ينتظر محبو "مارفل" وأفلام الأبطال الخارقين انطلاق مسلسل الإثارة النفسية والخيال العلمي Moon Knight، الذي وصفه النقاد بأنه "أفضل عملٍ لمارفل على الإطلاق"، وقيل إنه "يختلف عن أي عمل في تاريخ مارفل"، وهذا بفضل أول مخرج عربي ينضم إلى عالم مارفل السينمائي، المصري محمد دياب.
هي ليست أول مرة يصل فيها المخرج المصري محمد دياب إلى العالمية، فأحد أعماله الأولى، "الجزيرة" ، كان ممثلًا لمصر في فئة "أفضل فيلم أجنبي" بأوسكار 2009، وفيلمه 678 حصد على جوائز من مهرجانات عالمية، من دبي إلى الولايات المتحدة، وفيلم "اشتباك" حصل على إشادات من النجم توم هانكس الذي شاهده في مهرجان كان السينمائي وعلق "إذا أتيحت لك الفرصة، شاهد فيلم "اشتباك" للمصري محمد دياب، الذي سيكسر قلبك ويعلمك الكثير"، كما حصد فيلمه الأخير "أميرة" على جائزتي "لانتيرنا ماجيكا" و"انترفيلم" من مهرجان فينيسيا السينمائي. ولكن لا خطوة إلى العالمية أكبر من الوصول إلى العمل مع اثنتين من أعظم شركات الإنتاج السينمائية في التاريخ، "ديزني" و"مارفل"، وهما من اشترك معهما محمد دياب لتقديم "فارس القمر"، من بطولة أوسكار أيزاك، وإيثان هوك، ومي القلماوي.
تواصل FilFan صباح الخميس مع المخرج محمد دياب للتحدث عن رحلته إلى العالمية، ومكانة Moon Knight بين أعمال مارفل، ضرورة تمثيل المصريين في الأعمال العالمية، وعن طموحاته في هوليوود. إليكم الحوار كاملًا في السطور التالية:
اتفق النقاد الذين شاهدوا العمل على أن مسلسل Moon Knight يختلف عن أي عمل آخر لمارفل بسبب الجو العام السوداوي. هل تخليت تمامًا عن الحس الفكاهي والكوميديا المعتادة في أعمال مارفل، أم قمت بمزجها مع السوداوية؟
هذا الاختلاف هو ما يفتقده الجمهور، وهو أيضًا طعمي الشخصي. أنا تعودت على الأعمال الدرامية، وفي الوقت نفسه أتمتع بالسخرية المصرية، فبالتأكيد لم أتخل عن السخرية. حتى أفلامي الدرامية تحتوي على لمسات كوميدية. أنا فخور جدًا بكون المسلسل مزيجًا بين الكوميديا والتراجيديا والأكشن والرعب. قد يبدو أن هذه الأنواع لا يمكن أن توضع في جملة واحدة، ولكن هذا هو التحدي الذي قبلت به، أن أضع كل هذا في مشروع واحد متماسك. حمدًا لله أنه نال إعجاب الجمهور. ولا شك أن "مارفل" سمحت لي أن أجعل عالم المسلسل أكثر سوداوية، وأن أبين شخصيتي في العمل، وأن أكتب نسخة من السيناريو بالتعاون مع زوجتي المؤلفة والمخرجة سارة جوهر، التي تشاركني في كل مشاريعي. إذ كتبنا نسخة من السيناريو أظهرنا فيها شخصيتنا، وجعلنا الدراما أقوى، وجعلنا العالم أغمق، وجعلنا المسلسل أغمق بصريًا أيضًا.
في القصص المصورة لـMarvel ، شخصية "فارس القمر" أو "مارك سبيكتور" غير متصلة بغيره من الأبطال، ولكن هل من الممكن أن نرى Moon Knight مشاركًا في عالم مارفل السينمائي في المستقبل؟
أنا واثق أن شخصية Moon Knight ستعجب الجمهور كثيرًا، وبناء على ذلك ستكون جزءًا كبير من الـ MCU (عالم مارفل السينمائي). الجمهور يمل من الإعادات ودائمًا في حاجة إلى التجديد. أعتقد أن شخصية بعمق وتعقيد وتشتت وفوضوية "فارس القمر" قد تكون أهم شخصية في عالم مارفل، لأنها شخصية جديدة ومثيرة للاهتمام وجذابة جدًا.
من من أبطال مارفل الخارقين تود أن تراه مشاركًا لمارك سبيكتورأوMoon Knight في عملٍ ما؟
أتمنى أن أراه يتعامل مع جميع شخصيات مارفل، لأنني عندي فضول تجاه كيفية تعامل كل بطل مع وفوضويته و"لخبطته".
صرحت مؤخرًا أنك رغبت في تصوير المسلسل في مصر، ما الذي صعب تنفيذ هذه الرغبة؟
أول مرة تحدثت إلى رئيس شركة مارفل وقلت له عن رغبتي بإخراج هذا العمل، أخبرته "مصر لازم تطلع مصر". ففي أي فيلم أجنبي تدور أحداثه في مصر، يتم التصوير في بلاد أخرى. أحيانًا يصورون في المغرب ويقولون أنها مصر، وأحيانًا في الأردن ويقولون أنها مصر، وأحيانًا في أسبانيا ويقولون أنها مصر، وكان هذا أمر مؤلم جدًا لي ويشعرني بالضيق لأنه أمر مضر لنا كمصريين. وعندما يجسدون "مصر" في دول أخرى، لا تبدو واقعية، بل يظهرون فقط الأهرام في وسط الصحراء، وهذا يظهر مصر كدولة قديمة ومتخلفة.
من أكثر الأشياء التي أبهرتهم في عملي هو إظهار مصر بجمالها وعرض أماكن عظيمة بها، فكنت أتمنى بشدة تصوير المشاهد المصرية في بلدي. وأريد أيضًا أن أوضح أن في أي مشروع مستقبلي أرغب العمل عليه في هوليوود، مثل مشروع الخيال العلمي الذي أجهز له حاليًا، أحاول أن أضع مصر في جملة مفيدة. أود دائمًا أن أظهر مصر وكم هي جميلة، وما بها من تطورات عظيمة. عايزين نبقى جذابين للعالم، ونخليهم ييجوا ويشوفوا مصر وجمالها.
أما بالنسبة للصعوبات التي منعتنا من التصوير في مصر هو أننا حاولنا الحصول على التصاريح وتأخرت علينا، فلم ينجح الأمر. وعندما تواصل معنا أحد من أجل مساعدتنا في التصاريح، كان قد فات الأوان. من المؤسف أن المشروع كلفنا 3 مليار جنيه، ودة تقريبًا يوازي الصناعة المصرية في الإنتاج المصري من يوم ما بدأنا صناعة. وصرفنا الـ3 مليار جنيه في بودابست بالمجر، وكانت مصر أولى بها. والأهم من ذلك أن وجود مصر في مشروع من مارفل قد يأتي بدعايا مجانية بالمليارات لمصر. ولكنني لن أيأس وسأحاول أن أظهر مصر في كل مشروع. الجدير بالذكر أن رغم كل هذا، أننا بذلنا أقصى مجهوداتنا لإظهار شوارع مصر في المجر، وبالفعل تمكنا من تجسيد مصر بشكل واقعي، ولكن جمال مصر لا يمكن تزويره وإن شاء الله سنصور في مصر يوما ما.
هل من الحقيقي وجود أحمد داش وحازم إيهاب وعمرو القاضي في المسلسل وما هي طبيعة أدوارهم؟
بالفعل، كلهم موجودون في المسلسل ومعهم زيزي داغر وأدوارهم صغيرة ولكنها مؤثرة. لا يمكنني الإفصاح عن تفاصيل أكثر من ذلك عن أدوارهم ولكنني سعدت بهم، وأصررت أن تكون أي شخصية مصرية في المسلسل من تمثيل شخص مصري. أما عن فكرة تعيين ممثل ذي ثقافة معينة في دور شخصية ذات ثقافة أخرى، لا أنوي القيام بها في أعمالي المستقبلية على الإطلاق. كل ثقافة يجب أن يمثلها أصحابها. وكان هذا سبب استعانتي بمصريين في عناصر أخرى، مثل الموسيقى، والمونتاج، والإشراف الفني، والأزياء، وكلها عناصر تمت بفضل ناس ممتازة ساعدونا في إن "مصر تطلع مصر".
من الواضح أنك حرصت على إبراز مواهب مصرية في العمل، مثل الممثلة مي القلماوي، والموسيقار هشام نزيه، والمونتير أحمد حافظ. هل شارك غيرهم من المصريين في العمل؟
-هذه نقطة هامة جدًا، لأن مصر مليئة بالمواهب تضاهي أحسن مكان في العالم. كل الحكاية إننا بس عايزين نكون جزء من منظومة. وأنا أتمنى أن يشارك المصريون في أعمال كبيرة كهذه حتى يحصلوا على خبرات تساعدهم على صنع أعمال أفضل في مصر. فعندما يعملون على أكبر الإنتاجات، سيطور هذا من مستوياتهم وسيطور من الصناعة، ولذلك أتمنى أن أعمل مع مصريين في كل أعمالي بهوليوود. وسيكون هذا من حسن حظي لأن المصريين الذين عملوا معي في Moon Knight، سواء في التمثيل أم تصميم الأزياء أم الموسيقى أم المونتاج أم الإشراف الفني، أبهروا "مارفل" بأكملهم، وتود الشركة العمل معهم مرة أخرى. كما كانت مصممة الأزياء الأمريكية ميجان كاسبيرليك مرحبة بريم العدل التي عملت على الأزياء المصرية في المسلسل، ورحب فريق مهندسي الديكور الأمريكانيين بالمصري علي حسام.
-من بين المصريين المشاركين في العمل الممثل كريم الحكيم والممثلة أنطونيا صليب.
بعض الأعمال الأمريكية، مثل فيلم Black Adam المقبل، تدور حول شخصيات مصرية فرعونية ولكن جميع أبطالها من أصول أفريقية فقط وليست مصرية. ما رأيك في هذا؟ هل يحق للأفارقة غير المصريين أن يمثلوننا في الأعمال الفنية؟
هذه ملاحظة جيدة جدًا. عادة تحتوي قصص "الكوميكس" على نسخ مختلفة من نفس القصة. ومن ضمن القصص ذات النسخ المتعددة، هي قصة Black Adam، التي لها نسخ تدور في مصر، ونسخ تدور في بلد عربية مجهولة. وشركة DC اختارت النسخة ذات البلد المجهولة، وذلك لأنهم إذ اختاروا النسخة التي تدور في مصر، لن تناسب الممثل ذا روك (بطل الفيلم)، وسيضطرون إلى تعيين ممثل مصري. ولكنني منزعج من شركة DC لأن فرص تمثيل الثقافات الأخرى يجب ألا تضيع، وهم اختاروا دولة عربية مجهولة وكان من المفترض أن تكون مصرية. على أي حال، هو ليس بخطأ كامل لأن الفيلم مستوحى من القصص المصورة التي لا تذكر مصر.
هل ألف هشام نزيه موسيقى المسلسل باكمله أم بعض الحلقات فقط؟
ألف هشام نزيه الموسيقى التصويرية للمسلسل بأكمله، ونظرًا لموهبته الرائعة، أعتقد أنه سيعمل في هوليوود فقط في المستقبل.
كانت ردود أفعال الجمهور - الذي حظى بفرصة مشاهدة المسلسل في العروض الخاصة – إيجابية بأكمله، إذ وصف بأنه "أفضل مسلسل من مارفل على الإطلاق"، كما كتب أحد النقاد أن إخراجك متقن جدًا لدرجة تثبت أنك الأكثر جدارة لمعالجة قصة كهذه. ما هو شعورك تجاه ردود الأفعال هذه؟
أنا سعيد جدًا بردود الفعل بالتأكيد، وأهم شيء أنها تعطيني ثقة أنني قادر على عمل ما أريد، وكذلك الثقة في الذين آمنت بهم. كنت أخوض تحدي مع نفسي وهو أن أثبت أنني قادر على تحمل مسئولية كهذه. كنت أتسائل "هل أنا قادر على فعل كل هذا؟ هل أنا قادر على إخراج نوعيات لم أجربها من قبل مثل الأكشن والكوميدي والرعب؟"، فأنا عادة أخرج دراما. ولكنني اكتشفت أن إخراج الدراما هو أصعب شيء، أما باقي الأنواع يمكنك إخراجها عن طريق التعلم والتفكير والذكاء، وهكذا تمكنا أنتاج شيء مختلف ومميز.
إلى جانب كونك مخرج استثنائي، هل ترى أن كونك مصري ساعد على خروج المسلسل بهذه الجودة؟
كل من قرأ القصص المصورة لهذا المسلسل، يعرف أنه مرتبط بالثقافة المصرية وجزء منه يدور في مصر وجزء مرتبط بالفراعنة، فكان وجود مصري شيء في منتهى الأهمية لأن فهمنا لمصر يختلف عن فهم الأجانب لها. نظرتنا وفهمنا للثقافة الفرعونية يختلف بشكل كبير عن نظرة الأجانب لها. لذلك بالطبع أرى أن كوني مصري شيء مؤثر على العمل، ولكنني كنت مهتم منذ البداية أن كوني مصري ليس هو سبب وجودي، بل سبب وجودي هو كوني مخرج شاطر.
يظهر على موقع IMDb أن مي القلماوي تجسد شخصية تدعى "ليلى".هل تلعب مي شخصية "ليلى ميلر" من الكوميكس أم هي شخصية جديدة؟
ما يمكنني قوله هو أن مي تلعب شخصية مصرية قوية وممتازة. مي ممثلة جيدة جدًا، وستكوت نجمة كبيرة في المستقبل، مثلت مصر بشكل جيد جدًا في المشروع.
ما هو فيلم "مارفل" المفضل عندك؟
فيلم Logan من سلسلة X-Men هو فيلم مارفل المفضل لدي، وقد رشح لأوسكار أفضل سيناريو. وأحب أيضًا فيلم الرسوم المتحركة Spiderman: Into The SpiderVerse، إنه حقًا فيلم عظيم.
شخصية "مارك سبيكتور مصاب باضطراب الهوية التفارقي (أو اضطراب تعدد الشخصيات)، كيف حرصت على تجسيد الاضطراب بشكل واقعي؟
-هذا أمر هام جدًا. كانت كل معلوماتنا عن هذا الاضطراب نعرفها من الأفلام، حيث كان تجسيده سطحي بعض الشيء. فدائمًا يكون شخص ما له أكثر من هوية واحداهما شخصية شريرة، وهذا تجسيد سطحي نوعًا ما في حين أنه موضوع عميق جدًا.
-وطبعًا بالاستفادة من الخبراء والأطباء، الذين عُينوا لمساعدتنا، ومناقشتهم لمدة أشهر، تعلمنا الكثير عن الاضطراب، وحاولنا أخذ المُشاهد في رحلة عن هذا الموضوع.
-التشتت الذي قد تشعر به أثناء المشاهدة هو نتيجة رؤيتك للعالم من وجهة نظر البطل المصاب باضطراب الهوية التفارقي، وهذا المسلسل سيجعلك متفهم أكثر لأصحاب هذا الإضطراب وكيفية التعامل معهم.
-فعلنا ما بوسعنا لنظهر الموضوع بشكل واقعي، ولكن القصة على أية حال هي خيالية ومليئة بالمبالغات وعناصر ما وراء الطبيعة.
من بين ممثلي هوليوود، من تود العمل معه في المستقبل؟
يوجد كثير من الممثلين الذين أود العمل معهم ومن ضمنهم توم هانكس بالتأكيد. وبالمناسبة، توم هانكس عرض عليا إخراج فيلم Greyhound، الذي كان من بطولته وتأليفه وإنتاجه، ولكنني رفضت لأن المشروع لم يلمسني ولم يحرك مشاعري على الإطلاق وكان قرار صعب جدًا.
-حدث ذلك في 2016، بعد أن شاهد توم فيلمي "اشتباك" في مهرجان كان السينمائي. كان أصعب قرار في حياتي ولكنني قلت أنني لن أستطيع أن أضيف شيء لهذا المشروع فلن أقوم به. كنت أخاف أنني قد أندم على هذا القرار ولكن حمدًا لله أن الانتظار أدى لوصولي لإخراج مشروع أنا واثق أنني الأكثر جدارة به، ولذلك أنا سعيد بقرار الانتظار حتى أجد شيء قريب من شخصيتي.
ولكنها تضحية ومخاطرة كبيرة جدًا. كيف أخذت قرار مثل هذا؟
-كانت أكبر مخاطرة في حياتي ولكنها كانت أكثر لحظة كنت واثق فيها من ذاتي. أنا دائمًا مؤمن أن النجاح يأتي من إنني أصنع حاجة مميزة، ومش هعرف أعمل حاجة مميزة إلا لو بجد بعمل حاجة أنا فاهم فيها كويس قوي. كل الأفلام التي أخرجتها كنت عارف إن أنا أفضل واحد يعملها. المشكلة في فيلم توم هانكس هي أنني لم أستطع الارتباط به، وشعرت أن موافقتي عليه وأنا غير مقتنع به قد تكون مصيبة أكبر من رفضي له. كان خوفي أن أعمل مع توم هانكس على فيلم ليكون في النتيجة أقل من عادي. قضيت سنين أفكر في سواء كان هذا اختيار صحيح أم لا، ولكن حمدًا لله المشاريع التي ألفتها بنفسي، ومشروع Moon Knight، أنا واثق أنني قادر على إخراجها بشكل مميز. إذا كان البطل غير مشهور وأنا واثق في المشروع، سينجح أكثر من مشروع من بطولة نجم كبير ولكني غير واثق به."
-أود أيضًا العمل مع واكين فينيكس، ومات ديمون، وآل باتشينو، وروبرت دي نيرو، وبراد بيت، وجوليا روبرتس، وميريل ستريب، وأحيانًا أود أن أعمل مع فنانين أقل شهرة أو نجاحًا لم يظهروا كل مواهبهم بعد لكي أكون أنا من أظهر مواهبهم. عندما تعمل مع نجم عظيم، هذا يضع عليك ضغط كبير لأنك تنتظر منه أن يقدم شيء جديد.
أنت الآن قدوة لكثير من صناع الأفلام المصريين المحترفين والهواة الذين يتمنون تحقيق إنجازاتك. كيف تمكنت من الوصول للعالمية والعمل مع أكبر شركات الإنتاج في هوليوود؟
-كنت أرغب في العمل بهوليوود من قبل بداية مهنتي الإخراجية، وكنت أبدو غريبًا عندما أقول هذا. كان دائمًا لدي الكثير من أفكار الخيال العلمي، وكنت أكتب شخصيات خيالية بالانجليزية. وهذا لا يعني أنني أود تقليد الغرب، بل كنت أكتب قصص حول المصريين في أمريكا.
-عندما كتبت فيلم "الجزيرة"، كنت أرغب في أن يكون فيلم عالمي، وكنت أشعر بأننا لدينا قصصنا الخاصة التي قد تصل بنا إلى العالمية. في بداية مهنتي الإخراجية، حاولت أن أجعل أفلامي على درجة من الصناعة بلغة عالمية، بحيث أن تكون الكوميديا في الفيلم، والمشاهد المؤثرة من السهل أن يفهمها ويتأثر بها شخص من خلفية ثقافية أخرى.
-وحمدًا لله، ابتداءًا من "678"، إلى "اشتباك"، إلى "أميرة".. منهم الذي ذهب إلى مهرجان كان ومنهم الذي عرض في مهرجان فينيسيا ومنهم الذي حقق إيرادات عالية جدًا في فرنسا. كل واحد منهم كان خطوة للأمام، وكنت دائمًا أنتظر أن أحقق العالمية من بعد كل مشروع، وكنت أقول "إذا لم يلاحظني الناس من بعد هذا المشروع، سيلاحظونني من بعد المشروع المقبل".
-الحمد لله، من بعد فيلم "اشتباك" رأوا أنني قادرعلى تقديم أعمال عظيمة، وأصبح لدي وكيلة أعمال، ومهنتها هي أن تجد لي مشاريع، وتروج لي كشخص صالح للعمل بهوليوود، وكما ذكرت، عُرض عليا العمل مع توم هانكس ولكنني لم أشعر بالارتباط بالعمل، فصبرت وألفت مشاريع أخرى في أمريكا، وهذا تطلب العديد من التضحيات. كنت أنتظر حوالي 5 سنوات من بين كل فيلم وآخر، وهذا تضحية بدخلي. أنا وزوجتي وبيتي نضحي بدخلنا الذي يقل بسبب طول الانتظار. يجب أن تصبر على مشاريعك كي تكون النتيجة بشكل جيد.
-بعد أن أصبح لي اسمًا في مصر، أصبحت لا شيء في أمريكا، وأقمت في أمريكا لمدة 3 سنوات، وابتديت من الصفر وسكنت في بيت صغير. وبدأت في كتابة المشاريع من الصفر أنا وزوجتي سارة التي تشاركني في كل أعمالي وكل خطوة في حياتي، وفي الجرأة وفي المخاطرات. ولكن كل المشاريع توقفت بسبب فيروس كورونا.
-وبعد ذلك والحمد لله رشحت للعمل في Moon Knight، وكنت بين كثير من المخرجين المرشحين للوظيفة، وقمت أنا وسارة بعرض تقديمي، وصل إلى 200 صفحة، يضم كل تفاصيل العمل، من صورة، وموسيقى، ومونتاج، وأماكن التصوير، والعناصر البصرية، وتطور الشخصيات، وعندما انتهينا، كنا واثقين أننا سنفوز بالوظيفة لأننا أتممناها بشكل ممتاز. ما أريد قوله هو: مش مهم إنك توصل بسرعة بس المهم إنك توصل جاهز.
وكيف يضمن المخرج المصري أن تشارك أفلامه في مهرجانات عالمية مثل فينيسيا وكان؟
-إنه أمر سهل للغاية. اعمل على مشروعك، وكن مؤمن به، واختار موضوعًا مهم ومده بكل مشاعرك وادرسه جيدًا. المشكلة أن كثير من الشباب يودون الإخراج ولكن عندما تسألهم عن أفلامهم المفضلة، يجيبون بأفلام سيئة، وبالتالي تكون أفلامهم سيئة. يجب أن تتمع بذوق راقي، وهذا يحدث بعد سنين من مشاهدة الأفلام العالمية، وليس فقط الأمريكية، ويجب أن تختار موضوعًا جيدًا، وأن تكتبه بشكل جيدًا، وبعد التأكد من كتابته، ابدأ في إخراجه.
-النجاح لا يتطلب الاجتهاد فقط، بل يتطلب موهبة أيضًا. يجب أن تتلاقي الأطراف. إنه ليس بشيء سهل، ولكنه ليس صعب أيضًا. المواهب في مصر لا حصر لها، لكن العناصر الأخرى لا تتواجد دائمًا مع الموهبة.
-أعرف كثير من الناس تصنع أفلام فنية جدًا لكن لغتهم البصرية والسينمائية ليست عالمية. يجب أن تتابع كل ما يحدث حول العالم وقادر على خلق لغة بصرية ودرامية، ولذلك عندما أكتب نكتة يجب أن أكون واثق أن الصيني سيفهمها، وأن المشهد المكتوب سيؤثر على المشاهد الهندي، حتى ولو غارق في المحلية. البراعة أن تصنع أعمال غارقة في المحلية، وعالمية الاحساس.
أي فيلم تتوقع أن يفوز بأوسكار أفضل فيلم لعام 2022؟
أنا عضو في أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة وغير مصرح لي بنشر توقعاتي لأنني أصوت للفائزين. ولكن هناك فيلمًا متميز في موسم الجوائز هذا، أعتقد أنه سيفوز.
نرشح لك: القائمة الكاملة لترشيحات أوسكار 2022 – The Power of the Dog يتصدر وبيلي أيليش في مواجهة بيونسيه
بما أنك استخدمت عنصر الرعب في مسلسل Moon Knight، ما رأيك في الأراء التي تصف أفلام الرعب بالهابطة والمبتذلة؟
-لا يوجد نوع في السينما سيء بأكمله. كل الأنواع بها الجيد والسيء. ستانلي كوبريك صنع أفلام من مختلف الأنواع، وكانت ممتازة، من ضمنها فيلم الرعب The Shining العظيم الذي يحبه الجميع. وكثير من أفلام الرعب رشحت إلى جوائز أوسكار. الأمر غير متعلق بنوعية الفيلم، ولكن بطريقة صنعه.
-في Moon Knight، كان عنصر الرعب جزء من طبيعة العمل التي لا يمكن التخلي عنها، وأهم شيء أن يكون العنصر لائق بالعمل وليس دخيل أو مجبر عليه.
بعض عمالقة الإخراج مثل مارتن سكورسيزي وريدلي سكوت وفرانسيس كوبولا انتقدوا أفلام مارفل، ووصفها سكورسيزي بأنها "ليست سينما". ما تعليقك على هذا؟
أنا أختلف مع مارتن سكورسيزي لأن "الأبطال الخارقين" هو نوع من أنواع الأفلام، ولا يمكن لنوع أن يكون سيء بأكمله. توجد أفلام أبطال خارقين عظيمة، وتوجد "أفلام مش أفلام"، وتوجد أفلام متوسطة. فيلم Logan، على سبيل المثال، رشح لأوسكار أفضل سيناريو، وفيلم Joker فاز بأفضل ممثل وأفضل فيلم في مهرجان فينيسيا. ولكن لماذا يقول هذا؟ السبب وراء تصريحات سكورسيزي، هو أنه مستاء، مثل غيره من المخرجين وأنا من ضمنهم، من النجاحات الساحقة ماديًا لأفلام Marvel وأفلام الأبطال الخارقين، التي نتج عنها رغبة الشركات في أن تنتج من نوعية الأبطال الخارقين فقط، وهذا يضر الفيلم المتوسط. فأصبح في أمريكا من الصعب أن تصنع فيلم بميزانية فوق الـ20 مليون دولار إلا لو كان فيلم أبطال خارقين. وهذا يقلل من مساحة الإبداع، ومساحة التغيير، ومساحة الأفلام الواقعية. أنا أتفق معهم في هذه النقطة، ولكني لا أتفق في اعتبارهم أن أفلام الأبطال الخارقين باكملها ليست أعمال سينمائية.
يدور مسلسل Moon Knight حول الموظف "ستيفن جرانت" الذي يعاني من اضطراب تعدد الشخصيات، ويجد نفسه منحصر في نفس الجسد مع شخصية عميل وكالة الاستخبارات الأمريكية السابق، "مارك سبكتور"، الذي يمنح بقدرات اﻹله خونسو، إله القمر لدى المصريين القدماء، ولكنه يجد قواه تتحول إلى لعنة.
يعرض مسلسل Moon Knight من إخراج محمد دياب على شبكة Disney+ يوم 30 مارس.
اقرأ أيضًا: