في الحلقة السادسة من سلسلتنا "كل يوم حكاية وفصل من كتاب عن عملاق من عمالقة الفن" نقدم كتاب "يا جميل يا اللي هنا" للكاتب الصحفي أشرف عبد الشافي.
اقرأ من هذه السلسلة:
مفاتيح وملامح ... الفصل الأول من سيرة داود عبد السيد السينمائية
نجيب الريحاني - فيلسوف الضحك والبكاء ... ممثل والذي منه!
محمد فوزي "عصفور" كتاب "يا جميل يا اللى هنا"
يا جميل يا اللى هنا
ما بقينا لوحدنا
اسقينيى بنظرتك
و اروينى برقتك
وحياة محبتك
ما انا منقول من هنا
كلمات: فتحى قورة
تابعوا قناة FilFan.com على الواتساب لمعرفة أحدث أخبار النجوم وجديدهم في السينما والتليفزيون اضغط هنا
الفصل الأول من كتاب "يا جميل يا اللي هنا" للكاتب الصحفي أشرف عبد الشافي .. فوزى .. العصفور
تعب الهوى قلبى مع الواد محمد فوزى ده، فهو الجميل الذى هنا وهناك وفى كل مكان حولى، هو المُلهم لفصول هذا الكتاب المكتوب على نغماته وبهجة روحه
1- البحث عن لغة!
يحتاج فوزى لغة ناعمة للكتابة، يحتاج رقة وحلاوة تناسب خفة الروح وجمال الطلعة، والحروف السوداء التى تقرأها الآن مجرد محاولة فاشلة للتعبير عن حبى له،فهو أحلى من الكتابة بأى لغة،وأراهنك أن ابتسامة خفيفة ترتسم على ملامحك كلما مرّ طيف من فوزى واقفا فى حديقة ليلى مراد بعكاز يتسول منها الغرام، فهذا الولد فيض من نور الله، لا تعلم إن كانت بركة سيدى الدسوقى فى جيب بنطلونه أم أن نفحة الرضا من السيد البدوى تطل من جبهته،فهو حاضر بروح وثابة منطلقة من حنجرته وملامحه وابتسامته وحتى من قامته المحندقة الشيك التى جعلته خالداً فى وجدان طفولتنا منذ أن ذهب الليل وطلع الفجر ووعدنا صوته بأن ماما زمانها جاية،هو شبيه الفرح والبهجة وشقاوة شاب قرر أن يغامر ويبقى عريس ويكتب كتابه يوم الخميس والدعوة عامة وهتبقى لمة .. وهو شبيه الحسرة والشجن والألم كلما مرّت صورته على سرير المرض شابا وديعا جميلا هزمت روحه عنجهية الغباء وصادروا حلمه فمات كمداً قبل أن ينهش المرض جسده ويرحل فى عامه الثامن والأربعين.
2- ضحكة طفل فى زمن عبد الناصر!
محمد فوزى حالة خاصة فى حب الناس، ابتسامته تحمل سراً فى المحبة والجاذبية، طراوة صوته وقرب نبراته من القلب تحمل قبضة من نور إلهى لا يقاوم، ولم يعد مفاجئاً أن أجد شبابا وشابات فى سن العشرين يهيمون عشقا بفوزى المطرب الكبير والممثل اللطيف،حتى أولئك الذين يحفظون أناشيد عبد الحليم فى مديح جمال عبد الناصر لا يستطيعون مقاومة الوقوع فى غرامه والشعور بالذنب كأنما كانوا مع الزعيم الخالد وهو يسمح باغتيال أحلام الفتى الوديع وتأميم شركته التى كانت ثروة مصرية خالصة.
لم يتقاطع فوزى مع ثورة عبد الناصر، لكنه لم يكن مطربها بالطبع فى وجود فتى يوليو المدلل عبد الحليم حافظ، لكن الثورة هى التى لم تقدره كما ينبغى، أهملت وجود هرم مصرى صغير ومحندق ممتلىء بالطاقة واللطافة والوسامة والثقافة والوعى، كان فوزى ممتلئاً بالنجومية، لكنه كان يريد تقديراً لائقا بشاب وصل إلى الأربعين وهو على القمة فى الإبداع والتفرد،فهو أول من قدم أفلاما استعراضية،وأول من قدم أفلاما ملونة،وأول من قدم أغانى دينية وأول من أنشأ مصنع اسطوانات.. ألم يكن جديراً بجائزة الدولة للفنون مثلا بدلاً من وضع شركته تحت الحراسة!.
تمتلك الإذاعة المصرية تسجيلات رائعة يروى فيها محمد فوزى جانبا من حياته منذ جاء من طنطا إلى القاهرة، لكن قصة بديعة عن حكاية الغناء للأطفال جذبت انتباهى وجعلتنى أتأمل شخصيته أكثر، فقد روى فوزى أنه كان فى ألمانيا حين سمع ضحكة طفل مسجلة على أسطوانة تخطف روحه وتجبره على سماعها عشرات المرات، فعاد إلى القاهرة وهو مصمم على صناعة غنوة للأطفال تحمل هذه الضحكة، فكانت أغنية "ماما زمانها جاية" ووضع الضحكة فى اللحن ولم يتبق سوى تسجيلها: "ونشرت إعلاناً ـ يقول فوزىـ وجاءنى أكثر من 100 طفل لتسجيل ضحكاتهم، فلم أجد فيهم مثل تلك الضحكة التى سمعتها فى ألمانيا، فقررت أن أستخدمها.
وكان الموضوع غاية فى الصعوبة لأنى كنت مضطر أشيل الضحكة وأحطها مع اللحن بحيث تبقى نغمة .."، وفعلاً أصبحت الضحكة نغما لا يكتمل مزاج الغنوة إلا بسماعها، تنطلق بروح فوزى وطفولته التى قضاها فى فقر وزحام غير معقول فهو يحمل رقم (21) فى قائمة الأخوة ال27! من ثلاث زيجات لوالده أنجب فى الأولى عشرة أطفال وفى الثانية 12 وكانت والدة فوزى هى الثالثة وأنجب منها خمسة ثلاثة ذكور وفتاتين هما هدى سلطان (وهو الاسم الفني) وشقيقتها هند علام التى لا أعرف عنها معلومة، ومثل كل الموهوبين حمل فوزى صوته الصغير إلى الموالد والأفراح وحفلات الطهور وسهر الليالى فى شوارع طنطا ودمنهور والزقازيق لتظهر روح هذا الولد المجدد بعد رحلة كفاح وشجار مع العائلة وجوع وفقر وحرمان فى لوكاندات القاهرة الباردة،حتى صنع مجداً فى سنوات قليلة وكانت كل المؤشرات تقول إن القادم أفضل لهذا الفتى الموهوب لكن الموت خطفه قبل أن يتم عامه الثامن والأربعين.
3- أربع دقائق
كان الطريق صعبا مع هذا الولد العذب الجميل الذى غنى "فاطمة وماريكا وراشيل..دول جوه قلبى كوكتيل" فى عصر يقدس التخت والامان يالالى، فكان لابد من تثقيف نفسه بنفسه حتى يستطيع مواجهة ترسانة الموسيقى والألحان والعقول القديمة، وبالفعل سبق عصره وأجيال سابقة ولاحقة وهو يقدم فن "أكابيلا" فى أغنية "كلمنى طمنى" التى يبدأ مطلعها بصوت بشرى: "ترررم ترررم .. ثم يدخل المطرب: "كلمنى .. طمنى وارحمنى يوم يا حبيبى ... طال بعدك طال هجرك .. فين عهدك .. فين يا حبيبى" حيث الأصوات البشرية بديلاً لللآلات الموسيقية.
ولم أكن أعرف اسم هذا الفن قبل أن أسمع الأستاذ العظيم المقيم فى وجداننا "عمار الشريعى" يتحدث عنه وعن عبقرية فوزى الذى قال عمار إنه أول وآخر فنان مصرى يقدم هذا اللون من الموسيقى البشرية، وكان الشائع عن تلك الأغنية أن الفرقة الموسيقية تأخرت عن موعد البروفة، فاضطر فوزى إلى عقابهم بالاستغناء عنهم واستبدالهم بالكورال، وانفعل عمار الشريعى انفعالا شديدا وهو يسب ويلعن كل جاهل قال بتلك الكذبة المغرضة للتقليل من قيمة النبوغ والإبداع الفنى فى "طمنى كلمنى".
ولك أن تتخيل أن هذا العبقرى ـ الذى سحب العبقرى بليغ حمدى من يده وقدمه إلى أم كلثوم كهدية لا يجب التفريط فيها ـ تم طرده من الإذاعة بتهمة إفساد الذوق الموسيقى الراسخ!
يروى فوزى فى التسجيل النادر المتوفر على "يوتيوب " انه كان يحلم بتقديم أغان قصيرة لا تتجاوز الأربع دقائق ويقدمها للإذاعة، فابتكر شكلاً جديدا للكورال بغنوة "يانور جديد فى يوم سعيد ده عيد ميلادك أحلى عيد" حيث يظهر الكورال متنوعا ومتناغما بشكل مختلف عن القديم، لكنه فوجىء برئيس الإذاعة مصطفى رضا يطرده: "كان راجل يهمه القديم قوى ـ يروى فوزى ـ ونادانى وقال لى ده كلام فارغ .. ويشاء المولى إنى أغنى نفس الغنوة فى الإذاعة بعد الواقعة دى بخمس سنين .." ، اختيار قصيدة أبو نواس "إلهى ما أعدلك" جزء من ثقافة محمد فوزى، فمثلما وضع بصمته على الغناء للأطفال والاستعراض السينمائى والآداء الحركى قرر أن يقدم لحناً دينياً لا يُنسى مع كلمات العربيد أبو نواس الذى فاضت دموعه وهو يطوف بالكعبة فكتب:
إلهى ما أعدلك مليك كل من ملك
لبيك إن الحمد لك والملك لاشريك لك
والليل لما أن حلك والسابحات فى الفلك
ما خاب عبد سألك
أنت له حيث سلك
لولاك يا ربى هلك
لبيك إن العز لك والحمد لك والملك لا شريك لك
4- نهاية الحلم
البصمة هى فكرة "فوزى"عن الفن، فعلها فى الغناء والتلحين والسينما أيضا، فبعد 6 سنوات من العمل مع فرقة بديعة مصابنى نجح فى لفت أنظار فنان كبير اسمه يوسف وهبي ليمثل دوراً صغيراً في فيلم "سيف الجلاد" واختار له اسم "محمد فوزى" ثم انطلق بعد ذلك مع المخرج محمد كريم فى أول بطولة سينمائية من خلال فيلم " أصحاب السعادة" ثم تألق فى أفلام :"بنات حواء، فاطمة وماريكا وراشيل،آه من حوا .." وصنع مجده السينمائى الخاص أمام نجمات عصره "ليلى مراد،صباح شادية،فاتن حمامة،بالإضافة إلى مديحة يسرى رفيقة الدرب والثنائيات الشهيرة، ووضع بصمته على السينما فأسس شركة للانتاج السينمائى ومنها إلى مشروع العمر بإنتاج الأسطوانات، حيث قرر تأسيس "مصر فون".
كأول شركة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، واستقدم لها خبراء متخصصين من ألمانيا وفرنسا ليتعلم منهم المصريون أسرار الصناعة الجديدة وأصبحت أسطوانات أغانى كبار المطربين والمطربات تُسجل وتُطبع فى مصر بعد كانوا يضطرون للسفر إلى االيونان وفرنسا وإيطاليا، وإلى جانب توفير العملة الصعبة أتاحت الشركة إنتاج إسطوانة محلية لا يزيد سعرها عن خمسة وثلاثين قرشا وغير قابلة للكسر ويمكن استخدامها على الوجهين فتتسع لأغنيتين بينما كانت أرخص اسطوانة مستوردة فى ذلك الوقت بجنيه كامل ولا تستوعب إلا أغنية واحدة وقابلة للكسر.
نذر فوزي لمشروعه هذا كل مدخرات عمره وتفرغ لإدارته وتطويره وحقق نجاحا مدوي ومجديا لمن تعاملوا معه من كبار الفنانين والفنانات لكن عاصفة التأميم هبت عاتية لتطيح بالمشروع الناجح الجسور وتضع نهاية تعيسة لفكرة جديرة بالتشجيع، دخل على محمد فوزي (صول) قال له: أطلع بره وخرج منها بالفعل طريدا، وعادوا به مرة آخري ليعينوه فيها مديرا بمائة جنيه فى الشهر ولم يتحمل محمد فوزي وتأثر بالصدمة القاسية غير المتوقعة لتبدأ مسيرته المضيئة مع مرض السرطان فى الدم انخفض وزنه من77 الى 40 كيلو فقط ولم يجد الأطباء الأمريكيون تفسيرا طبيا يبشر بالعلاج أو يكشف عن الغموض المحير، ومازالت الموسوعات الطبية العالمية تشير الى المرض المعقد باسم محمد فوزي! خمس سنوات من المعاناة بين عامي 1961 و1966 وفى العشرين من أكتوبر سنة 1966 رحل الفنان وهو فى الثامنة والأربعين من عمره! قبل أيام من رحيله كتب رسالة نشرتها الصحف والمجلات جاء فيها: "فإذا مت أموت قرير العين فقد أديت واجبي نحو بلدى، وكنت أتمنى أن أؤدى الكثير، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة .. والأعمار بيد الله".
اقرأ أيضا:
هل تحققت نبوءة ليلى عبد اللطيف لأطباء التجميل في لبنان في وجه ريهام سعيد؟
ريهام سعيد باكية: عملت تجميل عشان كنت بحارب السن ودلوقتي عشان أنزل محتاجة أحط 13 كيلو ماكياج
رامي صبري يحتفل بعقد قران شقيقته
#شرطة_الموضة: درة بفستان أبيض بسيط من التول سعره يتجاوز 200 ألف جنيه في أحدث جلسة تصوير
لايفوتك: #شرطة_الموضة: أجمل إطلالات النجمات في Joy Awards ... وأسوأ الإطلالات
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5