يجلس حميد الشاعري في مقهى خاوي ، بين يديه الجيتار ويدندن قائلا " في سكوت زماني يفوت لا أنا ساجية ولا رحال " .
لو كنت من جيل التسعينات فالأكيد أن هذه الأغنية تحجز مساحة كبيرة في قلبك ، كتبها سامح العجمي ولحنها مصطفى قمر واختار لها حميد توزيعا بسيطا معتمدًا على "كردات" الجيتار الاسباني .
عادت الأغنية خلال الأيام الماضية إلى ذهن المستمع ، تلقفتها الأجيال الجديدة عندما سمعتها في مسلسل "بيمبو" ، فتشوا في صفحات الإنترنت عنها ، ووجدوها لأن بها شيء ما مس هؤلاء المراهقين .
يحكي حميد الشاعري في حوار مع إذاعة نجوم fm أن ابنته التي تدرس في أمريكا سمعت الأغنية في المسلسل ، وعلى الفور اتصلت به لتسأله : هل غنيت هذه الأغنية الجميلة ؟ وهو ما أسعد حميد الذي قدم هذه الأغنية قبل ميلاد ابنته ، وببساطته المعتادة قال وابتسامة واسعة على شفتيه : old is gold .
على الفور التقطت المطربة الشابة هلا رشدي الصوت فكرة إعادة تقديم الأغنية مع حميد الشاعري لتظهر بنسخة جديدة في دويتو بينهما ، ولكن "الكابو" قرر إعادة توزيعها بشكل مختلف .
قبلها بسنوات انتشر على موقع ساوند كلاود تسجيل آخر للأغنية بصوت مطرب اسمه مصطفى الشعيبي ، والحقيقة أنه لم يقدم توزيعا جديدًا بل اعتمد على الجيتار أيضًا بمصاحبة أدائه الصوتي وغنائيه المختلف فمنح الأغنية نكهة مختلفة .
كثيرون غنوا "عودة" ، على مدار السنوات الماضية ، مصطفى قمر ملحن الأغنية نفسه غناها في احد البرامج ومعه إيهاب توفيق وفارس .
"عودة" أحد أهم أغنيات الكابو ، أجدها حتى الأن تتصدر قائمة تفضيلاتي في "ساوند كلاود" ، سمعتها لأول مرة في صيف 1992 ضمن أغنيات ألبوم "كواحل" آخر ألبومات حميد قبل إيقافة من نقابة الموسيقيين برئاسة الموسيقار صلاح عرام ، وهذه قصة أخرى لاتقل غرابة عن الخدعة التي فعلها حميد ليفوز بالأغنية من ملحنها مصطفى قمر .
يحكي كاتب الأغنية الشاعر سامح العجمي : " كنا في الاستوديو نتابع تحضيرات ألبوم مصطفى قمر الجديد "لياليكي" ، وكالعادة كان حميد مشرفًا موسيقيا على الألبوم وموزعًا لأغنياته ، سمع حميد الكلمات فأعجبته جدًا ، وبعد قليل دخل مصطفى وقال له أنه لحنها وسيضمها لألبومه " .. هل انتهت القصة ؟
راهن حميد مصطفى قمر على دور كوتشينة مقابل الأغنية ، يضحك مدير الإنتاج فايز عزيز أحد شركاء النجاح في شركة "سونار" صانعة نجوم التسعينات وهو يقول : "حقيقي حميد تمسك بالأغنية جدًا ، وأمام رفض مصطفى راهنة على دور كوتشينه ومن يكسبه سيغني "عودة" ، وكالعادة فعلها حميد وفاز بالدور والأغنية ، أما مصطفى قمر فقدمها له بنفس راضية فعلًا ، ربما كان امتنانًا لحميد ، ولكن مصطفى قدم الكثير من الألحان لأصدقاء المرحلة بمحبة حقيقية " .
صدر ألبوم كواحل في مطلع 92 ، وصور حميد الكليب مع المخرج طارق الكاشف، وانتجته قناة mbc الوليدة في هذه الفترة ، كليب بسيط يجلس فيه مرتديا تي شيرت أسود ويعزف على الجيتار في مقهى خالي ، ولكن حميد حرص على ظهور رجاله معه في الأغنية ، كل الأصوات الشابة التي قدمها كانوا إلى جواره ، في مقدمتهم مصطفى قمر وإيهاب توفيق وأمين سامي الذي يعد أجمل أصوات هذه الدفعة ، ولكنه لم يملك عنادًا وحظًا يكمل بهما الطريق .
شاهد النسخة الأصلية من الأغنية :