"نجمة معدية" هي آخر إصدار غنائي لفريق واما. الأغنية من كلمات وألحان عزيز الشافعي وتوزيع ومكساج توما.
من يسمع الأغنية لأول مرة سيفاجأ بطريقة الغناء والألحان والكلمات وكذلك المؤثرات الصوتية التي تحيلنا لموسيقى المهرجان. وقد أطلق فريق واما العنان بحرية ولامبالاة جريئة لتجربة جديدة في مشواره. لامجال للتطريب والعرب. كل شيء مباح فالأهم هو متعة الغناء وبهجة الموسيقى.
نرشح لك: "البنت القوية" عودة وائل كفوري الذي نعرفه
الأغنية همزة وصل بين الشعبي المصري والمهرجان أو بمعنى أصح محاولة جادة لتهذيب النوع الجديد المسمى بالمهرجان. نوع أحدث ضجة في مصر وأثار ردودا شرسة من الساهرين على الفن الأصيل والطرب والذوق الرفيع كما يحلو لهم تسميته. وقد سبق أن منع كثير من مغنيي هذا النوع وهوجموا وتم استدعاؤهم في برامج ومواجهتهم بشخصيات كحلمي بكر. لكن السؤال هو هل نفي هؤلاء خارج مملكة الموسيقى، كما نبذ أفلاطون الشعراء من جمهوريته الفاضلة، أمر صحي لتطور الموسيقى المصرية؟ هل هي تجربة يجب أن يكتب لها الموت المبكر؟
حين نرجع بالتاريخ إلى الوراء سنجد تجارب فنية عديدة كادت أن تختفي لولا جدية و جرأة البعض. فأفلام الويسترن سباغيتي كما سماها الأمريكان باستخفاف، كانت مجرد أفلام هامشية. لكن تجربة المخرج العملاق سيرجيو ليون أخرجت لنا روائع خالدة (ثلاثية الدولار؛ حدث ذات مرة في الغرب) فكانت إنطلاقة جديدة (أو إقلاع لنتذكر المؤثر الصوتي في دخول أغنية واما). وبفضل مشاركة نجوم كبار ككلينت استوود ولي فان كليف بالإضافة لموسيقى الأسطورة إنيو موريكوني أصبحت مرجعا لأفلام الوستيرن بل غطت على أفلام هوليوود البائسة التي تصور البطل الأبيض يفتك بالشرير الهندي. لم تحصل على أوسكارات لكنها كانت أكبر من هذه الجوائز فقد كسبت شعبية جارفة واليوم هناك من يقلد هذه التجربة كالمخرج كوينتين تارانتينو (دجانغو الحر؛ الحاقدون الثمانية).
نفس المصير واجهته أنواع موسيقية عديدة كانت في الأول حكرا على مغنيين مغمورين ومستقلين ومحليين. فالريجيتون مثلا انتظر سنوات ليصل إلى العالمية ليكتشفه الكل في 2004، فيصبح بعدها أحد أهم الأنواع، و حاليا ينفذه أغلب المغنيين المشهورين على الساحة كسيليا كروز وشاكيرا ودادي يانكي وأر كيلي ومالوما وإنريكي إجليسياس وحتى عربيا مع عمرو دياب. ولعل أكبر نجاح كان مع أغنية "ديسباسيتو" بمليارات المشاهدة على اليوتيوب.
وهذا ينطبق على العديد من الأنواع الموسيقية والأشكال الفنية. فالمهرجان بعيدا عن كونه يجمع بين كلمات تغرق في الشعبوية وألحان شبه منعدمة وأصوات مزعجة وتوزيعات صاخبة غير متناسقة فهي تخفي وجها مشرقا يكمن في تناول مواضيع تمس المستمع العادي وفئات الشعب الواسعة وكذلك في كونها تحررا من قيود الموسيقى الطربية التي لا تزال تؤثر في البوب العربي. وهذه الأفكار هي التي يمكن استغلالها للبحث عن الممكن في الموسيقى حاليا. ولعل مقابل المهرجان في غرب الوطن العربي هو الواي واي الذي دخل مرحلة جديدة مع المغني المغربي أيمن السرحاني الذي أصبح يحقق مشاهدات عالية على اليوتيوب لينافس مغنيي البوب المغربي سواء من حيث الانتشار أو الجودة.
"نجمة معدية" قد تكون مجرد محاولة عابرة لكنها لفتة جميلة من فريق عمل متمرس ك واما وعزيز الشافعي وتوما تظهر لنا أن الأهم هو طريقة التنفيذ.
اقرأ أيضا للكاتب:
"الدنيا بترقص" عندما يبدأ الصيف بتوقيع عمرو دياب
تحليل موسيقي لألبوم عمرو دياب "يا أنا يا لأ" .. التجديد بالعودة إلى الكلاسيكية
تحليل أغنية "أهي أهي" .. سر الخلطة "الثقافية" في موسيقى عمرو دياب
ما الجديد في "اتقل" لعمرو دياب؟