة سلمى أبو ضيف وإنجي كيوان في أبوظبي
منير مكرم يكشف تطورات حالة نشوى مصطفى الصحية بعد تركيب 3 دعامات للقلب
إيمان العاصي عن علاقتها بابنتها ريتاج: بنتخانق كل يوم وشايفاني دراما كوين
رقص نرمين الفقي مع علاء مرسي في حفل زفاف ابنته (فيديو)
لا يفوتك: محمد هشام عبية: مين قال إن "صلة رحم" كان فيه مشهد خارج! .. هل شوه "رسالة الإمام" تاريخ مصر؟
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5