في ذكرى عرضه السنوي، بعد مرور 20 عامًا على العرض الأول للفيلم، المخرجة هالة خليل روت عطش الجمهور واشتياقه لفيلم "أحلى الأوقات"، مع إعلانها على هامش فعاليات إحدى المهرجانات السينمائية، عن نيتها تقديم جزء ثانِ من الفيلم الأكثر حميمية وألفة لمحبي سينما العقد الأول من الألفينات.
تساءلت كثيرًا حينما وجدتني أركض في خيالي، باحثة عن ورد "إبراهيم/ خالد صالح" في قلب "يسرية/ هند صبري" حتى بعد ما فارق بطلها الحياة، ولا أنكر أننا لا نزال نعبث خلف الكادر الذي يخفي أسرار الأبوة الحقيقية لوالد سلمى (حسن حسني)؛ حتى لو عادت "سلمى/ حنان ترك" تلتقط الصورة وحدها في الاستوديو، وهي تحمل شريطة سوداء.
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
فتحت شاشة العرض مجددًا على الجزء الأول في منزلي الآن، فوجدتني أبحث عن ألوان دافئة داكنة مشرقة، لم أشاهدها بين أبطال اليوم، ساعات من دندنة "منير" لم يخفت سطوعها بريق "توو ليت"، حكايات لطيفة لن تنتهي، وسط إندماجها مع كل عصر، يمكنك أن تقتطع إيفيه الشاشة من ذهنك خارج زمنك، لكنك لا تستطيع أن تطرد أحداثًا وجدت من مصداقيتها سبيلاً للذاكرة.
رغم إن تيمة الأصدقاء شائعة في كل العصور إلا إن "سلمى وضحى ويسرية" ثلاثي سابق زمنه، إمًا ستؤنس وحدتك في صُحبتهن أو ستتحرر من قيودك برفقتهن؛ الأولى الساذجة طاردت الحب والثانية المتهورة ظلت أثيرة له، والثالثة تكبلت بمسئولياته، لكنهن لآخر لحظة استمررن في حِماه، وشكلن معًا معنى آخر للحياة.
رغم غيابهن وتفرق مصائر أبطاله بين أروقة السينمات العالمية والمحلية وآخرين خارج شاشة العرض، إلا أن روحهن تحررت من شريط "أحلى الأوقات" ملقية بظلالها على سمات أفلام العقد الأول من الألفية الثانية، والذي طالما طاردني بسؤال لا أعلم إجابته وأنا ابنة الثلاثين عامًا.. "أين ذهبت أحلى الأوقات؟".
فتيات يسقطن من الضحك في منتصف الشارع وسط سير السيارات.. لا يخشين سقوط الحقائب أو بعثرة ملابسهن .. لا يقلقن من تعرض وجوههن لأشعة صناعية تضر بجمالهن الطبيعي .. أداء متزن بدون "فيلر" ولا "ماسك" .. عوالم تضيء بخيبات الأمل ورسائل الهيام الصادقة .. أمواج تبتلع لحظات الغدر كلما أطاح بها الزمان .. رفقة لا تعرف الضجيج بل السكون!
10 أعوام من الإبحار في السينما التجارية (الجادة) إن جاز التعبير، لأفلام العقد الأول من الألفية الثانية، لا أتحدث هنا عن الأفلام النوعية أو أفلام المهرجانات، تلك التي تدفعنا إلى مستوى آخر من التلقي والتأمل مع سيموطيقية المكان والزمان والحياة والأشخاص، بل عن أفلام حققت شعبية عابرة للزمن، ليست وليدة اللحظة، صناعها لا يزالون يتعجبون من أسرار نجاحهم؛ أفلام تخطت تغيرات مجتمعية وتكنولوجيا طارئة وأزمات أكثر تعقيدًا مرتبطة بمتطالبات العصر.
نستعيض عن هذا الوقت باللحظات التي واجهنا بها الأحلام الضائعة في "رشة جريئة" 2001، وتكشفنا فيها بجرأة عن درجات الحب في الزواج والخيانة مع "سهر الليالي" 2003، وأزاحنا الستار عن معاني الحب المستترة في "ملك وكتابة" 2006، و"في شقة مصر الجديدة" 2007، ورسائل البحر" 2010، وتقربنا للمرأة وكينونتها بجدية مع "إحكي يا شهرزاد" 2009.
أفلام تألمنا فيه مع خيانة الأخوة والأصدقاء والأشقاء في "أصحاب ولا بيزنس" 2001، و"الباشا تلميذ" 2004، و"كيمو وأنتيمو" 2004، و"حالة حب" 2004، وسماع رنة الحبيب بلغة السينما الحقيقية في "سنة أولى نصب" 2004، أدركنا مشاعر الأبوة في "عريس من جهة أمنية" 2004، وتغاضينا فيها عن الشر من أجل الإنسانية في "مواطن ومخبر وحرامي" 2001، و"تيتو" 2004!
وغيرهم الكثير في سينما العقد الأول من الألفية الثانية؛ ثنائيات التأليف والإخراج التي أثمرت عن المجتمع وشرائحه وطبقاته بنسب متفاوتة؛ ما بين رعونة أبطال داوود عبد السيد، وتشريح المجتمع على شاشة يسري نصر الله بقلم وحيد حامد، وشاعرية قاطني حواديت وسام سليمان ومحمد خان، وجرأة الطرح مع هاني خليفة وتامر حبيب.
تذكرتك في العقد الأول من سينما الألفية الثانية قُطعت مرتين؛ الأولى وأنت تعقد اتفاقًا ضمنيًا على بتر مخاوفك وأفكارك وواقعك، وأنت تمر من بوابة الشارع المطلة على السينما، مسلمًا ذمام القيادة أمام أبطالك.. وتساءلت: أين النهاية؟
والثانية عندما اختبرت مشاعرك في بوتقة من الأزمات والصراعات المجتمعية منزوعة الهوية الأجنبية، مكتملة المشاعر، متأرجحة بين ذهنك وقلبك مع كل ما تتركه لك بوابة الدخول للسينما.. ليطرح الزمن سؤاله هذه المرة؛ هل لا تزال "أحلى الأوقات" بعد؟!
اقرأ أيضا:
الأردني عاكف نجم يعتذر للشعب السعودي عن مشاركته في فيلم "حياة الماعز": لم أقرأ الفيلم كاملا
نانسي عجرم في جلسة تصوير بأزياء من نفس المجموعة من Dior ... مستوحاة من شمس الريفيرا
بعد تصريحاتها عن الصلاة … إلهام شاهين تحتفي بدعم (طه حسين): ألف شكر لحضرتك على دعمك
سمر طارق لـ(في الفن): الراب والمهرجانات ليهم وقتهم وبذاكر القديم وبحب أم كلثوم ومحمد منير ,فيروز
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5