في الجزء الثاني من سلسلة "صفحات من تاريخ الممثلين المصريين ذوي الأصول اليهودية"، نواصل التعرف على مجموعة من أشهر الأسماء التي عرفتها السينما والمسرح في مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين.
نتعرف في هذا التقرير على أخت الفنانة ليلى مراد، وقصة المنافسة الفنية بينهما، ومن هو الملحن والمطرب الشهير الذي بدأ حياته ببيع الجبن والبسطرمة، والنجمة التي حملها جمالها الصارخ إلى ذروة الشهرة وانتهت حياتها بحادث غامض.
كاميليا
من الناحية الفنية، يجمع أكثر من مصدر على أن المخرج أحمد سالم هو صاحب الفضل في اكتشاف كاميليا وتقديمها للشاشة، وذلك بعد أن رآها وهي في سن السابعة عشرة وأعجب بها، فقرر أن يفتح لها أبواب النجومية، واختار لها اسم كاميليا، وحرص على الاستعانة بمدربين لتدريبها على مهارات متعددة.
وبالرغم من مشاركة كاميليا في 19 فيلما حققت لها الشهرة بين عامي 1947 و1950، كان أولها "القناع الأحمر"، بطولة وتأليف وإخراج يوسف وهبي، إلا أن موهبتها لم تكن محل إجماع، وعلى سبيل المثال يورد الناقد أحمد رأفت بهجت في كتابه "اليهود والسينما في مصر والعالم العربي" رأي الفنان الكبير زكي طليمات فيها وهو "إن نجومية كاميليا كانت قائمة على موهبة غير حقيقية، فموهبتها الوحيدة هي هذا الجمال الصارخ الذي وهبه لها الله، وعلاقاتها المتعددة مع منتجي الأفلام".
طالع أيضا - ياسمين عز تغازل أحمد برادة.. ويرد عليها: إيه الكلام دا!
وجمال كاميليا الصارخ لم يفتح لها أبواب الشهرة فقط، بل ساعدها على الاقتراب من الملك فاروق، لتنشأ بينهما علاقة تتحدث عنها الكثير من الروايات، كادت تنتهي بالزواج رغم رفض حكومة الملك. (راجع مقابلة المؤرخ السينمائي أشرف غريب مع هيئة الإذاعة البريطانية - فبراير 2018)
أما مسألة يهودية كاميليا - أو ليليان كوهين - فهي أيضا موضع اختلاف، فموقع "السينما" مثلا يذكر أن والدتها عمدتها كمسيحية، ونشأت في حي الأزاريطة الشعبي بالإسكندرية، ويعود اعتبارها يهودية إلى رواية أخرى عن تبنيها بواسطة زوج والدتها اليهودي، الذي أعطاها اسمه.
ومن أشهر أفلام كاميليا "فتنة" إنتاج وإخراج محمود إسماعيل، "الروح والجسد" إخراج حلمي رفلة وإنتاج محمد فوزي، "شارع البهلوان" إخراج صلاح أبو سيف، "قمر 14" إخراج نيازي مصطفى، "المليونير" من إنتاج أنور وجدي وإخراج حلمي رفلة، و"آخر كدبة" من إنتاج فريد الأطرش وإخراج أحمد بدرخان.
وفاة غامضة
وإذا كانت كاميليا قد عاشت حياة مليئة بالإثارة خلال فترة شهرتها، فإن وفاتها لم تكن أقل إثارة للجدل، فأثناء توجهها إلى باريس على متن طائرة أمريكية في أغسطس من عام 1950، احترقت الطائرة وتضاربت الروايات حول سبب الحادث، بين من يرى أن القصر الملكي يقف خلفه، ومن يذهب إلى أن جهة أجنبية هي التي كتبت كلمة النهاية لمسيرتها وحياتها، ومن يعتقد أنه كان مجرد حادث غير متعمد.
منير مراد
ربما لا يعرف الكثيرون أن منير مراد، شقيق ليلى مراد، والفنان الذي ملأ الأسماع بألحانه وأغانيه، وأحبه الجمهور في أدوار أظهر فيها خفة ظل لافتة، مارس قبل بداية مسيرته الفنية عددا من المهن ومنها بيع الجبن والبسطرمة والصابون! بل إنه حصل على فرصته الأولى لتلحين أغينة في فيلم لأنور وجدي - زوج شقيقته - عندما حقق الأخير مكاسب من اشتراكهما في صفقات لتجارة البطاطا وأمواس الحلاقة!
ولد موريس زكي مراد في 22 يناير 1922، وكما حدث مع شقيقته ليلى مراد، تعلم الموسيقى في البداية على يد والده، المطرب والملحن إبراهيم زكي موردخاي، ويشير مؤلف الكتاب السابق إلى أنه دخل عالم السينمات من بوابة تقليد الفنان الكوميدي الأمريكي داني كاي، وهو ما رأى فيه أنور وجدي فرصة لتقديم داني كاي الشرق.
إسلامه وزواجه من سهير البابلي
من الروايات الشائعة عن منير مراد أنه أشهر إسلامه من إجل إتمام زواجه بالفنانة الراحلة سهير البابلي - الزيجة الثانية بين زيجاته الثلاث - لكن صاحب كتاب "الممثلون اليهود في مصر" أشرف غريب يرفض هذه الرواية ويبرهن على عدم صحتها، ويرفض أيضا شائعة ردته عن الإسلام قبل وفاته في باريس سنة 1981، ومنير مراد تم دفنه بجوار عبد الحليم حافظ في مقبرته.
ولمنير مراد عدد كبير من الألحان السينمائية مع عبد الحليم حافظ وشادية، التي شاركها بطولة فيلمين هما "أنا وحبيبي" و"نهارك سعيد"، إلى جانب مشاركته في فيلم "موعد مع إبليس" من بطولة زكي رستم ومحمود المليجي، ومشاركته سنة 1964 بتقديم استعراض غنائي في فيلم "بنت الحتة" من إخراج حسن الصيفي، الذي عمل معه كمساعد مخرج لأنور وجدي في فترة سابقة.
بهيجة المهدي
يعود الفضل في شهرة بهيجة المهدي (اسمها الحقيقي هنريت كوهين) سينمائيا للمخرج والمنتج توجو مزراحي، الذي أشركها في بطولة 5 أفلام من إنتاجه وإخراجه هي "الرياضي"، "الساعة سبعة"، "أنا طبعي كده"، "عثمان وعلي"، "سلفني 3 جنيه"، وكلها أنتجت بين عامي 1937 و 1939، ويعتبر دورها كزوجة علي الكسار في الفيلم الأخير من أشهر أدوارها.
ولدت بهيجة المهدي في الإسكندرية، وتميزت بملامح ابنة الأحياء الشعبية، وكانت عضوة بفرقة فاطمة رشدي المسرحية، التي أنشأتها سنة 1927 وقام برعايتها مليونير يهودي.
ويعتبر فيلم "شالوم الترجمان"، من إنتاج الإيطالي ألفيزي أورفانيللي وإخراج شالوم، أول ظهور لبهيجة المهدي في السينما سنة 1935، كما شاركت في ثلاثة أفلام أخرى من إنتاج أورفانيللي.
سميحة مراد
هي الأخت الصغرى لليلى مراد، وحسب مؤلف "اليهود والسينما في مصر والعالم العربي"، يرى معاصروها أن صوتها كان لا يقل جمالا عن صوت أختها، ورغم ذلك لم تشارك إلا في فيلم واحد حمل اسم "طيش الشباب" سنة 1951، من إخراج أحمد كامل مرسي، وبطولتها أمام محمود المليجي وحسين رياض.
ويضيف المرجع السابق أن سميحة مراد أشهرت إسلامها في بداية أربعينيات القرن الماضي قبل ليلى مراد، بالتزامن مع زواجها من مصمم الرقصات علي رضا، وأثمرت زيجتهما إنجابهما ابنتين هما جميلة وزينب.
ويورد الكتاب جزءا من حوار أجري مع أحمد كامل مرسي، ذكر فيه أن ليلى مراد حاربت أختها وقت مشاركتها في فيلمها الوحيد وعند عرضه، بالتعاون مع زوجها أنور وجدي، وتمكنت من إزاحتها نهائيا، خوفا من وجود منافسة لها، بعد أن وصل أجر ليلى مراد عن الفيلم الواحد إلى 12 ألف جنيه.
وفي عام 1956 وبعد العدوان على مصر، غادرت سميحة مراد مصر مهاجرة برفقة أخواتها غير المسلمات.
توجو مزراحي
يعتبر توجو مزراحي (1902 - 1986) أحد الأعمدة التي قامت عليها صناعة السينما في مصر، وصاحب بصمات لا تمحى في تاريخها، بما أخرجه من أفلام كانت رائدة في عدد من المجالات، لكن له أيضا تجارب تمثيلية ظهر في بعضها باسم مستعار هو أحمد المشرقي، وهي "الكوكايين" سنة 1930، "الدكتور فرحات"، "أولاد مصر"، و"البحار" آخر أفلامه.
كتب توجو مزراحي وأخرج 19 فيلما، وكان أول من قدم الشخصية اليهودية في السينما بحضور قوي من خلال شخصية "شالوم"، بداية من فيلم "5001"، ثم "شالوم الترجمان"، "العز بهدلة"، و"شالوم الرياضي" سنة 1937.
كما يعد أول من قدم الثنائيات في السينما المصرية، وذلك من خلال فيلم "المندوبان" سنة 1934، من بطولة فوزي وإحسان الجزايرلي، و"الدكتور فرحات"، وارتبطت أفلامه الجيدة بالفنان الكوميدي علي الكسار، ويعتبر أيضا مكتشف ليلى مراد.
ووفقا لموقع "ماسبيرو - الهيئة الوطنية للإعلام"، فإن توجو مزراحي أول من أسس نقابة للسينمائيين مع المخرج أحمد بدرخان.
ولد توجو مزراحي في الإسكندرية لعائلة يهودية متمصرة، وغادر مصر سنة 1948 بعد اتهامه من قبل البعض بالصهيونية، واستقر في إيطاليا رافضا الانتقال إلى إسرائيل.
اقرأ أيضا:
عادل إمام يخرج عن صمته بعد شائعة إصابته بالألزهايمر: أنا في بيتي مع أولادي وأحفادي ومبسوط الحمد الله
عفاف شعيب: بسبب وقف الاستيراد مش لاقيه البدل الألماني اللي كنت بجيبها
أحمد فهمي عن أزمته مع محمد طاهر: هزار (فيديو)
مصطفى كامل عن جمهور حفلات ويجز: ربنا يخلي العبط والمهابيل
لا يفوتك: تحليل أغنية "أميرة" لـ ويجز وآش ... شوف بات مان الموسيقى قال ايه عن الأغنية
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5