منذ أن تم الإعلان عن عالم جديد للرجل الوطواط في فيلم The Batman من إخراج مات ريفز، اتفق كثير من متابعي البطل الخارق على أننا لسنا في حاجة إلى نسخة جديدة، وأنه لم يعد هناك ما يمكن مناقشته عن تلك الشخصية من بعد ثلاثية "فارس الظلام" لكريستوفر نولان. وكان هذا الرأي متأثر بالخذلان الذي تسبب فيه "باتمان ضد سوبرمان: فجر العدالة"، والإجماع على أن الصناع، إلى جانب نولان، غير قادرين على التعامل مع الجو العام السوداوي.
ولكن The Batman من إخراج ريفز وبطولة روبرت باتنسون فاق التوقعات وحصل على تقييمات أغلبها إيجابية وصلت به إلى نسبة 85% على موقع Rotten Tomatoes، وكتبت مقدمة MTV Movies أن المخرج قدم نسخة مشوقة وجريئة، ونسبة لموقع Insider، فإن روبرت باتنسون قدم أفضل أداء في تاريخ "باتمان"، كما وصف الناقد إريك دافيز من موقع Fandango الفيلم بأنه "دراما بوليسية شرسة تتخللها لحظات من الأحداث العميقة بشكل لا يصدق"، كما كتب الناقد ستيفين وينتروب من موقع Collider أن الفيلم متألق على المستوى الفني، مشيدًا بتصوير جريج فرايزر، وموسيقى مايكل جياتشينو، وتصميم الإنتاج لجيمس تشينلاند.
ولا شك أن هناك عدة اختلافات بين نسخة The Batman الحديثة وثلاثية The Dark Knight، سنتناولها في السطور التالية:
بروس واين (باتمان)
يقدم بيل نسخة من "باتمان" أكثر تشابهًا بالقصص المصورة من ناحية اتزانه النفسي، فعلى الرغم من الغضب الذي يخبئه خلف قناعه الأسود، إلا أنه يقضي وقتًا أطول دون القناع، ويظهر في الاحتفالات والممارسات المعتادة لرجال الأعمال الأثرياء مثله في مدينة جوثام. أما "باتمان" الخاص بباتنسون، فهو متأثرًا بماضيه المؤلم، والوضع المحزن للمدينة خلال الـ3 ساعات، سواء ارتدى القناع أم لا، ولا يشعر بأمل تجاه مصير المدينة إلا في الدقائق الأخيرة من الفيلم.
نرشح لك: شعار "باتمان" يظهر على برج القاهرة استعدادًا لانطلاق The Batman (فيديو)
فعندما يعود "بروس واين" في The Dark Knight Rises من أجازته، يعلن أن الاهتمام بإدارة أعمال عائلته هي أولويته الأولى، في حين أن "بروس" الحديث، لا يكترث طوال الفيلم إلا بحماية المدينة والقبض على القاتل المتسلسل، "ريدلر".
لا شك أنهما معالجتين واقعيتين، ولكن نسخة "باتنسون" فهي أكثر ملائمًة للجانب البطولي الذي تقتنيه شخصية الرجل الوطواط.
كيف أصبحا "باتمان"؟
يختلف أيضًا النسختان في طريقة تكوين شخصية البطل خارق، فإن Batman Begins يكشف لنا من خلال المونتاج أن "بروس" سافر إلى عدة أماكن حول العالم، وتعلم فنون القتال على يد "عصابة الظلام"، ويعتمد على مساعدة المحقق "جيم جوردون" (جاري أولدمان)، ومدير الشركة "لوسيوس فوكي" (مورجان فريمان)، والوصي "ألفريد" (مايكل كين)، ومكتب النائب العام، ويستشير أغلبهم قبل الهجوم أو حل أي لغز.
أما باتنسون فهو أكثر غموضًا واعتماد على نفسه وله علاقة مضطربة مع الشرطة، كما أن في The Batman، نجد أن المحقق "جوردون" (جيفري رايت) هو الذي يستشير البطل الخارق وليس العكس. ونتعلم أيضًا أن "بروس" تعلم القتال في طفولته بمساعدة "ألفريد" الخاص به.
عائلة "باتمان"
يظهر "ألفريد" في النسختين بنفس الدور، الوصي القانوني لـ"بروس"، من بعد أن قُتل آبائه. كما أنه له خلفيات متشابهة في النسختين وفي القصص المصورة. في الأصل، كان "ألفريد" محاربًا في الجيش وشارك في مختلف الحروب التي أعطته خبرة في القتال. وفي ثلاثية The Dark Knight يذكر على لسانه أنه كان جندي مرتزق في بورما. وفي The Batman، يذكر أنه كان قائد جيش في الماضي، وهو الذي علم "بروس" فنون القتال، ولكن علاقتهما ليست بنفس الاستقرار المعتاد. ففي "فارس الظلام"، كان بمثابة الأب لـ"بروس" ويعبر عن حبه من وقت لأخر ويروضه وقت الحاجة. أما في النسخة الأخيرة، فيحرص باتنسون على تذكرة "ألفريد" بأنه ليس والده إذا حاول أن يعبر عن مشاعر الأبوة، ويعترف "ألفريد" في أحد المشاهد أنه لم يجد طريقة لتربية "بروس" غير العنف.
قُتل والدا "باتمان"، توماس ومارثا، في الماضي وتسبب ذلك في صدمة عاطفية لـ"بروس". ولكن ماذا عن ماضيهما قبل الموت؟ في Batman Begins، نتعلم أن المدينة بأكملها تعتز بالوالد، توماس واين، وذلك لأعماله الخيرية، إذ بنى وسائل نقل مجانية من أجل سكان المدينة الفقراء. وبعد موته، سار غيره من رجال الأعمال على نفس خطاه بالأعمال الخيرية. أما في The Batman، يظن "بروس" طوال حياته أن والده رجل صالح، ولكنه يتعلم عن طريق تسريبات القاتل المتسلل، أن "توماس" حاول أن يمنع أحد الصحفيين من نشر حقيقة دخول "مارثا" مصحة نفسية، وعندما فشل في ذلك، عين زعيم العصابة "كارمين فالكون" ليقتله.
الأعداء (جوكر وريدلر)
يشترك أعداء النسختين في قربهم من الواقع، ولكن على طرقهم الخاصة. فنرى أن نولان يستخدم سلسلة "أمير الظلام" كحكاية رمزية لتعكس جرائم العنف والإرهاب التي وقعت في الألفينيات. إذ يلعب ليام نيسون "رأس الغول" في Batman Begins، وهو رجل ملتحي يعيش في كهف ويخطط لتدمير مدينة في الولايات المتحدة. أما الجوكر في The Dark Knight، فهو يقود عدة عمليات قتل جماعي، ويصرح أنه يريد أن يرى العالم يحترق. أما أحدث عدو يظهر في The Batman هو إدوارد ناشتون، ونتعلم أنه كون عصابة عبر الانترنت في منتدى على الويب المظلم، كما أن أسلوبه في الجرائم يعتمد على ترك ألغاز للشرطة و"باتمان"، وهذا يذكرنا بشكل هائل بزودياك السفاح الذي أرعب أمريكا من 1968 إلى 1974، يشبهه أيضًا في المظهر الخارجي، إذ يرتدي كلاهما نظارات نظر.
المرأة القطة/"كاتوومان"/ "سيلينا كايل"
في The Dark Knight Rises، "القطة" (آن هاثاواي) هي بالفعل لصة محترفة ذات ماضي مليء بجرائم سرقة الأثرياء وتحاول أن تسرق من "بروس" ولكنهما يتحولا إلى حلفاء فيما بعد. في The Batman، نتعرف على "سيلينا" (زوي كرافيتز) في بداية مسيرتها كسارقة، وهي لها مهارات القطة وتعيش في ضواحي المدينة. وعلى عكس هاثاواي، فإن الفيلم يستكشف شخصيتها بشكل أعمق، ونتعرف على قصتها الخلفية التي تتضمن كونها الابنة المهملة لزعيم العصابة "فالكون"، وتسعى لقتله وسرقة أمواله.
تلعب "سيلينا" دورًا هام أيضًا في توعية "بروس" عن الحقيقة، وتحفيذه لإنقاذ المدينة. فهي تكره النخبة وعلى رأسهم "توماس"، والده، من قبل أن يعرف "باتمان" بسره.
ما سبق يوضح أن The Batman هو الأكثر سوداوية من بين جميع نسخ "الرجل الوطواط"، ولكن مات ريفز يستغل تلك السوداوية لصالحه ليمد الفيلم بصراعات مشوقة ومحفزة على التفكير، ما يجعل عنصر "الظلام" الذي عرض "باتمان" للنقد السنوات الماضية، هو نقطة القوة الآن.
يعرض The Batman حاليًا في صالات السينما المصرية.
اقرأ أيضًا:
لا تسأل امرأة عن عمرها ولا رجلًا عن أجره ... "ميم" يفضح أسرار الفنانين
9 ممثلات يتنافسن على دور مادونا في فيلم سيرتها الذاتية ... تمارين شاقة من أجل الوصول!
أفضل 10 أغاني أجنبية لهذا الأسبوع ... أغنية abcdefu تتغلب على أديل
حقيقة تجسيد ممثلة سمراء لدور رجل أبيض في مسلسل "Vikings: Valhalla"
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/36husBt
آب ستور|https://apple.co/3sZI7oJ
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3LRWFz5