من البداية دعونا نتفق، أن من لديه تصور مسبق أن أفلام السينما هي مجرد حواديت للتسلية وجلسات السمر، أنصحه ألا يشاهد هذا الفيلم، وإذا كنا سوف نتعرض بالضرورة لقصة الفيلم؛ فهو من زاوية أن يعيش القاريء الذي لم يشاهده أجواء الفيلم؛ ف 19 ب من نوعية الأفلام التي تحمل مجموعة من الخطوط الموازية، لا تتقاطع، بل تتكامل، وتحمل بعض مشاهده رسائل واضحة، قد ترقى لأن تشكل أفلاما قصيرة متكاملة في ذاتها، مثل مشاهد: الحجر والكلب عنتر الذي يلقى مصرعه بالسم من قبل أعداء الحياة، ومشهد صفعة الموهوبة ناهد السباعي ل أحمد خالد صالح مع ترك التفسير للمشاهد!
حارس عجوز قضى عمره بين جدران فيلا قديمة منذ ستينيات القرن الماضي، يحميها ويحتمي بها، يذكر أن عنوان الفيلم "19 ب" هو نفس عنوان الفيلا، طراز الفيلا "آرت ديكو" يكشف أن عمرها تقترب من المائة عام، وهو مقصود لبيان أثريتها ـ الرجل يتقاضى أجرا عن حراستها، ولكنه ليس هو الهدف من عمله.
هي بالنسبة له عمر، أمان، ملاذ، قيمة، وهو يعرف قدرها أكثر من أي شخص، يتصدى بقوة يستدعيها عند الخطر تجاه السايس الذي نكتشف أنه تربى في نفس الشارع، ولكنه اكتسب أخلاقا جديدة، أخلاق القوة الغاشمة والبلطجة واستباحة ممتلكات الآخرين بكل مفردات هذه الأخلاق الكريهة، وما يصاحبها من عنف وجبروت وأسلوب سوقي مبتذل في الفعل والقول، الحارس عند تعرض الفيلا الجميلة المهجورة التي تم تصوير 90% من أحداث الفيلم داخلها دون رتابة.
يرفض أن يستسلم لعجزه الذي عبر عنه المخرج والمؤلف أحمد عبد الله بعرج خفيف في قدمه، يصر على حماية المكان بكل ما أوتي من قوة، رأينا ذلك في مشهد تحريكه للحجر الضخم ـ وهو كتلة حجرية حقيقية ـ بين جدران الفيلا الأمين عليها وعلى ذكرياته معها، وبالفعل ينجح في دفعة واحدة وكأن مددا قد جاءه، ولو توقف شريط الفيلم عند هذا المشهد لرأينا فيه اكتمالا، ولكنه يدخل في "عركة"، مع السايس القبيح الذي تعدى على المكان وجعل منه مخزن لبضائع إستهلاكية تافهة، مستغلا هجر أصحابه له مهاجرين إلى الخارج، ينتصر الحارس العجوز على السايس.
وكان من الرائع أن يسقط حجر من الفيلا على رأس السايس اللص فيقتله في الحال، وكأن المكان يبارك خطوات الحارس ويدعمها ويبقي يديه نظيفة غير ملوثة بالدماء، هذا هو تلخيص لحدوتة الفيلم، يزاحمها خطوط متوازية كما سبق القول، أهمها أن الحارس لا يعيش برودة عاطفية، بل أن له إبنة جميلة تراعيه وتتردد عليه)، كما أن مشهد واحد يكشف عن احتمالية وجود عاطفة ما مع والدة جارته الدكتورة التي تمده بغذاء الحيوانات الأليفة التي يرعاها، وإن كنت شخصيا لم أفهم مدلول علاقتها القديمة بالسايس (الفنان الشاب أحمد خالد صالح) التي تأتي تلميحا.
بالإضافة إلى وجود شخصية أخرى دافئة هو "عم سكر" صديق الحارس (مجدي عطوة)، وهو اكتشاف أضاف للفيلم من أحمد عبد الله رغم سابق عمله بالمسرح، ومعهم من أبطال الفيلم: يارا جبران وناهد نصر في أدوار موفقة، هناك بعد سمعي وزمني مهم في الخلفية، بأصوات المطرب محمد عبد المطلب التي بدأ بها وأنهى مشاهد الفيلم بعد انحسار أزمة البطل وانسحاب عزلته، إلى جوار بعض أغنيات السيدة أم كلثوم التي تعود للأربعينيات في إشارة إلى هدوء شوارع ذلك الزمان.
وهناك قصة أخرى نشاهدها في علاقة الحارس بكلاب وقطط الشارع في رعاية كاملة حتى أنه يمدهم بوجبته، وهو ما تشاركه فيه جارته الدكتورة التي يعطيها القطط الوليدة لرعايتها والتي تشاركه المصاب في قتل كلبه عنتر عن طريق السم في مشهد مؤثر؛ ما يعني أن التراحم سوف يظل سمة دائمة في البشر ومستمرة حتى بعد رحيله ... فالطيبيين لا يموتون.
اقرأ أيضا:
بعد عرض كليب Tukoh Taka ... انتقادات وسخرية من رقصة ميريام فارس وراقصات ببراقع وملابس مكشوفة البطن
بيلا تار في شقة بشبرا ... قصة زيارة سرية للمخرج المجري انتهت بكشري أبو طارق
#شرطة_الموضة: إليسا بفستان أصفر "بريش" في حفلها بزد بارك سعره يتجاوز 100 ألف جنيه
مدير "القاهرة السينمائي" يوضح واقعة الصلاة على "الريد كاربت": لم تكن مؤمنة في وقت بلا فاعليات
لا يفوتك - خناقة فساتين ريد كاربت مهرجان القاهرة السينمائي... يا ترى مين من النجمات التزمت بالدريس كود اللي أعلن عنه حسين فهمي؟
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5