الهجوم على فيلم الفنان أحمد حلمي الجديد "النونو" بمجرد الإعلان عن فكرته، هجوم متسرع ناتج عن احتقان وتراكمات نفسية، لم يمنح من قاموا به أنفسهم فرصة التفكير بهدوء.
أبداً لم يكن عيبا أن يظهر ابن مهنة أو طائفة معينة في دور مشين أو منحرف، فتاريخ السينما في مصر والعالم يحفظ لنا العديد من هذه الأدوار لكبار الفنانين، الذين تركوا بها بصمة ناصعة بأداء فني تجاوز قبح الواقع، مقدما ما يفتح عين ووعي المشاهد إلى حقائق لن يراها لو دفنا رؤسنا في الرمال، كما يريد البعض -بل الكثير- الآن.
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
قبل انتفاخ عروقنا والهجوم على فيلم "النونو" لأنه يقدم قصة حرامي مصري يستغل موسم الحج للسرقة، بداعي الإساءة لمصر، هل هذا النموذج موجود وحدث بالفعل أم لا؟
هل الاعتراض يجب أن يكون على وجوده من الأساس؟ أم على تقديمه وتعريته وفضحه أمام الناس، امنحوا الفن فرصة مساعدتكم وإنهاء المشكلة حقا على الأرض، بدلا من وقوفكم ضده لإنهائها على الشاشة فقط، لو منحتوا الفرصة للفن وافسحتوا له مساحة أوسع في حياتكم عامة، وقتها سننجح في حماية الاخلاق والفضيلة وصورتنا حقيقة، بدلا من الإنكار الذي يقضي على الأخضر واليابس ويحرمنا فرصة العلاج والإنقاذ.
أكاد أسمع أصواتا خافتة تقول إن الرفض والثورة ضد الفيلم مرجعهما أنه من إنتاج سعودي وليس مصريا، ليه مصممين يطلعوا المصري نصاب وحرامي زي ما حصل في "ولاد رزق"؟ على طريقة، محدش يتكلم عن مشاكلي، أنا فقط الذي يتحدث عنها إذا كان لابد من الحديث من أساسه.
فهل السعودية كتبت وألفت فيلم "ولاد رزق"، وأنتجت منه الجزء الأول والثاني وكانت سبب نجاحهما الكبير عند عرضهما، لدرجة التفكير في تطوير الفكرة وتوليد شخصيات جديدة منها تقدم أعمالا مستقلة؟!
الإنتاج السعودي فرصة ذهبية للفن المصري، لو تاملنا بهدوء سنجد أكثر من عصفور سقطوا في حجرنا بحجر واحد -حتى لم نلقه نحن- دورنا التاريخي كمنارة في محيطنا العربي والافريقي والشرق أوسطي كان ولا يزال دور المعلم، نقلنا خبراتنا وعلومنا من عشرات السنين، والآن جاء دور نقل جزء مهم كان الباب مقفولا في وجهه لعقود، فكما أرسلنا معلمينا وأطبائنا ومهندسينا وأبنائنا من جميع التخصصات، حان الآن وقت الفن، ومّنْ غير مصر "هوليوود الشرق" التي تقوم بهذا الدور.
فرصة عظيمة لتمويل مشاريع فنية، نقدم بها طاقاتنا، ونطور بها من أنفسنا ورؤيتنا، ونجرب بها تفاصيل إنتاجية وتقنية، لا تسمح بها حالة الإنتاج بالسوق المصري حاليا.
وأحب أن أطمئن هذه الأصوات "المرعوبة" دائما، مصر كبيرة جدا، أكبر مما تتصوروا وأكبر من أن تغلقوا عليها عقولكم، كبيرة بفنها وعلمها وأدبها وثقافتها وانفتاحها على الآخر والتفاعل معه، فلو أغلقتوا هذا الباب فمن أين يأتي الازدهار وكيف تحافظ على مكانتها وقوتها؟!
هذا الذي يجب أن نتحدث عنه ونخاف منه
ليست شخصية محامي فاسد أو ضابط مرتشي أو طبيب مهمل، هي التي يجب أن تشغل بالنا، بداعي الخوف على شكل المهنة أو شكل مصر، ما يجب أن يخيفنا أن نجد السينما المصرية من أكتر من 20 عاما وقد ضاقت أفاقها وانغلقت على أفكار قليلة جدا ناهيك عن سطحبتها، لدرجة أنك يمكن أن تحدد من عام كذا إلى عام كذا، كانت غالبية الأفلام تدور في إطار الفتي الرومانسي الفقير الذي يحب البنت الجميلة الغنية، ثم من عام كذا إلى عام كذا تحولت الأفلام إلى خلطة (الراقصة – والمطرب الشعبي – والقصة الرومانسية الكوميدية)، وهكذا نخرج من موضة إلى موضة، ومن تيمة نستهلكها إلى حد الابتزال إلى تيمة أخرى.
هذا ما يجب أن نخاف منه ونتحدث عنه، السينما في مصر تحتاج إلى إنتاج جريء حتى لو كان محدود الإمكانيات، بحاجة لفنان يقود السوق ويذكره التاريخ أنه كان سبب تقيدم أفكار غير تقليدية شجعت باقي الفنانين على خوضها، وغيرت من ذائقة المشاهد التي وصلت إلى مكانة محزنة، وأصبحت تهدد الفن نفسه.
نخاف ونتحدث عندما نجد إشارات تقول لنا إن الجديد والمختلف هو المميز فنيا والناجح والباقي، وأن الأفلام محدودة التكلفة كثيفة الفنيات هي التي تحصل على الجوائز والتقديرات من داخل وخارج مصر، ثم نظل على عنادنا وتجاهلنا مغمضين أعيننا عن هذه الإشارات وكأن شيء لم يكن.
اقرأ أيضا:
إياد نصار عن أزمة "أصحاب ولا أعز": اتهزيت ومنى زكي عضمها أنشف مني
شجار وضرب بين حسام حبيب وشيرين عبد الوهاب ينتهي بالصلح في قسم شرطة "التجمع الخامس"
رقصة خالد أنور مع شقيقته مروة في حفل خطوبتها (فيديو)
لا يفوتك: #نظرة_على_المشهد_الأخير قصة مـ..قتل نيازي مصطفى بطريقة سـ..ـا دية التحقيق مع 65 كومبارس وسر ظهور فاروق الفيشاوي في الصورة
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5