تقف "رحمة أحمد" بين فريقين، الفريق الأول يهيل التراب على النجاح الذي حققته العام الماضي بشخصية مربوحة، بينما يتبنى الفريق الثاني نظرية المؤامرة، ويرى أن سهام الانتقاد التي وجهت إليها ما هي إلا حملة ممنهجة، وأن الهجوم عليها هو هجوم مدفوع الأجر، لكن ما أغفله الفريق الأول هو أن الكوميديانة الشابة ليست المسؤولة وحدها عن الأداء المبالغ به الذي ظهر في الحلقات الأولى من مسلسل (الكبير قوي) وأن مخرج العمل مهمته الأساسية أن يضبط إيقاع، وانفعالات الممثل، أما ما أغفله الفريق الثاني هو أن الجمهور ليس قطيعا يساق، وأن الحملات الممنهجة لا يمكن أن تؤتي ثمارها إذا أعجب الجمهور بالعمل وقرر متابعته، وعليه فإن النصيحة التي ينبغي تقديمها ل"رحمة أحمد" الآن هي أن تعيد النظر في اختياراتها، وأن تنطلق خارج منطقة الكوميديا الضيقة التي حصرت نفسها بها، والتي تعتمد بشكل أساسي على المبالغة في الأداء، فهذه النوعية من الكوميديا يملها الجمهور سريعا، أتمنى أن تتحرر "رحمة" من شخصية مربوحة تماما في فيلم عيد الفطر (ابن الحاج أحمد)
لا يلتقط "محمد سعد" الإشارات، بل ويصر على إكمال السير في الطريق إلى آخره، حتى وإن اخترقت التنبيهات والتحذيرات أذنيه، فعلى مدى سنوات طويلة، أساء "سعد" الاختيار، واستمر في حلب نجاح شخصيات اخترعها وحبس نفسه بداخلها، ورغم عدم نجاح أي من تجاربه في تكرار تقديم شخصيات أفلامه، إلا أن فقدانه للبوصلة الفنية جعله يستمر في ظنه بأن تكرار تقديمها في 2023 سيحقق نجاحا، وفي مسلسل (إكسلانس) الذي يعيد فيه إنتاج شخصية حناوي التي سبق وقدمها في فيلم (كركر) منذ أكثر من 16 سنة يواصل الانهيار، ويواصل العناد أيضا، رغم أن المؤشرات على الفشل كانت واضحة قبل العرض، وكان عليه حينها أن يتوقف، ليعيد حساباته، ولعل أبرزها انسحاب المخرج "محمود كامل" من العمل بعد بدء التصوير بسبب تصاعد الخلاف بينهما على إثر تدخل "سعد" في عمله! بالإضافة إلى وجود مشاكل فنية في السيناريو بعد تولي "محمد سعد" كتابته بنفسه على الرغم من وجود اسم ورشة (بلاك هورس) على التترات!، ومن يتابع حلقة من حلقات هذا الهراء سيكتشف أن الارتجال هو سيد الموقف، وأن "محمد سعد" قد فقد القدرة على تقديم نفسه كفنان كوميدي قادر على إضحاك الجمهور، أو حتى إقناعه.
حرق المخرج "محمد سامي" لأحداث مسلسل (جعفر العمدة) قبل عرضه بأيام أفقد المشاهدين نصف متعة المشاهدة، لأنه حكى بالتفصيل أحداث المسلسل، ولم يترك للمشاهد أي فرصة لأن يتفاجأ أو يتوقع، وهو خطأ لا يصدر من مخرج مبتدئ، أما الرسم الكرتوني للشخصيات، والمواقف المفتعلة بين الأب وابنه المخطوف قبل 19 عاما، وإعادة تدوير قضية تعدد الزوجات التي أنهاها الفنان الراحل "نور الشريف" في (عائلة الحاج متولي) ولم يتمكن الآخرون ممن حاولوا اللعب على ذات المضمون أن يحققوا من خلالها أي تأثير، بالإضافة إلى الأداء الثابت لنجم العمل الذي قرر أن يعود مجددا للمنطقة الآمنة، وأن لا يخاطر خارجها مثلما فعل العام الماضي، كل هذه الأمور أفقدت المشاهد النصف الثاني من المتعة.
حتى تنتهي ظاهرة (أزواج الفنانات) المنتشرة هذا الموسم، علينا أن نتحمل أداء "هشام عاشور" الضعيف في (عملة نادرة) وعلينا أن نتحمل أيضا غياب "ياسمين عبد العزيز" عن الكوميديا التي تسبب غيابها عنها في خلق فراغ كبير، ولا سيما أن دور "مهرة" الفتاة الشعبية، معشوقة الرجال، والتي تؤديها في مسلسل (ضرب نار) هو بالطبع دور لم يعد يناسب ياسمين عبد العزيز (دينا الشربيني تقدم دور أم لأربعة أطفال في كامل العدد)
المارثون الرمضاني لا يزال في أوله، وفي (عملة نادرة) العديد من مواطن القوة التي تضمن للمسلسل مكانا مميزا في هذا المارثون، أهمها السيناريو المحكم الذي كتبه السيناريست الدكتور "مدحت العدل" عن قضية الإرث التي لا تزال مطروحة حتى الآن في قرى الصعيد، والدويتو الناجح بين "نيللي كريم وماندو العدل" منذ مسلسل (لأعلى سعر) مرورا ب(فاتن أمل حربي) وصولا إلى (عملة نادرة) وقريبا فيلم (ع الزيرو) ثم الاختيار المتميز لفريق العمل، ولا سيما "أحمد عيد" الذي يعود من خلال المسلسل بعد غياب دام 9 سنوات بدور مسعود عبد الجبار، وأحدثت عودته تلك ردود فعل قوية، كما أظهرت محبة الجمهور لفنه، وأتمنى أن يجعله هذا يفكر كثيرا قبل أن يكرر الغياب، أما "علي الطيب" الذي قدم دور بلال عبد الجبار، فرغم قلة مشاهدة في المسلسل، إلا أنه يعتبر أحد أبطاله، وفي العموم، فإن "علي الطيب" ممثل قوي يستحق مساحات واسعة لتظهر موهبته، وانتظر بشدة ظهوره في مسلسل (تحت الوصاية) في النصف الثاني من رمضان.
من الظلم اختزال مسلسل (كامل العدد) في أنه مجرد تقليد عصري لفيلم (عالم عيال عيال) الذي لعب بطولته "رشدي أباظة وسميرة أحمد" في السبعينيات، فقط لكونه يناقش زواج شخصين كل منهما لديه تجربة زواج سابقة، أنجب من خلالها، فالمسلسل يناقش القضية على أكثر من مستوى، لا يخلو هذا النقاش من الكوميديا التي كانت في الفيلم، لكنه يتناول القضية بشكل أعمق، ويطرح أسئلة نسى صناع الدراما أن يطرحوها منذ زمن، وهي هل يحق للمطلقة أن يدق قلبها لرجل آخر أم يجب عليها أن تكرس ما بقي من حياتها لتربية أبنائها؟ كيف يتقبل الأبناء أصحاب الأعمار المختلفة من المراهقة حتى الطفولة وجود زوج لوالدتهم؟ وهل يجب تعليمهم بأن عدم قبولهم لفكرة الزواج أنانية منهم؟ وهل تعدد زواج المرأة وطلاقها أكثر من مرة يحسب لها أم عليها؟ وعلى الجانب الآخر يوجد خط درامي شديد الأهمية يتعلق بصديقة البطلة "إنجي" والتي تلعب دورها "جيهان الشماشرجي" وهو حب المرأة لرجل متزوج، ويكبرها في العمر، ومدى نجاح هذه العلاقة، وغيرها من الأحداث والمشكلات العصرية التي يناقشها المسلسل والتي جعلت منه من وجهة نظري من أمتع مسلسلات هذا الموسم.
تحد كبير يخوضه أبطال الجزء الثاني من مسلسل (رمضان كريم) ليس فقط بسبب طول المدة الزمنية التي فصلت بين جزئيه (تم تقديم الجزء الأول في 2017) لكن أيضا لغياب سبعة من أبطاله عن المشاركة في الجزء الجديد، منهم من رحل مثل الفنان القدير "محمود الجندي" ومنهم من أصبح حجم الدور لا يناسبه، مثل "ريهام عبد الغفور، وسهر الصايغ" ومنهم من فضل بطولات في مسلسلات تعرض في نفس الموسم مثل "روبي، وشريف سلامة، ومحمد محمود" ومنهم من أنهك جسده المرض مثل الإعلامية "شيرين الطحان" التي لعبت دور هند زوجة الحناوي، وتركت بصمة لا تنسى لدى الجمهور، كل الدعوات القلبية بأن يمن الله عليها بالشفاء.
اقرأ أيضا:
من هو الليث بن سعد الذي يحاول الإمام الشافعي جمع تراثه في مسلسل "رسالة الإمام"
قلعة "شطانوف" بمسلسل "سره الباتع"...هل أخطأ الفلاحون فعلا في نطق اسمها؟
"هوليوود سمايل" تفسد مصداقية الشخصيات في دراما رمضان 2023
رقم غير مسبوق .. 14 كاتب وباحث وراء سيناريو مسلسل "رسالة الإمام"
لا يفوتك: تحليل النغمات مع عمك البات- تقييم أغنية "ولعانة" لأحمد مكي
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5