حلم أي صحفي أن يكون له عملأ منشورا في الصفحة الأولى من الجريدة التي يعمل بها، وأن يكون مصدر فخر لعائلته، ولكن مايحدث حتى تتصدر تلك الأخبار الصفحة الأولى الكثير مما يقدمه الصحفي أو يتنازل عنه، وهو ما رصده بعناية المخرج Hansal Mehta في مسلسل Scoop والذي بدأ عرضه على منصة نتفلكس في يونيو الماضي، وأحداثه مستوحاة من المذكرات الخاصة للصحفية "جيجنا فورا" والتي صدرت في كتاب بعنوان "خلف القضبان في بايكولا : أيامي في السجن" والتي أعلنت برائتها بعد 7 سنين من المعارك القانونية مع الشرطة والقضاء في قضية لم تكن طرفا فيها أبدا، إلا من جانب حياتها المهنية كصحفية حوادث أو جريمة كما يقال عنها في الهند.
والعمل يحاول أن يرصد من خلاله المخرج ما يحدث مع الصحافة التي تحاول كشف الفساد الذي يحدث في المجتمع الهندي والتي أدت منذ عام 2000 إلى اعتقال أو قتل أو اختفاء مايقرب من 102 صحفي.
المسلسل المكون من 6 حلقات يمكن أن ترى من خلالة حياة صحفية الجريمة "جاغروتي باثاك" منذ نشر أول خبر لها في الجريدة ومدى سعادة جدها بهذا الأمر،مرورا بـ 7 سنوات من التقارير المميزة لتصبح اسما مألوفا كامرأة حققت نجاحا غير عاديا في مجال تغطية الجرائم الغير عادية التي تضم إرهابيين وغيرهم، وهو المجال المهمين عليه من قبل الرجال وهو ما أظهره في الأحداث من خلال علاقتها بكل من حولها من الرجال سواء في الصحافة أو الشرطة بكل قطاعاتها وأيضا المخابرات وأخيرا رجال المافيا والمجرمين الذين كان لها طريقة في الوصول إليهم وتحقيق انتصارات صحفية غير مسبوقة جعلتها تنافس أهم صحفي في هذا المجال وهو "جنديب سين" الذي رشحها للعمل في منصبه بعد تعاقده، إلا أن يدر الغدر طالته وتم اغتياله ويتم اتهام جاغروتي بإنها ساعدت في قتله.
حلقات من الإثارة والتفاصيل التي تكشف ما يحدث داخل المطبخ الصحفي ليس في جريدة واحدة بل في عدد من الصحف وكيف يتم الحصول على المعلومات من المصادر، وتعامل القنوات أيضا مع المعلومات.
ولكن ارتبط العمل بأحداث مهمة وحيوية في الهند، وتحديدا بعد مقتل أسامة بن لادن في باكستان، وتساؤلات من الشعب عن قدرة الحكومة الهندية على التخلص من مجرمين في نفس خطورته وهم ألياس كشميري ومسعود أزهر وسيد صلاح الدين، ووجود أشخاص من أكبر رجال المافيا منهم داوود ابراهيم وشوتا راجن وهما من الأسماء المرتبطة بعالم الإرهاب والجريمة في التسعينيات، وكانا السبب في انتشار مصطلحات مثل الابتزاز وغسيل الأموال، وارتباط أسمائهما بتفجيرات مومباي عام 1993، وحرب العصابات التي انتشرت في الشوارع وقتها وراح ضحيتها عدد كبير من الأبرياء.
وعلى الرغم من عدم وجودهما بداخل الهند ولكن نفوذهما كبير بداخلها، حيث ارتبطت اسمائهما من جديد بتفجيرات مومباي عام 2010، وهو ما التزمت تجاهه الشرطة بالصمت، لتكون مادة صحفية قوية لكل صحفي يحاول البحث وراء الأمر والحصول على تصريحات رسمية بمدي تقصير الجهات المعنية بالرغم من تواجد المعلومة لديهم، بل والوصول إلى معلومات بتورط الشرطة مع هؤلاء الإرهابيين.
المسلسل يرصد هذه الحالة من الصراع وكيف تحاول صحافة الجريمة في الهند الكشف عن المستور فيها، ولكن الشرطة دائما تؤكد "إننا نحب البهارات في الطعام، لكن دعونا نبقيها بعيدا عن الأخبار"، ولكن في الوقت نفسه يكشف كيف يكون للصحفي الاستقصائي في عالم الجريمة الكثير من الأعداء وهو ما حدث مع "جيديب سين" ومن بعده "جاغروتي باثاك" وذلك لاقترابهما بقوة من المناطق المحرمة في العلاقة الآثمة بين الشرطة الفاسدة في الهند وعالم الجريمة المنظمة.
فمهمة الصحفي من وجهه نظر الشرطة ليس فقط طرح الأسئلة، ولكن القيام بالأعمال الميدانية وتحري المعلومات والبحث عن المصدر للحصول على الإجابات.
ولكن في عرف الصحافة نصيحة الكبار من الصحفيين مهمة وإلا ستدمر حياتك وسمعتك، بالإضافة إلى ضرورة الصبر في الحصول على المعلومة كاملة من مصدر موثوق منه لمعرفة كل الأبعاد الخاصة بالقضية، فمهمة الصحفي تحري حقيقة الخبر كاملة، وأن الفرضيات التي لا تدعمها الأدلة يمكن أن تدمر مهنية الصحفي.
وعلى الرغم من كل تلك التفاصيل التي تقدم كوصايا لأي صحفي مهني، ولكن رئيس تحرير الجريدة التي تعمل بها "باثاك" واسمه إمران صديقي، قدم برهانا قاطعا على عدم وجود ما يسمى بالسلطة الرابعة الآن (قوة الصحافة) فالكل يقوم بعمله فقط.
فكانت كلماته واضحة عندما تحولت "باثاك" من صحفية جريمة معروفة ومرموقة إلى متهمة حتى في نظر زملائها، لتتبدل حياتها 180 درجة، حيث أكد أن الشرطة قامت بعملها بتقديم أدلة ضعيفة لإثبات تورطها في الجريمة المنظمة (وهي من أعلى الجرائم المعروفة في الهند)، والمحكمة لم تشكك في الاتهامات التي قدمتها الشرطة، وحتى وسائل الإعلام لم تتهاون في التشكيك في أخلاقها ونزاهتها وقاموا بالإساءة إليها وعائلتها كجزء من القيام بعملها، فالجميع يقوم بعمله فحسب دون أي أسئلة، متسائلا من سيكون عمله مساعدتها في لستعادة مسيرتها المهنية وكرامتها.
المسلسل بمثابة كشف للمستور لما آلت إليه الصحافة والإعلام وكيف يتحركان حتى لو على حساب من كانوا يوما فردا في تلك العائلة، وأن من يحاول تغيير ذلك مصيره الابتعاد عن تلك اللعبة التي أصبحت محكومة بالمال، وعلى الرغم من أن قصة المسلسل تمت في الهند وهي معتمدة على قصة حقيقية، ولكنها تتكرر أحيانا في كل مكان في العالم، فالإعلام والصحافة أصبح المال والسياسة المتحكم الأول فيهما، فلا مكان للصحفي الاستقصائي إلا في حالات التشويه المتفق عليها.
بطلة المسلسل Karishma Tanna قدمت نموذج للصحفي الذي يسعي لتقديم عمله بشكل مختلف، ويبحث عن التميز بشكل مستمر، تبني علاقاتها مع مصادرها كما يجب أن يكون، على دراية تامة متى وكيف يمكنها الحصول على المعلومة التي تبحث عنها لتصل إلى الحقيقة، فتظهر بين عدد كبير من الرجال واثقة من نفسها ومن قدراتها كصحفي، وليس كامراة، تسعى لتحقيق طموحها من صحفية ينشر لها خبر في الصفحات الداخلية ليتم نشر أخبار حصرية لها في الصفحة الأولى، مما يجعل عدد من الصحف يحاولون الوصول إلى مصادر معلوماتها، أو لستمالتها للعمل لصالحهم.
المسلسل بطولة عدد من الوجوه من أهمهم Mohd. Zeeshan Ayyub الذي قام بدور رئيس تحرير الجريدة وقدم من خلال مقالاته الأسباب التي آلت إليها الصحافة حاليا، و Harman Baweja و Tanmay Dhanania وInayat Sood و Prasenjit Chatterjee وغيرهم وحصل المسلسل على العديد من الإشادات فلقد حصل على تقييم 7.7 من 10 علي موقع Imdb.
اقرأ أيضا:
ريهام حجاج وأشرف زكي وروجينا في حفل جومانا مراد في الساحل الشمالي
معز مسعود: عمرو دياب بتعجبه ألحاني
سعد رمضان: عشت المساكنة وندمان لأنها غلط شرعا
الشيف هالة فهمي تبكي في أول ظهور بعد وفاة زوجها: دوقت طعم المر (فيديو)
لا يفوتك: تحليل النغمات مع عمك البات: تقييم لأغنية "الكبير" لهاني شاكر
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5