عندما صدر فيلم The Curious Case of Benjamin Button "الحالة المحيرة لبنجامين بوتن" عام 2008 كان معروفا للجميع أن الفيلم الذي لعب بطولته النجمان براد بت وكيت بلانشيت وحقق نجاحا مدويا وقتها مأخوذ عن واحدة من القصص القصيرة لفرانسيس سكوت فيتزجيرالد والذي يعد من أشهر الكتاب الأمريكيين في القرن العشرين، وتعد روايته "جاتسبي العظيم" واحدة من كلاسكيات الأدب الأمريكي، وعلى الرغم من غرابة الفكرة الفلسفية لـ "الحالة المحيرة لبنجامين بوتن" لكن فيتزجيرالد كتبها بشكل ساخر ونشرت لأول مرة عام 1922 في مجلة Collier's ثم أعاد نشرها مرة أخرى في كتاب ضم 11 قصة قصيرة عام 1922 وحمل اسم Tales of the Jazz Age..
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
ومؤخرا صدرت الترجمة العربية لرواية "الحالة المحيرة لبنيامين بوتن"، وهو ما أتاح للقارئ العربي فرصة الاطلاع على القصة الأصلية للفيلم الذي أصبح واحدا من أهم الأعمال السينمائية خاصة بعد ترشحه لـ 13 جائزة أوسكار حصل منها على 3 جوائز وهي: جائزة الأوسكار لأفضل مكياج فني، وأفضل مؤثرات بصرية، وأفضل إخراج فني.
القصة الأصلية لـ "الحالة المحيرة لبنجامين بوتن"
تبدو مواضع الاختلاف بين القصة الأصلية والفيلم كثيرة فالأولي تبدأ أحداثها في بالتيمور شرق الولايات المتحدة عام 1860 وهي تقريبا الفترة التي بدأت فيها بوادر الحرب الأهلية الأمريكية، وتسير الأحداث من اللحظة الأولي في اتجاه ساخر؛ حيث يفاجأ الأب روجر- الذي ينتمي لأسرة ثرية تعمل في صناعة المعادن- بأنه أصبح والدا لطفل في السبعين من عمره، وبمرور الأيام يتراجع عمر الطفل تدريجيا ما يسبب الكثير من المواقف المحرجة وربما الغريبة للأب المهووس بوضعه في المجتمع الراقي، والكثير من المفارقات لبنجامين الذي يجد نفسه مضطرا للتعامل مع حالة إنكار أهله لحالته الخاصة.
كتب فتيزجيرالد قصته- التي لم تتجاوز 70 صفحة في ترجمتها العربية- بشكل ساخر وأحيانا كوميدي، وذلك بعكس معالجة الفيلم التي أخذها الكاتب والسيناريست الأمريكي إريك روث في اتجاه الدراما المحملة بالكثير من المشاعر الإنسانية؛ فالكاتب الحاصل على جائزة الأوسكار عن المعالجة السينمائية لفيلم Forrest Gump، وأفلام Killers of the Flower Moon ، وMunich، وA Star Is Born، وDune كان الوحيد الذي قدم معالجة شديدة الثراء بالتعاون الكاتبة والمخرجة روبن سويكورد - للرواية، وهو ما أثار حماس المخرج ديفيد فينشر لتقديم الفيلم الذي حلم به من 16 عاما منذ قرأ القصة لأول مرة.
فيلم ديفيد فينشر
بدأ فيلم ديفيد فينشر "الحالة المحيرة لبنجامين بوتن" مختلفا عن الرواية زمانيا ومكانيا من اللحظة الأولي؛ إذ تبدأ الأحداث بنهاية الحرب العالمية الأولي حينما يتم افتتاح محطة القطارات التي يضع فيها صانع الساعات "جاتو" ساعة عملاقة في محطة القطارات عقاربها تدور عكس الاتجاه، وأثناء الافتتاح وأمام كبار المسؤولين يقول إنه يتمنى لو عادت عقارب الساعة للوراء ولم تندلع الحرب ولم يلق ابنه الوحيد حتفه هو وغيره من الشباب.
كانت الفكرة الأساسية للفيلم تظهر من اللقطة الأولي؛ ماذا لو سار الزمن في عكس الاتجاه، هل ستتغير المصائر، هل سنتصرف بشكل مختلف؟ وهل ندري من الأساس ماذا يخبئ لنا القدر؟
يعيش بنجامين وسط كبار السن، عجوزا يحمل روح طفل صغير، يختبر معنى الفقد والموت طوال الوقت، وتعرف كويني أن الله حرمها من الإنجاب لكنه منحها أكبر هدية بأمومتها لبنجامين الذي تري معجزته بنفسها وكيف يصغر كل يوم. تصل الرسالة للجميع فنحن قد نغضب ونثور، ونلعن الأقدار التي وضعتنا في تلك المواقف لكننا لا نملك في النهاية إلا تقبلها والبحث عن الجانب المشرق فيها.
وطوال سنواته التي تسير عكس الاتجاه كان بنجامين يتعلم شيئا من كل من يقابله؛ عرف طريقه للإبحار، وعزف البيانو، والقراءة، وسماع الموسيقي، بل وحتى تعرف لأول مرة على ديزى التي وقع في حبها من النظرة الأولى رغم كل ما بينهما من فاختلافات، يترك دار المسنين ليكتشف العالم، يجد نفسه وسط أجواء الحرب العالمية الثانية، يتعرف على والده الحقيقي، وتظهر المفارقة أن الأب الذي تخلى عن ابنه الرضيع لم يجد معه في لحظاته الأخيرة سوى ذلك الابن، تتباعد المسافات بينه وبين ديزي، ثم يلتقيا مرة أخرى وينجبا كارولين، ويفترقا مرة ثانية لكن بنجامين يموت بين ذراعي ديزى العجوز بعد أن بلغ 84 عاما وأصبح طفلا رضيعا.
براد بت ودور بنجامين بوتن
يعتبر فيلم The Curious Case of Benjamin Button التعاون الثالث بين ديفيد فينشر وبراد بت بعد the fight club عام 1999 وseven عام 1995، وقدم "بت" في الفيلم دورا استثنائيا، فبجانب الحوار العظيم الذي كتبه إريك روث والحديث بلكنة سكان الجنوب في ولاية نيوأورليانز التي تدور فيها الأحداث، نجح "بت" في أداء كل مرحلة عمرية لشخصية بنجامين خاصة إظهار الشغف المستمر؛ فهو رجل عجوز لكنه فعليا طفل لديه حماس التجربة وشغف اكتشاف المجهول حتى لو كان جسده يخونه، لكنه ينتظر دوما القادم، وهو يعرف أن الحياة لا تزال تقدم له المفاجآت.
ويكشف ديفيد فينشر في حواره مع الجارديان عام 2009 أن مرور شخص بمراحل سنية مختلفة وممتدة من الطفولة وحتى 85 عاما أمرا مثيرا، ويمكن أن يتم إسناد الأدوار لأكثر من ممثل، لكنه وخلال المناقشات الأولي مع براد بت وجد أنه ليس متحمسا لأن يقدم 15 أو 20 سنة في عمر الشخصية، لكنه سيكون مهتما جدا لو قدم الشخصية كلها، وقتها فقط سيخوض تلك المغامرة.
325 لقطة لبراد بيت لم يصورها بنفسه
وبالفعل بدأ "فينشر" التفكير في كيفية تنفيذ ذلك؛ فمع العمر يختلف شكل الوجه، وطول الشخص في كل مرحلة عمرية؛ لذلك
استعان بعدد من الممثلين بأطوال مختلفة يقدم كل منهم مرحلة عمرية، مع وضع أقنعة زرقاء على وجوههم ثم مرحلة تغيير الرؤوس بالمونتاج ووضع رأس براد وتعبيرات وجهه الأصلية ونظرات عينه وحركة شفتيه، وبالطبع يمكن تخيل صعوبة تلك العملية في ظل أن تنفيذ الفيلم بدأ عام 2006.
وهو ما أكده ستيف بريج، المشرف على الاستديو المنفذ للمؤثرات الخاصة في الفيلم حينما قال: "يتضمن الفيلم 325 لقطة في مدة 52 دقيقة لا تحتوي أي منهم لقطات حقيقية لبراد بت، ولم يمثل أي منها بشكل كامل".
وعلى كثرة المشاهد المميزة لبراد بت في الفيلم كانت تلك التي جمعته بـ تاراجي بي هينسون- التي قدمت دور كويني- شديدة التميز، واستحقت عنها تاراجي ترشيحا للأوسكار كأفضل ممثلة مساعدة، فشخصية كويني مديرة دار المسنين خلقت في الحياة لتكون أما، ورغم أنها حرمت من الإنجاب لسنوات طويلة لكنها كانت أما لكل المسنين الذين تولت رعايتهم، ثم بنجامين الذي اعتبرته الابن الذي تأخر قدومه، وكانت مشاهد قلقها على ابنها ومراقبتها له ولو من بعيد، وأيضا توبيخه وهي تراه عائدا في وقت متأخر أو محتسيا الخمر تعكس قلق الأم الحقيقة وحبها غير المشروط.
إعصار كاترينا يعجل تصوير الفيلم
بدأت فكرة تحويل القصة إلى فيلم في الثمانينيات من القرن الماضي لكنها ظلت تنتقل من منتج لآخر والجميع يعتبرها صعبة التنفيذ، وفي عام 2001 وصلت للمخرج ديفيد فينشر معالجة إريك روث وهي النسخة التي جذبته وجعلته فورا يفكر في مشهد النهاية لامرأة تبلغ من العمر 74 عامًا تحمل طفلًا يبلغ من العمر سبعة أشهر وتساعده على تجاوز الموت.
ويذكر "فينشر" أنه أسند إليه وقتها اختيار الممثلين ووضع ميزانية وجدول زمني لتنفيذ الفيلم، وفي عام 2003 توقف العمل لفترة، وعندما وقع إعصار كاترينا، شعر أن الوقت قد حان لبدء العمل وبدأ التصوير في أكتوبر 2006.
فيلم الحالة الغريبة لبنجامين بوتن تصل مدته إلى ساعتين و46 دقيقة، وحقق تجاحا كبيرا، وحظي عالميا بمراجعات نقدية ممتازة رغم أنه في مواضع كثيرة ابتعد عن القصة الأصلية لفيتزجيرالد، لكنه احتفظ بالفكرة الأصلية وأضاف عليها بأنه لا شيء يدوم وقد نفعل ما نعتقد أنه صحيحا لكننا لا ندري ما يخبئه لنا القدر.
قرأ أيضا:
#شرطة_الموضة: هيفاء وهبي تستمتع بآخر أيام الصيف بإطلالة أنيقة ... سعرها يتخطى 100 ألف جنيه
أنغام تفاجئ جمهور حفلها في جدة ... ماذا أهدتهم؟ (صور وفيديو)
أحمد فهمي: لم أمنع زوجتي أميرة من الغناء ... هذه أكذوبة صدقها الناس
لا يفوتك: محمد هشام عبية: مين قال إن "صلة رحم" كان فيه مشهد خارج! .. هل شوه "رسالة الإمام" تاريخ مصر؟
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5