خبر مبهج إلى أبعد الحدود، إعلان الاتحاد الدولي لنقاد السينما، اختيار الناقد السينمائي المصري الشاب أحمد شوقي، لرئاسة لجنة تحكيم النقاد بمهرجان كان السينمائي الدولي المنتظر من 17 إلى 28 مايو المقبل، تضم اللجنة تسعة أعضاء من مختلف دول العالم، وهي أقدم وأكبر لجنة ينظمها الاتحاد الدولي لنقاد السينما على مستوى العالم، تأسست عام 1925، وتعمل بمهرجان كان منذ انطلاقه عام 1946 من خلال ثلاث لجان، لجنة المسابقة الدولية، ومسابقة نظرة ما، والبرامج الموازية، تضم كل لجنة ثلاثة أعضاء، وتمنح كل واحدة منها جائزة، يشرف رئيس اللجنة على أعمال اللجان الثلاث، كما يشارك في اختيار الفيلم الفائز بجائزة المسابقة الدولية.
تزامن الخبر مع قراءة متأنية متأملة، لأحدث كتب أحمد شوقي، "حسين فهمي.. سيرة السينما المصرية في نصف قرن"، الصادر عن مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية الشهر الماضي، بمناسبة تكريم الفنان حسين فهمي بمنحه جائزة إنجاز العمر، وتعود أهمية الكتاب في تقديري إلى أنه مختلف تمامًا مقارنة بمعظم إصدارات المهرجانات الفنية، تصدر عادة في عجالة مخلة شكلًا ومضمونًا، تحصرها في النهاية في مجرد بروفايل، لا يليق في النهاية بالمهرجانات أو بنجومها المكرمين، كما أعتقد أنه أول كتاب يتوقف لدراسة ظاهرة حسين فهمي على مدار خمسين سنة، شهدت تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية حادة، انعكست بدورها صعودًا وهبوطًا على أوضاع السينما المصرية في مجموعها.
نرشح لك- مصطفى غريب "العترة" يحكي لـ"في الفن" عن المشهد الذي توقف تصويره بسبب الضحك ومعاملة الجمهور له كطفل
لا تندهش، في مقدمة الكتاب يقول أحمد شوقي: " قبل أن تقرأ هذا الكتاب ينبغي أن تعرف حقيقتين قد يوفرا كثيرًا من الدهشة – وربما الاستهجان – الذي قد يشعر به من يحاول الاطلاع على كتاب معتاد يهدف لتكريم نجمٍ ما، الحقيقة الأولى هي أن هذا الكتاب لن يحاول المجاملة أو المداهنة، لن يجمل فيلمًا سيئًا ولن يخجل أن يصف فيلمًا بأنه كان اختيارًا خاطئًا في مسيرة النجم الكبير موضوع الدراسة، لكنه سيحاول وضع الأعمال في سياقها التاريخي والفني والاجتماعي، ساعيًا لاستخدام الأفلام – الجيد منها والسيء – في تقديم قراءة لتاريخ السينما المصرية الحديث، وإذا كان البعض يعتقد أن تكريم الفنان هو الإفراط في سرد محاسنه وتعمد إخفاء نقاط ضعفه، فكاتب هذه السطور يؤمن أن أفضل تكريم يُقدَم لمسيرة فنان صاحب أثر هو أن يتم الاشتباك مع هذا الأثر، تحليله وتقييمه لفهم الماضي ورصد الحاضر واستشراف المستقبل".
يكمل شوقي: "الحقيقة الثانية هي أن الكتاب ليس بالضبط عن حسين فهمي، بل هو عن مسيرة السينما المصرية من خلال أفلام أحد أهم نجومها التاريخيين وهو حسين فهمي، أبطال الكتاب هم الأفلام التي لعب نجمنا بطولتها، والتي سنفرد لكلٍ منها مساحة تتلاءم مع أهميته، ستجدنا نمر على بعض الأفلام سريعًا ونفرد لأفلام أخرى مساحات واسعة، والسبب في الحالتين هو الأثر والقيمة الفنية والتاريخية والاجتماعية، سنتعرض أحيانًا بالتحليل المُفصّل للشخصية التي لعبها حسين وطريقة أدائه لها، وسنتجاهل أي تعرض لشخصيات في أفلام أخرى لا يوجد فيها ما يستحق التحليل، والهدف الأسمى هو السعي لفهم الأثر المتبادل بين النجم والصناعة، كيف صاغت السينما المصرية اختيارات حسين فهمي وكيف ساهم حسين فهمي في تغيير تلك السينما، ومحاولة وضع الأيدي على ما تغير في أذهان المصريين، فنانين كانوا أو نقاد أو مشاهدين، فمصر 1970 بالتأكيد ليست هي مصر 2022، والسينما المصرية عندما ظهر شاب وسيم على الشاشة لأول مرة في "دلال المصرية" فتساءل الجمهور عن اسمه تختلف بالتأكيد عن السينما المصرية التي لعب فيها نفس الممثل دور الزعيم "الكاهن" الذي يدير العالم في الخفاء".
طالع أيضا- أحمد شوقي رئيسًا للجنة تحكيم الإتحاد الدولي للنقاد في مهرجان كان
ولأن البهجة تنادي البهجة، وشم النسيم لا تكتمل ملامحه، إلا بمشاهدة فيلم "أميرة حبي أنا" أو استعراض "الدنيا ربيع" أو سماع الأغنية على الأقل، فدعنا نقرأ ما كتبه الناقد السينمائي أحمد شوقي في كتابه الوثيقة عن "أميرة حبي أنا"، منبهًا إلى أن صورة الفيلم الذهنية المرتبطة بفيلم "خلي بالك من زوزو" تغفل أمرين: "الأول هو أن صناعة السينما ارتبطت طيلة تاريخها بفكرة الفريق الإبداعي، وغالبًا ما يُسفر نجاح الأفلام – لا سيما إن كان نجاحًا ضخمًا كحالتنا – عن تكرار الفنانين لتجربة التعاون، وهو أمر بديهي ومنطقي ومبرر لا يمكن التعامل معه باعتباره تهمة أو فرض مقارنات ملزمة بين الأفلام وبعضها البعض.
أما الأمر الثاني فهو أن واقع الأمر، وبالنظر إلى الفيلمين، فإننا سنلمس رغبة واضحة للعيان من قبل حسن الإمام وفريقه في الخروج من أسر "زوزو"، فصحيح أن الفيلم يحتفظ بالبطلين الرئيسيين وعدد من نجوم الأدوار الداعمة، ويحافظ بطبيعة الحال على نوع الفيلم الرومانسي الغنائي الذي يحاول استغلال شعبية سعاد حسني وحسين فهمي، وموهبة الأولى الغنائية الاستعراضية التي أثبتت جماهيريتها، فإن كل شيء آخر يخضع لمحاولة تغيير كل تفاصيل العمل، التغيير يبدأ من العالم الفيلمي الذي ينتقل من أجواء العوالم وحرم الجامعة ليدخل أروقة البيروقراطية المصرية، مكاتب الموظفين وعلاقات الصداقة بحكم التواجد والمصلحة والرغبة في الترقي الذي تجد الفتاة البريئة الذكية أميرة نفسها منغمسة داخله".
اختيار الناقد السينمائي أحمد شوقي، لرئاسة لجنة تحكيم النقاد بمهرجان كان السينمائي الدولي في دورته المقبلة، اختيار صادف أهله، ويمنح المجتهد حقه، والاحتفاء به ودعمه إعلاميًا واجب، فنحن أمام امتداد لجيل الرواد من نقاد السينما، يتسم بشغف لا حدود له بالفن والصناعة معًا، وثقافة موسوعية عابرة للحدود باتساع أفق السينما وتأثيرها الإنساني في المقام الأول، والأهم قدرة واعية بقيمة دور الناقد، وإصرار على خطوط موضوعية فاصلة، تنتصر لقيمة الفن دائمًا في مواجهة أضواء النجوم، شوقي هو أول مصري يرأس لجنة تحكيم النقاد بمهرجان كان السينمائي الدولي، بعدما ضمت عضويتها عبر تاريخها أسماء بوزن سمير فريد، يوسف شريف رزق الله، وآخرين.
اقرأ أيضا:
إبراهيم عيسى: الفنانون كنزنا الحقيقي وأشاهد هذا المسلسل بعد الفطار (فيديو)
نيللي كريم تتغزل في زوجها بالروسية … ماذا قالت له؟ (فيديو)
أصالة تحسم الجدل حول انفصالها عن زوجها فائق حسن
مقارنتها بعادل إمام واللجان الإلكترونية .. ماذا قالت نادية الجندي عن المشاهدات الوهمية؟
لا يفوتك- أحمد خشبة لـ «في الفن»: "أول شخصية قلدتها كانت مدرس اللغة العربية .. وشهرتي بدأت من على القهوة
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5