كنت ولازلت على قناعة تامة بضرورة التفريق تمامًا بين النظام السياسي وبين المواطن العادي، ولا ينبغي أبدًا أن يكون التعميم هو سيد الموقف في تعاملنا واتجاهاتنا، في مواجهة أي نظام سواء ديني أو مدني!
والجمهورية الإسلامية الإيرانية، واحدة من الدول التي ننظر إليها كلية -دولة ومواطنين- باعتبارها أحد أبرز محاور الشر في العالم، متناسين تمامًا أن تضم بشرًا يجاهد ويناضل من أجل الحياة بحرية وكرامة، ولم ييأس أبدًا خلال السنوات الأخيرة من كسر حاجز الصمت، لعل العالم يعي الفرق بين البشر والنظام الحاكم!
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
لذلك، حسنًا فعل المركز الثقافي الألماني (معهد جوته) من خلال أسبوعه السنوي للأفلام، الذي أقيم أخيرًا بفرعيه بالقاهرة، فى إعادة تسليط الضوء على قصة حقيقية إيرانية تعبرعن قمة الظلم وغياب العدالة، بعرض فيلم تسجيلى أنتجته ألمانيا، ليكون وثيقة وشاهدًا على نظام لا يرحم ولا يقيم للعدالة مكانًا فى عالمنا.
وباعتبار أن المرأة هى الحلقة الأضعف في الدول ذات الأنظمة الدينية، فإن فيلم "7 فصول شتاء فى طهران"، خيرمن يوثق لذلك من خلال قصة الفتاة "ريحانة جباري" التي أُعدمت عام 2014 شنقًا –وهى بعمر 26 سنة- بعد أن قضت سبع سنوات في السجن بتهمة قتلها طعنًا الدكتور مرتضى سربندي، الذي كان وثيق الصلة -في السابق- بالاستخبارات الإيرانية.
الفيلم يسجل قصة الشابة ريحانة –19 سنة وتعمل مصممة ديكور- التي اتفقت في شهر يوليه 2007، مع طبيب يدعى "مرتضى سربندي"على تنفيذ ديكورات عيادته الجديدة، وهناك تفاجأت أنها شقة "سكنية" محاولًا اغتصابها بعد أن أغلق الباب.. تتوسل إليه ألا يفعل لكنه أصر على مواقعتها دون إرادتها، فتطعنه بسكين دفاعًا عن النفس، ليتم القبض عليها بتهمة "القتل العمد" (!)، فى تجاهل فج لواقعة محاولة الاغتصاب ودفاع الضحية عن نفسها!.
قصة جباري، أضحت حينها رمزاً "عالميًا" للظلم وقلب الحقائق في إيران، فقد تعرضت خلال السجن والمحاكمة لأشد صنوف العذاب البدني والنفسي متمثلًا في عرض تلقته أسرتها من خلال جلال -ابن القتيل- بتغيير أقوالها بشأن واقعة الاغتصاب، لتبييض سمعة المجنى عليه، في مقابل النجاة من حبل المشنقة، لكن الفتاة رفضت مقايضة حياتها بالكذب وأصرت على موقفها.
الفيلم الذي عرض في أكثر من مهرجان سينمائي دولي -منها مهرجان الجونة- تناول الواقعة من خلال مذكرات ريحانة التي كتبتها في السجون التي قبعت فيها على مدى السنوات السبع، لتعلن في نهايتها أنها تسامح كل من ظلمها ودمر حياتها!.
نجحت المخرجة الالمانية "ستيفى نيدرزول" فى صنع فيلم شديد العذوبة والقسوة معًا، من خلال مذكرات ريحانة وتسجيل شهادات أهلها (الأب والأم والشقيقتان) وبعض الفتيات اللاتي شاركوها السجن بالإضافة إلى محاميها، وبالاستفادة من التسجيلات والفيديوهات المسربة، في تقديم صورة حية لهذه القضية الكاشفة للظلم الواقع على النساء بصفة خاصة في الدول ذات الحكم الديني.
ومما لا شك فيه أننى -وخلال متابعتى للفيلم- قد توقفت كثيرًا أمام القوة والثبات النفسى لعائلة ريحانة طوال فترة سجن ومحاكمة الفتاة وصولًا لمفاوضاتها مع جلال -نجل سربندى- وانتهاء بإعدامها، والذى كان أحد مصادر الالهام للمخرجة، للسير فى طريق خروج هذا العمل سريعًا إلى النور.
تصادف توقيت إنتهاء تصويرالفيلم مع اندلاع الإحتجاجات الشعبية العارمة بمختلف أنحاء إيران - سبتمبر 2022- تنديدًا بوفاة الشابة "مهسا أمينى" تحت ضغط التعذيب البدنى، بعد أيام على توقيفها من قبل شرطة الأخلاق لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة للنساء فى البلاد، مما شكل حافزًا -فيما بعد- للمخرجة وفريق الفيلم لانجاز هذا العمل الوثائقى المهم، للفت أنظار العالم لما يتعرض له الجيل الجديد من الشعب الايرانى - بصفة عامة والنساء بصفة خاصة - من قهر وظلم وغياب العدالة، أملًا فى تغيير الواقع المؤلم بأقرب فرصة، وهو الدور الأسمى للسينما فى عصرنا الحديث.
اقرأ أيضا:
أحمد سعد: اتسرق مني 30 قيراط ألماظ
أول تعليق من منتج فيلم "الحب كله" لإلهام شاهين بعد حريق مدينة الإنتاج الإعلامي: قدر الله وما شاء فعل
حريق هائل في الحي الشعبي بمدينة الإنتاج الإعلامي
ميرنا وليد تلفت الأنظار برفقة بناتها في ختام مهرجان الغردقة لسينما الشباب
لا يفوتك: محمد هشام عبية: مين قال إن "صلة رحم" كان فيه مشهد خارج! .. هل شوه "رسالة الإمام" تاريخ مصر؟
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5