حقق النجم أحمد مكي نجاحاً كبيراً في مسلسله الكبير أوي 6 الذي يعرض في رمضان الحالي، ونجاح مكي هنا ليس كنجم لعمل شهير اعتاد المصريون مشاهدته والتعلق بشخصياته وعوالمه لكن هو تأسيس وترسيخ إلى أستاذية الفنان أحمد مكي وتأكيد مباشر وصريح على أننا أمام منظومة فنية كاملة تمشي على الأرض وفنان حقيقي لديه كل المقومات لكي يصبح مدرسة في عالم الكوميديا بعد سنوات مثله مثل مدرسة :نجيب الريحاني وفؤاد المهندس وعادل إمام وسمير غانم"...وفي هذا المقال سنذهب في رحلة سريعة إلى داخل عالم أحمد مكي للتعرف على كل ما يشمل من تفاصيل ومكونات مازالت تقدم جديداً كل يوم ولا تكرر نفسها مثل نجوم كوميديا آخرين.
1-الشخصية
مكي نشأ في حي "الطلبية" الشهير، ولم يكن طفلاً أو شاباً إنطواءياً بل كان إجتماعياً، تشكلت طفولته في الشارع ونوادي الفيديو، ولديه حكايات وقصص مع الحمام الزاجل، وعصير القصب، عاشر واختلط بالأشقياء والطيبون وضعفاء النفس، وتكونت لديه حصيلة من الخبرات جعلته شخصاً مميزاً بحق، يمتلك قصصأً وحكايات كثيرة عن أشخاص حقيقيون، من الممكن أن يحكيها ويرويها لك في جلسة أو في فيلم أو في حلقة تلفزيونية أو في أغنية راب...فالمؤرخ الفني والكاتب الصحفي "أدم مكيوي" يحكي تجربته في العمل مع "مكي" في ورشة كتابة مسلسل "خلصانة بشياكة" قائلاً:" مكي شخصاً استثناءياً بحق لديه القدرة على الامساك بالتفاصيل وسردها سرداً ممتعاً للغاية، ولديه نهر من الحكايات لا ينضب، وكاريزمته في الحديث تجعلك تحب الاستماع إليه وإلى حكاياته باستمرار".
هذا التنوع في التجربة الحياتية التي يمتلكها أحمد مكي، جعل قماشته الفنية واسعة كذلك، فهو ليس ممثلاً فقط بل مخرجاً وكاتب سيناريو أيضاً، كل هذا التنوع الفني والحياتي خلقته شخصية أحمد مكي المميزة بالفعل.
2-الأسلوب
لو تحدثنا عن أسلوب ومدرسة أحمد مكي في الكوميديا سنجد أن مكي يعتمد على 4 أساليب مميزة في الاضحاك وهم :
كاراكترات: مثل "جوني، الكبير أوي، حزلقوم".
تفاصيل التفاصيل:" تفاهة الكبير أوي في الحديث وتطويله والانغماس فيه، تطويل حزلقوم في السرد لأي قصة أو حكاية، سخرية جوني من الأمثال الشعبية وهزليتها" وهكذا، تفصيلة صغيرة يتم تضخيمها لصناعة أو تدعيم الموقف الكوميدي.
رد الفعل: وهو أقوى أساليب مكي في الكوميديا حيث يكون هو الفعل وزميل له رد فعل على غباءه "حزلقوم وسراج بيه في لا تراجع أو استسلام" أو يكون هو رد الفعل على غباء شخصية أخرى "جوني أمام هجرس، الكبير أمام مربوحة أو نفادي".
البارودي: إعادة معالجة أفلام أو أعمال كلاسيكية أو أجنبية بطريقة كوميدية مثل:" فيلم شمس الزناتي، مسلسل لعبة الحبار، مشاهد في فيلم طير أنت ".
3- تلميع المواهب:
مكي من الممثلين القليلين في الجيل الحالي والسابق من فناني الكوميديا الذي ليس لديه نفسنة شخصية ولا يضع بلوكات على الكوميديان الذي يلعب أمامه شخصية بل يعطيه فرصة كاملة حتى لو كان هو نجم المشهد وليس هو :" مربوحة في الجزء السادس، د ربيع وهجرس".
كما أنه أنهى بعض الكليشيهات الموجودة في ذهن العملية الانتاجية في مصر، حيث الأدوار الهامة يجب أن يلعبها نجوم أو ممثلين معروفون، مكي لم يفعل ذلك بل قدم فنانين مثل محمد سلام وهشام إسماعيل وبيومي فؤاد ورحمة أحمد وحاتم صلاح في أدوار أساسية وهامة في مسلسل الكبير، لينسف بنفسه "كوتة" الفنانين الكبار في الأدوار الكبرى.
4-اللعب الجماعي:
مكي يحب دائماً اللعب الجماعي، فقلما تواجد في عمل يقدمه كاتب واحد فقط، أغلب أعماله خصوصاً مسلسل الكبير أوي سنجد ورشة كتابة وأكثر من رأس تتداخل في عملية صناعة العمل، بما فيهم هو شخصياً، كما أنه من متبعي الأسلوب العلمي في صناعة أي شخصية. تحدث في حوار سابق أن شخصية حزلقوم لم تخلق عشواءياً على سبيل المثال، بل لديها تاريخ فوالده توفى في التسعينات ولذلك توقفت روحه عند فترة التسعينات فنجد أغلب ملابسه تشبه ملابس التسعينات وأذواقه في الغناء والفنانين من فترة التسعينات كذلك التي عاش فيها مع والده.
يعاب على أحمد مكي من وجهة نظري الابتعاد عن السينما بشكل كبير، فهو لم يقدم فيلماً منذ فيلم سمير أبو النيل، وأخذه النجاح التجاري لمسلسل الكبير من أفلام ومسلسلات وعوالم أخرى تسمح موهبته بالانغماس والخوض فيها.
هذه كانت رحلة قصيرة إلى عالم مكي حاولنا فيها التعرف على خبايا وتفاصيل هذا العالم الذي نتمنى له الاستمرار بنفس الانتاجية والغزارة والابداع وألأ يتوقف نموه عند فترة أو مرحلة معينة كما حدث مع كوميديانات آخرين سبقوه وزاملوه كذلك.
اقرأ أيضًا :
لماذا نجح "الكبير أوي" طوال مواسمه الستة؟ إليكم 5 أسباب أهمها "حارس البوابة"
رسائل حرة مباشرة ... لنجوم دراما رمضان