* أجمل ما في (الهرشة السابعة) أنه مسلسل نعيش معه لا نشاهده، يوميات الأبطال تشبه أيامنا، مشاعرهم، ومخاوفهم، واحباطاتهم كلها مرت علينا يوما ما، وتوحدنا معها، لدرجة أن رائحة الكحول دبت في أنوفنا في الحلقات التي دارت في زمن الكورونا، حتى الحزن على "سمير غانم ودلال عبد العزيز" تجدد في قلوبنا في الحلقة اللي تناولت رحيلهما، والحقيقة أن سيناريو هذا المسلسل منسوج من حياتنا، وأداء أبطاله -بلا استثناء- ملئ بالحميمية الصدق، شكرا ل"كريم الشناوي" مايسترو العمل ومخرجه الذي حقق المعادلة الصعبة وجعلنا نستمتع ونحن نشاهد خيباتنا.
* إذا كنا انتقدنا الحلقات الأولى من مسلسل الكبير قوي، على مستوى أداء الأبطال، والأفكار المطروحة في الحلقات، والكوميديا المفقودة أيضا، والتي تصل إلى حد السماجة والتكرار، فالحق يقال أن الحلقات التي تناولت التأثير السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي، والعالم السري لمشاهير التيك توك، حلقات في غاية الأهمية والتأثير، ولا سيما أنها رفعت الغطاء عن هؤلاء الذين يعتمدون بالأساس على اختلاق الأحداث الساخنة من أجل جذب عدد أكبر من المشاهدة، ويشاركون في التحديات المهينة التي تطلقها هذه المنصات، لكن يظل اختيار ضيفة شرف الحلقات الفنانة "آيتن عامر" أمر محير بالنسبة لي، حيث أنها واحدة من هؤلاء الفنانات اللاتي ضللن طريقهن إلى التيك توك وأشباهه، فرصة أن تعيد الفنانة حساباتها فيما يفعله البث المباشر على المواقع المشبوهة في سمعة الفن المصري.
* انتهت حلقات مسلسل (كامل العدد) ومن الغريب ومع كل هذا الزحام الدرامي أن نفتقد مسلسل بعد انتهاء حلقاته، والشعور المسيطر علينا كمشاهدين بأننا دخلنا إلى عالم "ليلى وأحمد" بكل تشعباته بمحض إرادتنا، وأننا لا نرغب في أن نبرحه أبدا حتى مع انتهاء حلقات المسلسل، ليس سببه فقط إجادة كل عنصر من عناصر المسلسل لدوره، وفي رأيي أن قوة تأثير هذا المسلسل، وقدرته على حجز مكان متقدم في السباق الرمضاني له العديد من الأسباب، منها على سبيل المثال تناوله لحياة بعض الفئات المهمشة دراميا، أو في أحسن الأحوال من كانت مشكلاتهم تناقش بنوع من السطحية، كفئة كبار السن وما يشعرون به من مشاعر حب، ووحدة وافتقاد، مثل الجد تيمور، الذي أدى دوره الفنان المتمكن "أحمد كمال" وفي رأيي أن قصة حب "تيمور وفاتن" واحدة من أصدق قصص الحب التي قدمت على الشاشة هذا العام، فضلا عن علاقة الصداقة بينه وبين صديقه "مجدي نونو" والفراغ الذي تسبب فيه رحيله، وبخلاف هذا الخط الدرامي بالغ العذوبة، فإن مناقشة مشاكل المراهقين في هذا المسلسل خلت من السطحية، وتعاملت بذكاء ودراسة حقيقية لطبيعة المشاعر في هذه المرحلة الحرجة، والحق يقال، فإن إتقان الأبطال الصغار لأدوارهم أحد أهم مفاجآت هذا المسلسل، فجميعهم مواهب فنية تستحق بطولات في المستقبل..مسلسل كامل العدد هو مسلسل كامل المتعة
* أزمة (سره الباتع) في مخرجه، فالرجل طوال الوقت لا يدرك قيمة ما يصنع، ولا تأثيره على المتلقي، فاستسهاله في إخراج مسلسله الأخير، وتبريره للأخطاء الإخراجية الواضحة فيه، يعني أنه لا يدرك قيمة أن يحول قصة مهمة من قصص يوسف إدريس إلى مسلسل تليفزيوني بإنتاج ضخم، أما تركه للكاميرا لأن تتحرش بأجساد بطلاته بزوايا تصوير غاية في الابتذال، فقد استدعى للذاكرة قضية مشينة كان هو بطلها منذ سنوات، وقد جاءت الطامة الكبرى بتبريره لخلطه موسيقى "راجح داوود" بغيرها دون استئذانه بأن ذلك من حقه، حسنا فعل الموسيقار "راجح داوود" عندما أصدر بيانا يتبرأ فيه من فعل المخرج، وحسنا فعل عدد من مؤلفي وملحني الموسيقى التصويرية المحترمين حينما أعلنوا عن تضامنهم مع الموسيقار الكبير.
* يتبارى النجوم في صنع إفيهات على لسان الشخصيات التي يقدمونها، ظنا منهم أن ترديد الجمهور لهذه الإيفيهات يعني بالضرورة نجاحا للمسلسل، وهو ظن في غير محله بكل تأكيد، بدليل أن جملة (كتع كسل كسح) بقيت لفترة بينما انتقل المسلسل الذي ذكرت به (نسل الأغراب) إلى خانة الذكريات حتى قبل انتهاء عرضه، وفي الموسم الحالي لم تصمد (أحلى على أحلى) التي قالها "أحمد العوضي" في (ضربة نار) أمام جملة (كفاية قوي اللي حصل في جمصة) التي رددها الكوميديان القادم بقوة "طه الدسوقي" في مسلسل (الصفارة) وبلغة "شفيق" الذي يلعب دوره أحمد أمين، فإن الصفارة (مسلسل في الحلو منه).
*في برامج الـHard Talk يتسابق النجوم على إظهار سوءاتهم بشكل يثير الاشمئزاز، فلا يمكن أن تظل قضايا غرف النوم هي محور اهتمام المشاهدين طوال أيام رمضان بسبب تلك البرامج سيئة السمعة، واتعجب من مرور حلقة "بسمة وهبة" مع مؤدي المهرجانات "شاكوش" مرور الكرام، وكنت أتصور أن يتم على الأقل لفت نظر الإعلامية من قبل المجلس الأعلى للإعلام بأنه لا يصح صنع تمثيلية هزلية ضمن الحلقة، تصور صدمة العروسة صاحبة السجدة الأشهر بعد اكتشافها خيانة زوجها، لكن يبدو أن صناع القرار منشغلون هذه الأيام بمتابعة دراما رمضان.
* يندرج البيان الذي أصدره نقيب الموسيقيين "مصطفى كامل" تحت بند الغرائب والعجائب، فالرجل رد على منتقدي مشاركته في برنامج مقالب "رامز جلال" على اعتبار أن الظهور في مثل هذه البرامج به إهانة لمنصب النقيب، واختتم بيانه العجيب بقوله (هيهات أن تتمكن اللجان الإلكترونية من أن تأخذ بالثأر من مواطن مصري ...) ونحن نقول له هيهات أن ننتظر خيرا إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله.
وعلى الهامش..استمعت إلى تصريحات الفنان القدير "علي الحجار" في أحد البرامج الإذاعية حول مشاركته في حلقة من حلقات "رامز" حيث قال (شعرت بالإهانة، واللي عمله معايا يدل إنه مش عارف قيمتي) وتناقلت المواقع الإخبارية هذا التصريح بشكل مكثف،
لكن المفاجأة هي أن حديث الأستاذ قد أقتطع من سياقه، حيث لم تتم دعوته بالأساس إلى البرنامج هذا العام، وحديثه كان يدور حول ذكرياته السيئة في رمضان حيث ظهر في نسخة ٢٠١٦ والتي حملت اسم (رامز بيلعب بالنار)
أتمنى أن تتناقل ذات المواقع تصحيح الخبر بنفس الكثافة
اقرأ أيضا:
Out of cadre (١)- حتى تنتهي ظاهرة أزواج الفنانات
أرواح في المدينة..عندما تستحضر روح أم كلثوم بعد 48 عاما من رحيلها
من "امبراطورية ميم" إلى "مين قال" ... عندما يبحث الفن عن حلقة مفقودة بين جيلين
لا يفوتك: تحليل النغمات مع عمك البات- تقييم أغنية "ولعانة" لأحمد مكي
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5