أحيانا وأنا بصدد الكتابة عن عمل ما يدور بذهني البيت الخالد لنزار قباني في رائعة قارئة الفنجان "بصّرت ونجّمت كثيرا .. لكني لم أقرأ أبدا فنجانا يشبه فنجانك" وكان هذا هو الوضع وأنا أفرر الكتابة عن فيلم "الاسكندراني" فيلم العودة للمخرج خالد يوسف بعد انقطاع دام 5 سنوات بعد فيلمه الأخير "كارما" الذي لم يحظ بنجاح يذكر وقتها. وهو كذلك الاول لبطله أحمد العوضي كبطل مطلق على شاشة السينما. لكن الحيرة التي اصابتني بعد مشاهدة الاسكندراني تمثلت في شبكة من الافكار والملاحظات والانطباعات حتى لم استطع ان اجزم لماذا أحببته رغم السلبيات.
عاد خالد يوسف للسينما .. فهل عادت السينما لخالد يوسف؟
منذ بدء مشواره الفني وانت تستطيع ان تلمح بل تلمس بوضوح اثر تلمذته على يد يوسف شاهين وتأثره الكامل بكل ما كانهُ الأستاذ في الفن والرؤية والطريقة و " الاتييود" . ولعل قدرية تشابه الأسماء جعلت منه امتدادا وابنا فنيا ليوسف شاهين لتكتمل صورة الأستاذ والتلميذ أو الأب والإبن في أذهان كل من عاصروا اثنينها .فعلى طول المشوار نرى خالد يوسف يسقط تفاصيل شاهينية واضحة على معظم أعماله مع بصمة ارادها لنفسه المخرج الذي كان صاعدا واصبح مخرجا كبيرا اصبح وضع اسمه على افيش عمل كافيا لجذب الاهتمام.
في الاسكندراني أيضا يقدم خالد يوسف امتدادا لما بدءه سواء من الروح الشاهينية التي صور بها الاسكندرية ورآها كما رأها استاذه او امتداد لاعماله هو ذاته السابقة مثل "حين ميسرة" و"دكان شحاتة " تحديدا؛ حيث رأيت في بعض مشاهد "الاسكندراني" امتداد او جزءا ثانيا لمشاهد بعينها في الفيلمين المذكورين.
تشوُّش
من أنا لأكفر بالمقدسات! وكيف لي أن أشير الى ملحوظات على سيناريو كتبه الأب الروحي لعموم مؤلفين مصر ورئيس جمهورية الدراما العربية اسامة أنور عكاشة، ذلك الرجل الذي تعلقت القلوب بأعماله تعلق الطفل بذيل ثوب أمه وصارت لنا كجيل الثمانينات وما قبلها مرادفا لمصر الحقيقية التي عشناها وعاشتنا. لكن بعد هدوء "الحمقة" والتحفز تستطيع بوضوع ان ترى خللا ما في النص المختار لتنفيذه في 2023؛ نص يرجع تاريخ كتابته الى ثلاثين عاما مضت تقريبا فكيف ولماذا ؟ وكيف لنا أن "نهضم" كمشاهدين أن يظهر العمل شخصية كاركتيرية كشخصية الخواجة " اورغو" -التي أداها حسين فهمي ببدائية شديدة- في عصر كالذي نعيشه اليوم وندعي ان ذاك الذي لا زال يقول "خبيبي" قد عاش في حواري الانفوشي لاكثر من 30 عاما بينما لازال يرتدي حمالات "يني" (عهدي صادق) في زيزينيا التي انتجت في 1993 وكان بالاساس مسلسلا تاريخيا يحكي عن عصر الملكية ! ثم ما الذي قد يدعو عائلة تعيش بالاسكندرية طوال حياتها وحياة اجدادها واولادها ولم تغادرها يوما أن تُدعى " الاسكندراني" فهو كأن تبيع المايّة في حارة السقايين .. ماهم كلهم سقايين!
وهكذا، طوال مدة المشاهدة كانت تساورني تلك المشوشات التي التي تحوّلت احيانا الى منغصات للـ"فرجة" الى جانب تخبط الفيلم الواضح في تقرير في أي زمن تدور الأحداث وما يستدعيه ذلك وما يترتب عليه من تفاصيل واجواء ومظاهر كالملابس والاكسسوارات وطبيعة الديكور كالبيوت والمحال التجارية وكذلك الالفاظ العامية الدارجة وغيرها، كل تلك العناصر جاءت مشوشة الى حد كبير حيث لم يستطع أو يرغب – أيهما أقرب- مخرج العمل في ارساؤه بوضوح.
لكن لعل الحسنة الأبرز في تناول خالد يوسف لهذا الفيلم كمخرج هو تلك الطاقة الرهيبة والصورة المختلفة التي دفع بيومي فؤاد – أحد ابطال الفيلم – لإظهارها.
فالدور الذي أداه بيومي فؤاد وعلى الرغم من كونها شخصية موغلة في التقليدية و"الكليشيهية" على مستوى الكتابة أو تناول السيناريو إلا أن بيومي قد نحى بها نحو أداء جاد ومهتم نستطيع أن نعزو الكثير من الفضل فيه لتوجيه المخرج .اهتم بيومي بأحاسيس الشخصية وسماتها الشعورية ودواخلها أكثر من مظهرها الخارجي ما انتج مجموعة من مشاهد الماستر سين شديدة التميز ورفيعة المستوى تمثيليا حيث راينا بيومي يقرر في الاسكندراني أن يعلن عن نفسه كممثل تراجيدي راسخ يستطيع أداء كل الأنماط المتخطية للكوميديا بنفس الاحتراف والتأثير.
الفيلم الذي أنقذته عيون العوضي..
هو ممثل مهم ، ودائما ما رأيته كذلك ورآه كل من منحوه فرصة الظهور الأول ثم ما بعدها منذ بدايته مع العملاق نور الشريف في "ماتخافوش" 2009 ثم "الدالي 3" 2011 وبعدها رحلة من حفر الصخر وسط وحوش حقيقية ومنافسة شرسة خاضها بصبر ودأب شديدين لكنه كان يرى طريقه بوضوح فكان بروسلي -كلبش ومحسن- السبع وصايا وأيمن غالي -هروب اضطرري وهشام عشماوي– الاختيار، وكان أحمد العوضي. ولعل الانطباع السائد والذي يصدره العوضي نفسه عن نفسه معظم الوقت كنجم الحركة وبلدوزر الأكشن ودبابة الألعاب القتالية قد صرفت الكثير من الأذهان عن الالتفات لموهبة تمثيلية حقيقية .لكنه في الاسكندراني يقدم "بكر" الذي يمكنك القول أن يشبهه الى حد كبير شخصيا ويشبه ما يحب ان يقدمه فنيا لكن اللافت هو انه رغم التركيز على مشاهد الحركة التي صممها ونفذها بتميز وبراعة ومستوى عالمي مخرج الاكشن المتميز محمود طاحون، الا ان احمد العوضي قد اتاح نصيبا اكبر من التركيز على الدراما والاداء التمثيلي فجسد مجموعة من المشاعر المكثفة والحادة والحارة في بعض الاحيان مستعينا بتعبيرات وجهه ونظرات عينيه كما رأينا في اكثر من مشهد خلال الاحداث تنبيء عن ممثل حقيقي يكمن خلف بطل الأكشن الذي يتصدر الأفيش ، ولعل هذا الاخلاص والاجتهاد الذي منحه بطل الفيلم وفريق عمله للعمل هو السر في تلك النجاحات اليومية التي يحققها الفيلم على المستوى الشعبي وعلى مستوى لارقام في شباك التذاكر.
اقرأ أيضا:
ظهور نادر لنجاة الصغيرة في حفل Joy Awards
joy Awards تمنح عادل إمام جائزة زعيم الفن العربي ... ورسالة صوتية خاصة من الفنان بعد غياب
أول رد من مجلس نقابة الموسيقيين بعد تلويح مصطفى كامل بالاستقالة
قضى ليلة بالحبس ... تفاصيل مشاجرة حمو بيكا في كافيه شهير بـ 6 أكتوبر
كاميرا في الفن في العرض الخاص لفيلم ليه تعيشها لوحدك ... شاهد ماذا قال النجوم
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5