بدأ نهاية الشهر الماضي عرض فيلم "الكاهن" في دور السينما، ويعتبر أحدث الأفلام الروائية التي تطرح فكرة وجود مجلس عالمي، أو جماعة سرية تخطط للسيطرة على العالم، من خلال قصة كتبها المؤلف محمد ناير، ويقوم ببطولتها نخبة من النجوم تضم حسين فهمي، محمود حميدة، فتحي عبد الوهاب، جمال سليمان، إياد نصار، ودرة.
وأوضح المخرج عثمان أبو لبن في تصريحات إعلامية حول الفيلم أنه مهتم بنظرية المؤامرة منذ عدة سنوات، مشيرا إلى أن "الكاهن" يناقش الأهداف الخفية وراء جمع بيانات مستخدمي الهواتف المحمولة وتخزينها في السحابة الإلكترونية أو "الكلاود".
نرشح لك - منة شلبي مهندسة تمر بالعديد من الأزمات في "بطلوع الروح" رمضان 2022
والحديث عن المؤامرة الكونية لحكم العالم يشبه الدخول في بحر من الرمال المتحركة، حيث لا موضع قدم ثابت، واحتمال الغرق في المعلومات المضللة وارد جدا. وعادة ما يرد في سياق هذا الحديث ذكر مجموعة من المنظمات أو الروابط ومن أبرزها البناؤون الأحرار (أو الماسونية)، والمتنورون (أو إلوميناتي)، والجمجمة والعظام، ومجموعة "بلدربيرج". كما يتم ربط مخطط التحكم في العالم بمجموعة من الرموز من أشهرها الهرم والعين المرسومان على الدولار الأمريكي.
رموز ارتبطت بالجمعيات السرية
وكما أن تاريخ تأسيس هذه الجمعيات وأهدافها ووسائل عملها محل جدل وخلاف، فإن الرموز التي يدور الحديث عنها أيضا يتم تفسيرها بطرق مختلفة، فالعين على قمة الهرم ترمز للسيطرة على النظام المالي العالمي أحيانا، وترمز لعين الإله التي تراقب تصرفات البشر أحيانا، وهي أحد الرموز الخاصة بالماسونية، لكن هذا لا يمنع من إدراجها ضمن رموز جماعة المتنورين أو أي رابطة ترغب في إضفاء مسحة من الغموض على نشاطها، طالما لم تطالب أي جهة بحقوق الملكية الفكرية لهذا الرمز، أو رمز الزاوية والفرجار المنسوب أيضا للبنائين الأحرار، أو أي رموز تاريخية أخرى.
وبالانتقال إلى وسائل عمل هذه المنظمات، نجد أن فيلم Angels & Demons (ملائكة وشياطين) الصادر عام 2009 يشرح الإطار العام لمؤامرة السيطرة على العالم على لسان أستاذ علم الرموز روبرت لانجدون (يجسد شخصيته النجم الأمريكي توم هانكس)، الذي يقول في أحد المشاهد: "الإلوميناتي استطاعوا اختراق كل المنظمات والمؤسسات القوية بما في ذلك الفاتيكان." وفي مشهد آخر يتم تعريف جماعة المتنورين كجمعية سرية تأسست في القرن السادس عشر، وتخطط للإفصاح عن نفسها عندما تمتلك القوة الكافية لتحقيق هدفها النهائي.
في هذا الفيلم المقتبس عن رواية بنفس العنوان للكاتب الأمريكي دان براون - صاحب رواية "شفرة دافينشي" - يتم استدعاء عالم الرموز بجامعة هارفارد إلى روما بالتزامن مع إقامة مراسم اختيار بابا الفاتيكان الجديد، ليشترك مع عالمة فيزياء في التصدي لمؤامرة بدأت جمعية الإلوميناتي تنفيذها ضد الفاتيكان والمرشحين للمنصب، وباستخدام خبرته في فك شفرات الرموز التاريخية وحدسه العميق يتمكن من إنقاذ آخر المرشحين في اللحظات الأخيرة.
وبالرغم من أن فيلم They Live الصادر عام 1988 يأخذ سيناريو المؤامرة الكونية لآفاق بعيدة جدا خارج كوكب الأرض، إلا أن أحد الحوارات بين بطل الفيلم "جون" ورفيقه "فرانك" يقدم فكرة كثيرا ما يتم طرحها كعنصر أساسي في مخطط حكم العالم هي التحكم في المؤسسات المالية. يجلس البطل ورفيقه بعد نهار شاق أمضياه في أعمال البناء لتناول الغداء في مخيم متواضع، ويحكي "فرانك" عن معاناته بسبب إغلاق مصانع الصلب وتسريح العمال، ثم يقول: "القاعدة الذهبية هي أن من يملك الذهب يضع القواعد."
أحداث فيلم They Live تدور بعد نجاح مخطط السيطرة على العالم بالفعل، والجمعية السرية التي تديره هذه المرة هي تحالف بين مجموعة من البشر من أصحاب النفوذ والمصالح المالية وبين كائنات فضائية تعيش بين البشر دون أن يتم اكتشافها، وذلك عن طريق إشارة لاسلكية يتم بثها في كل مكان تمنع البشر من رؤية الأشكال الحقيقية للفضائيين. وتقود الصدفة بطل الفيلم لمراقبة اجتماع مجموعة من الثوار اخترعت وسيلة لكشف الكائنات الفضائية، وتنقلب حياته بعد استخدام هذه الوسيلة لأول مرة.
يقدم الفيلم أيضا من خلال رسالة تليفزيونية لأحد الثوار خطبة حول أهداف المؤامرة العالمية تتردد عبارات كثيرة منها عند الحديث عن مخطط السيطرة العالمي، مثل القضاء على الطبقات الوسطى والدنيا في المجتمع، زيادة الفقر، إلغاء وعي الجماهير، إشاعة اللامبالاة والأنانية بين الناس، واختفاء العدالة الاجتماعية وغيرها.
فكرة إلغاء قدرة البشر على الشعور والقضاء على عواطفهم كجزء من مخطط السيطرة على العالم تم طرحها مرة أخرى في فيلم صدر عام 2002 هو Equilibrium، من خلال قصة تدور أحداثها في المستقبل، بعد اندلاع الحرب العالمية الثالثة، ونشاهد كيف تمكنت مجموعة من الناجين من الحرب من إنشاء نظام حكم يعتمد على حقن البشر بدواء يحميهم من ارتكاب جريمة الشعور، وهي جريمة عقابها الموت في ظل هذا النظام، وذلك بناء على اعتقاد بأن مشاعر الإنسان هي سبب كل الكوارث التي حلت بالعالم.
لم تتوقف السينما في طرحها لفكرة الجماعة المتحكمة في العالم عند الأفكار السابقة، ويأتي عام 1999 لتقدم لنا أول أجزاء سلسلة The Matrix، ولنشاهد بانبهار مواجهة بطل الفيلم "نيو" أو المخلص ورفاقه لسيطرة الآلات والذكاء الاصطناعي على البشر. في هذه القصة المشوقة لم تبدد الجماعة المسيطرة على العالم طاقتها في إخفاء أنشطتها وهوية الشخصيات الفاعلة بها، بل وضعت كل البشر في حالة نوم عميق، وقامت بتغذية عقولهم بمعطيات وهمية عبر برنامج كمبيوتر يصور لهم الحياة بكل تفاصيلها فيما يشبه الحلم، ويمكن تأويل الفيلم والسلسلة بأكملها ككناية عن وضع الإنسان الذي تحركه وتشكل عالمه قوى خفية تعمل خلف ستار كمحركي الدمى، وتعتبر كل من يحاولون التصدي لها متمردين.
ولم يقتصر تناول الأنشطة السرية للتحكم في العالم على الأفلام الروائية، فهناك عدد كبير جدا من الأفلام الوثائقية التي تعرضت لهذه المواضيع الشائكة، من أشهرها في السنوات الماضية Zeitgeist ويركز الجزء الثاني منه على طريقة عمل المؤسسات المالية، وفيلم Bilderberg: The Movie، الذي يركز كما يتضح من اسمه على مجموعة "بلدربيرج" وأنشطتها، ويضم جزءا من خطبة مسجلة ألقاها الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي عام 1961، حذر فيها بشكل مباشر من خطر الجمعيات السرية وأنشطتها والطرق التي تتبعها لاختراق أهدافها.
لا يفوتك: أكثر زيجات الفنانين - إحداهن تزوجت 14 مرة ... وأخرى اكتفت بـ10 حتى الآن
اقرأ أيضا:
موعد طرح فيلم "تماسيح النيل" في دور العرض
الصور الأولى من عزاء وائل الإبراشي في مؤسسة روز اليوسف
عمرو دياب: ماليش مزاج أعمل أغاني حزينة (فيديو)
قبل عرضه بأيام ... Netflix تشوق الجمهور لفيلم "أعز أصحاب" (صور)
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/3c7eHNk
آب ستور| https://apple.co/3cc0hvm
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3wSqoRC