مصطفى حمدي يكتب من تونس
من زار مدينة تونس "العاصمة" سيعرف جيدًا المدينة القديمة أو "العتيقة" كما يسمونها، ليست العاصمة التونسية فقط بل كل العواصم والمدن في شمال إفريقيا، دائمًا ستجد جزءا يدعى المدينة "العتيقة"، هناك تفوح رائحة التاريخ مخلوطة بالعطور والتوابل وأصوات الباعة، جامع الزيتونة، الأسوار العالية التي تذكرك بأسوار القاهرة الفاطمية، اللون الأزرق السابح فوق النوافذ والأبواب والأرضيات الرخامية.
في المدينة "العتيقة" عشت مع ضيوف أيام قرطاج الموسيقية ليلة "مجنونة"، أعني هنا جنون الموسيقى الإليكترونية التي كسرت حدود الصوت وعقدت إتفاقا مع المؤثرات البصرية لتقدم لنا مشروعًا موسيقيًا وبصريًا يسعى لاكتشاف بعدجديد لمفهوم الحفل أو العرض الموسيقي.
في دورتها السابعة أعن المسئولون عن أيام قرطاج الموسيقية أن هناك فلسفة جديدة تركز على الموسيقى "الاليكترو" بأبعادها الصوتية والبصرية ، تجلى ذلك في عرض حفل الإفتتاح ، وظهر بوضوح في برمجة المهرجان التي طغت عليها عروض الموسيقى الإليكتروني، ولكن هذه المرة وجدنا أنفسنا في قلب المدينة القديمة بأزقتها الساحرة ، كنا على موعد مع مشروع مكون من أربعة عروض مختلفة في مناطق متفرقة من المدينة "العتيقة" كل عرض يحمل صبغة بصرية لا تخلوا من التجريب الكامل ، وذلك تحت إشراف خبير الموسيقى الاليكترونية والعروض البصرية أيمن الغربي.
حماس الجمهور أذاب لفحات البرد التي تطاردنا بين الشوارع ، وذلك في جولة ليلية بدأت من دريبة "دار حسين"، مرورا بـميضة "السلطان" والنادي الثقافي "الطاهر الحداد" وصولا إلى "بئر الأحجار".
في دريبة دار حسين، كان الجمهور على موعد مع عرض "أنتايتلد" للثنائي أسامة المنشاوي وبسام السديري، والذي امتد لنصف ساعة مزجت بين إيقاعات صوتيه كهربية متلونة أضفت عليها إضاءات العروض المرئية إبهارًا نادرًا.
وفي ميضة دار السلطان قدم كل من عزيز الميساوي وداوان عرض "لوسي"، فيما احتضن النادي الثقافي الطاهر الحداد عرض "آبيس" لهيفاء الورفلي ورامي الحرابي، وقدمت ايفي ما ورامي الحرابي وداوان عرض "أومبيفالونس" بمنطقة بئر الاحجار.
هذه العروض، هي نتاج ورشة مخصصة للموسيقى الالكتروني والفن البصري نظمتها أيام قرطاج الموسيقية في إطار بحثها عن طريقة جديدة للتعاون والابتكار.
البرنامج الذي يشرف عليه أيمن الغربي وزياد المدب حمروني، ينقسم إلى قسمين، الأول يتعلق بندوتين للمناقشة النظرية وطرح التصورات الخاصة بهذه المشاريع التجريبية، وهو ما تم في مدينة "الحمامات" التونسية منذ فترة ونتج عنه ثنائيات فنية قُسمت إلى فرق كل منها يسعى لتقديم عرض تجريبي يمزج الموسيقى الاليكترونية بعرض بصري يتناول جزءا من هوية المدينة العتيقة ، أما القسم الثاني فينتقل إلى مرحلة التنفيذ بإقامة هذه العروض الأربعة .
تجربة جريئة مشحونة بابتكار وشغف الموسيقيين في البحث عن الجديد ، تقابلها دهشة واضحة من الجمهور الذي التف حول هذه العروض ، وبالطبع الأطفال اللذين تراقصوا ببراءة على إيقاعات موسيقى قد لايفهمونها الآن ولكنها لمست شيئًا في أرواحهم .
لا يفوتك: حسن عابدين الفنان المحارب .. هرب من الإعدام وطردوه من أمام قبر الرسول وأعاده الشيخ الشعراوي للفن
اقرأ أيضا:
روبي: أحب ارتداء ملابس "الصبيان" لأنها مريحة
نكرات يبحثون عن الشهرة وسنقدم بلاغات للنيابة.. أشرف زكي يرد على الفيديو المسيء للفنانات
أول تعليق من اتحاد النقابات الفنية على تصريحات المطربة دليلة المسيئة لفنانات مصر
"إلى الجهاد"..أمينة خليل تكشف عن مسلسلها مع أمير كرارة في رمضان 2022
حمل آبلكيشن FilFan ... و(عيش وسط النجوم)
جوجل بلاي| https://bit.ly/3c7eHNk
آب ستور| https://apple.co/3cc0hvm
هواوي آب جاليري| https://bit.ly/3wSqoRC