الإنتاج هو العمود الفقري للعمل الفني، والمنتج يلعب دوراً أساسياً في صناعة الفيلم أو المسلسل، هو رب العمل الفني الحقيقي واعترافاً منا بقيمة ومكانة الإنتاج قررنا فتح هذا الملف ومحاورة أهم رموز ورواد الإنتاج في مصر، "اللعب مع الكبار" سلسلة يقدمها موقع FilFan.com تعرض حوارات خاصة مع أهم منتجي السينما والدراما في مصر، تفتش في أهم أعمالهم، النجاحات والإخفاقات، فلسفة كل منهم في مهنته، وبالطبع طرح القضايا التي تحيط بصناعتي السينما والدراما على مائدة الحوار لنفهم أكثر كيف كانت تلك الصناعات وكيف أصبحت الآن...
في الحلقة الثالثة نحاور المنتج طارق الجنايني، واحد من أهم منتجي الدراما في العقدين الآخيرين.
كيف بدأ حبك وشغفك بالفن؟
لدي صديق عزيز قال لي ذات مرة جملة نصها "أنت نجحت في تحويل هوايتك إلى مهنة" فأنا طوال عمري أحب مشاهدة التلفاز، وكنت أدرس في مدرسة داخلية بالولايات المتحدة الأمريكية، كان لدينا ساعة حرة في اليوم، أحب من خلالها لعب "البينج بونج ومشاهدة التلفاز"، فطوال عمري كانت مشاهدة التلفاز من الهوايات المحببة لدي لكن لم يكن في بالي أن أعمل في إنتاج البرامج والمسلسلات، فأنا درست إدارة أعمال في الولايات المتحدة وعندما عدت كنت أستعد للعمل في السلك الدبلوماسي، وقبل عدة أشهر من موعد امتحان الالتحاق بالخارجية، تلقيت عرضاً للعمل مع طارق نور، والتحقت بالعمل بالفعل، وأحببت هذا المجال، وكان طارق نور يثق بي ويسند إلي الكثير من المهام.
ما أهم الأشياء التي تعلمتها خلال فترة عملك مع طارق نور؟
خلال فترة عملي مع طارق، ترقيت سريعاً معه، وأصبح يثق بي بشكل كبير ويسند إلي الكثير من المهام، وفي ذات مرة سألته ما سر ثقته الشديدة ومعاملته الخاصة لي عن بقية موظفين الشركة؟ فقال لي "لأنك الوحيد الذي تقول لي لا، وتقولها بوضوح وقناعة، فأنا أحب الموظفين الذين يختلفون معي ولا يقولون لي نعم عن كل قرار أتخذه"، وهذه من أهم الأشياء التي تعلمتها خلال فترة عملي معه وأحرص أيضاً على تطبيق هذا الأمر مع من يعملون معي حالياً.
ما أشهر الإعلانات التي قدمتها خلال فترة عملك مع طارق نور؟
"بيبو فرقع جيجي، وكله على الفودافون" وغيرها من الإعلانات التي حققت نجاحاً كبيراً وقت عرضها.
متى قررت الإتجاه للإنتاج البرامج التلفزيونية؟
كنت مرتاحا مع طارق نور في مجال الإعلانات، وحققت نجاحاً كبيراً في هذا المجال، وبداية دخولي لمجال البرامج التلفزيونية، كان في فقرة "مديحة حاتم" في برنامج "قال إيه على الهوا" لحسين الإمام، ففكرنا في إدخال البراند داخل البرنامج، وأخذنا فقرة مديحة حاتم وبعناها إلى شركة "بيبيسي" على أنها أقصر مسلسل في التاريخ، حلقتين في اليوم، مدة الحلقة عشر ثواني لمدة ثلاثين يوماً، ونجحت هذه الحملة وكسرت الدنيا حرفياً، فقلت لنفسي وقتها أنا أحب البرامج، فلماذا لا أتجه لانتاج البرامج التي أحبها؟ وبالفعل أنشات شركة لتسويق"فورمات البرامج" للقنوات الفضائية، وجلست مع بعض أصحاب القنوات لعرض أفكاري عليهم، وفي نهاية كل جلسة أجدهم يقولون لي "يا ليتك قلت لنا هذه الفكرة من شهور، فنحن نعمل عليها داخل القناة الآن"، وكنت أجلس كذلك مع بعض المنتجين وأكتشتف أنهم لا يستطيعون فهم أفكاري بسهولة، فقررت أن أنتج بمفردي فاشتركت مع محمد حفظي في إنتاج مسلسل "أفيش وتشبيه" للثلاثي أحمد فهمي وشيكو وهشام ماجد، وكان من إخراج عمرو سلامة وتأليف محمد ناير، وجميعهم أصبحوا نجوماً في مجالهم الآن، ثم أنتجت برنامج الشقة لهند صبري، وحقق نجاحاً كبيراً وقت عرضه.
قرار الاتجاه للإنتاج الدرامي لم يكن سهلاً بالتأكيد، كيف أستعددت له؟
أخذت "كورس كتابة سيناريو "لكي أفهم البناء الدرامي وطريقة الكتابة حتى أستطيع تقييم كل النصوص التي تعرض علي بشكل جيد ومتخصص، وسافرت للولايات المتحدة الأمريكية، وكنت أذهب يومياً إلى "متحف الإذاعة والتلفزيون" لكي أدرس تاريخ الأعمال الدرامية، ثم قررت أن أنتج عمل سيت كوم بحيث يكون تجربة لإنتاج أعمال أكبر بعد ذلك، وعندما عدت أنتجت سيت كوم "حرمت يا بابا" للفنان الراحل حسن حسني.
مع بداية دخولك الإنتاج الدرامي، هل كان لديك نموذج معين لأعمال تحلم بتقديمها؟
دعني أقول لك شيئاً عندما أقرأ عمل ويعجبني من أول مرة أقلق، لأنني لا أريد أن أصنع عمل يعجبني، أنا فقط أريد أن أصنع عمل ينجح ويعجب الجمهور، وليس شرطاً أن تصنع عمل بذوقك أنت وتنجح، وهناك العديد من الأعمال صنعت على ذوق صناعها وفشلت، لأن ذوق صناعها ليس مثل ذوق الجمهور، فأنا لم يكن في خيالي نموذج معين أحلم بتقديمه، كنت أهتم بصنع عمل يعجب الجمهور أولاً وأخيراً.
قدمت مع المؤلف محمد أمين راضي ثلاث أعمال درامية، ماذا تقول عن تجربتك معه؟
هناك ثلاث أو أربع كتاب مميزون في مصر، محمد أمين راضي منهم، لكنه بالتأكيد مختلف عنهم، فهو موهوب وشخصية مميزة ومختلفة أيضاً، وأنا من عشاق كتاباته.
مسلسل "حكايات بنات" كان مغامرة كبيرة بلا شك، من حيث النص وأبطاله أيضاً، ماذا تقول عن هذه التجربة؟
تكلفته ككل لا تتساوى مع أجر نجم من نجوم الصف الأول، وكنت أخشى أن تحدث فضيحة بعد عرضه، لأنه يعتمد على أسماء جديدة بالكامل، ولكن يشاء القدر أن المسلسل "كسر الدنيا" وحقق نجاحا كبيراً.
قدمت مسلسل نيران صديقة عام 2013، وهذا العام كان من أهم أعوام الدراما التلفزيونية في رأيي، هل تتفق معي؟
عام 2013 من الأعوام التى غيرت مجرى الدراما التليفزيونية، ففى هذا العام تم تقديم أربعة مسلسلات لم يعتد جمهور الدراما عليها وعلى طبيعة موضوعاتها التى كانت أكثر جرأة وتنوعاً مثل "نيران صديقة وبدون ذكر أسماء وذات وموجة حارة"، ولا أستطيع أن أنسي كذلك مسلسل "المواطن إكس" لأنه أخرج جيلاً جديداً من الشباب الذين أصبحوا نجوما الآن مثل أمير كرارة ويوسف الشريف وعمرو يوسف، مثلما ظهر وخرج أحمد داوود ونسرين أمين وأمينة خليل وريهام حجاج من مسلسل "شربات لوز" وأصبحوا أيضا نجوماً مميزين.
أشعر دائماً أنك تميل للأفكار غير التقليدية ولا تحب الأفكار المستهلكة التي قدمت من قبل، هل تحليلي صحيح؟
صحيح، عندما أقرأ أي نص وأجده عادياً وملائما لأي منتج، لا أتحمس له، فأنا أحرص دائماً في كل مشروع أنتجه أن تكون هناك الإضافة الخاصة بي، واللون المختلف الذي أتميز به عن بقية الأعمال المعروضة في السوق، والأعمال التي قدمتها من قبل.
أنت قاري جيد، وتحب قراءة وإنتاج الروايات، هل هذا صحيح؟
صحيح، فأنا أحب الروايات جداً، وتربيت منذ صغري على قراءة كل ما هو موجود أمامي "جرائد، قصص أطفال، روايات بوليسية" والروايات فيها ميزة في إنتاجها لأنك تعلم بدايتها ونهايتها ولديك نص موجود أمامك بالفعل تعمل على تحويله للدراما أو للسينما.
أشعر دائماً أن أغلب أعمالك موجهة إلى الشباب وليس لشرائح أخرى، هل تحليلي صحيح؟
دعنا نتفق أن 75 في المئة من سكان العالم العربي تحت سن الأربعين، فهذه هي الشريحة الأكبر، مع إحترامي لبقية الشرائح الأخرى، هذه هي الشريحة التي أفهم لغتها وأستطيع تقديم ما يحبونه ويرغبونه دائماً.
أنت دائماً مطلع على ما يحدث في العالم، تعرف ما يحدث في الدراما الأمريكية، وتذهب وتشاهد معارض ومتاحف فنية، هل تعتقد أن هذا انعكس بشكل جاد على أعمالك؟
شاهدت حوارا للفنانة مادونا في عام 2002، سُئلت فيه عن سر نجاحها، فأجابت :"أن كل يوم أدخل فيه الاستوديو أفكر هل سأقدم شيئاً جديداً أم لا؟" وهذا السؤال أسأله لنفسي دائماً، فأنا عشت في الولايات المتحدة الأمريكية ثماني سنوات، والولايات المتحدة الأمريكية هي الأب الروحي للدراما والسينما، لذلك أحاول دائماً أن أحضر معارض فنية، وأشاهد حوارات للفنانين الأجانب، أشاهد كل ما يعرض على المنصات العالمية، لا أقف عند نقطة معينة وأحاول تطوير نفسي بإستمرار.
هل تعتقد أن المنتج مظلوم إعلامياً وجماهيرياً في مصر؟
جداً، وهذا يعود للصورة الذهنية التي قدمت في بعض الأفلام والمسلسلات عن المنتج، أنه رجل تافه، ولا يهمه سوى الربح وإشباع رغباته في الحياة، وهذه صورة غير حقيقية على الإطلاق. والغريب أن المسئول عن خروج هذه الصورة عن المنتج، هم من أنتجوا هذه الأعمال، فكيف لمنتج أن يسمح بأن تساء صورته وصورة زملائه إلى هذه الدرجة؟! ودعني أقول لك شيئاً أن تفاصيل مهام المنتج غير مفهومة بشكل صحيح في عالمنا العربي، فالبعض يعتقد أن المنتج مجرد ممول يهمه الربح فقط، وهذا مفهوم خاطئ، فالمنتج هو الذي يختار النص ويختار المخرج ويصنع التوليفة بين مجموعة الممثلين، وهو المسئول عن التوزيع، فهناك أعمال جيدة جداً عرضت ولم تنجح لأنها ظلمت في توزيعها، فأي مشروع فني يبدأ وينتهي من عند المنتج.
أحد المنتجين صرح ذات مرة "بأن مهنة الإنتاج غير مربحة بالشكل الذي يتخيله الجمهور" ما رأيك في هذا التصريح؟
منذ عشر سنوات أحد المنتجين قال لي جملة نصها" مفيش منتج بيموت معاه فلوس"، وهذه جملة واقعية للأسف الشديد، لأن في بعض الأوقات تكون الثقة بالنفس عالية جداً عند البعض، ويكون هناك إحساس داخلي قوي بأن أي عمل أنتجه سينجح، وهذا أول بداية طريق الفشل من وجهة نظري.
هل تعتقد أن منظومة العمل الرمضاني التي تشمل التصوير سريعاً والكتابة والعمل يصور ويعرض، هي سبب ضعف بعض النصوص الدرامية التي عرضت في المواسم الأخيرة؟
المشكلة الأكبر من وجهة نظري أننا ننتظر عندما ينتهي الموسم الرمضاني ثم نفكر فيما سيحدث في الموسم القادم، وغالباً يتم إنتاج نفس الأنواع والأنماط التي نجحت مع الجمهور في الموسم الذي أنتهى، لا يوجد خطة طويلة المدى لما سيحدث في المواسم القادمة، أنا على سبيل المثال تعاقدت على عمل لموسم 2023 ولدي خطة لما سأصنعه في الموسم القادم وما بعد القادم، فهذا ما أقصده أن يجب أن تكون هناك خطة للمواسم القادمة حتى نصنع أعمال أكثر تميزاً وإختلافاً وتنوعاً.
ما الذي ينقص منظومة الانتاج في مصر من وجهة نظرك؟
أتمنى أن يكون هناك جرأة وتنوع أكثر، فعندما يتحدث مسلسل عن حارة شعبية وينجح، تجد الموسم الذي يليه نصف الأعمال تنتج عن الحارة، فليس معنى أن عمل عن الحارة نجح أن كل الأعمال التي ستعرض عن الحارة ستنجح، فكرة اللعب على المضمون، هذه فكرة خاطئة لأن لا يوجد مضمون واضح وصريح، الأمر نسبي، العمل الذي نجح هذا العام عن موضوع ما، قد يعرض عمل آخر في موسم تالي عن نفس الموضوع ويفشل أيضاً، وأعود وأكرر أن موسم 2013 كان موسماً ناجحاً وخارقاً للعادة لأن الموضوعات فيه كانت خارج الصندوق وأكثر تميزاً وإختلافاً وتنوعاً، فأنا أرى أننا في حاجة لموسم مثل 2013 مرة أخرى، نحتاج لصناع يفكرون خارج الصندوق ويتناولون موضوعات بجرأة أكثر.
هل تشعر أن أغلب الموضوعات الدرامية لدينا محصورة في تيمات محددة مثل " جريمة القتل، فقدان الذاكرة، المرأة التي يتصارع على حبها أكثر من رجل"؟
أعمال مثل تحت السيطرة أو بدون ذكر أسماء أو لعبة نيوتن، هذه الأعمال حققت نجاحاً كبيراً جداً، لماذا؟ لأنها خرجت عن الأطار التقليدي، وتناولت موضوعات مختلفة ومتنوعة بشكل جيد، ودعني أقول لك شيئاً أن كلما أحترمنا عقلية المشاهد وقدمنا له أعمال لا تستخف بعقله، ومكتوبة ومصنوعة بشكل جيد، سيحترم هذه الأعمال وسيشاهدها بشغف.
البعض تحدث على أننا نحتاج لمفهوم "الشو راننر"، لتطوير النصوص الدرامية، ما تعليقكك؟
قبل إنتاج أول عمل درامي لي، ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأخذت كورسات متعددة في كافة عناصر العمل الدرامي، وعندما عدت إلى مصر ومارست الانتاج لم أطبق 30 في المئة من الذي تعلمته في الولايات المتحدة الأمريكية، لأن هناك نظام موجود بالفعل، لكي نغيره نحتاج لوقت طويل جداً، فإذا طلبت من مؤلف ما أن يكون شو راننر فهو سيقوم بجزء من دور المنتج والمخرج والكاتب، هل سيتقبل كاتب العمل ومخرجه هذا الأمر؟! ثم هل سأستطيع تعويضه مادياً لمدة عامين سيتفرغ لهم للمشروع، فالمسألة معقدة جداً بكل تأكيد.
ما الذي تحتاجه صناعتي الدراما والسينما حتى تكبر وتزدهر بشكل أكبر مما هي عليه الآن من وجهة نظرك؟
نحتاج أن سعر الدقيقة الإعلانية يرتفع بشكل كبير جداً، فالثلاثين ثانية إعلانية في الولايات المتحدة الأمريكية تساوي 2.3 مليون دولار، سعرالدقيقة الاعلانية عندنا 60 ألف جنيه !! هناك فارق رهيب يعود بالنفع على مستوى جودة المسلسلات والبرامج الأمريكية، في السينما الفيلم الأمريكي يعرض في 500 قاعة، عندنا يعرض في 100 قاعة فقط، لذلك نحتاج إلى زيادة سعر الدقيقة الإعلانية في الدراما، وفي السينما نحتاج إلى زيادة عدد القاعات، وإذا تحقق هذا الأمر سيتغير شكل صناعتي السينما والدراما بالكامل.
هل تعتقد أن هناك بعض الأعمال الدرامية عندنا أصبحت متأثرة بالسويشيال ميديا؟
فكرة إشراك الجمهور في العمل الدرامي موجودة في الدراما الأمريكية وبشكل علمي أكبر، لكن عندنا لأن الأعمال تصور في رمضان، فالممثل يشاهد رد فعل الجمهور على الحلقات وهو يصور، فيرتبك، وهذه من أهم الأسباب التي تدفعني دائماً لمحاولة إنهاء التصوير قبل رمضان، لأن ردود الأفعال على السويشيال ميديا لحظية وقد تكون غير موجودة في الشارع على سبيل المثال.
هل تعتقد أن بعض النجوم أصبحوا يغالوا في أجورهم بشكل كبير جداً؟
لا، دعني أقول لك شيئاً الممثلين ولاعبي الكرة لديهم شئ خاص وهو أنهم لا يقبلون أن يكونوا أقل أجراً من زملائهم، إذا حصل زميله على 10 قروش يحصل هو على أجر أكبر أو مثله ولكن ليس أقل منه، وهذا موجود في قطاعات كبيرة جداً بالمناسبة، ولا أستطيع أن ألوم فيه أحد بصراحة.
العلاقة بين المنتجين والنجوم حولها الكثير من اللغط، ما هي حدود علاقتك بالنجم؟
تحكمنا قواعد، لأن مهما كان النجم موهوباً إذا لم يكن لديه ثقافة الاختلاف، ويعرف أنه يعمل داخل منظومة عمل، فلن أستطيع العمل معه.
الملاحظ الآن أن بعض النجوم أصبح لديهم المؤلف والمخرج الخاص بهم، هذه الدوائر المغلقة تمنع الفرص عن شباب وعناصر أخرى موهوبة لأنها ليست قريبة من دوائر النجم، هل تتفق معي؟
فكرة أن مجموعة تعمل مع بعضها أكثر من مرة هذا لا يسمي شللية، هل الأعمال التي قدمها عادل امام مع وحيد حامد أو يوسف معاطي، تندرج تحت مسمى الشللية؟! إطلاقاً، فأنا على سبيل المثال أحب صبري فواز وسلوى خطاب، وعندما أقرأ أي نص، أجدهما يصلحان لأداء أدوار معينة في النص الذي أقرأه ، لأنهم موهوبين ومخلصين ومتعاونين جداً ولدينا سلسلة أعمال ناجحة من قبل، ففي البداية والنهاية هي مسألة "راحة" أرتاح في العمل مع نجم أو مؤلف أو مخرج ما، فنكرر التعاون سوياً.
هل تعتقد أن التلفزيون سينحصر دوره مع الوقت، وسيذهب الجمهور إلى مشاهدة المنصات المختلفة؟
من خمس إلى سبع سنوات التلفزيون سينحصر دوره على ثلاث أشياء "برامج التوك شو، مباريات الكرة، المحتوى الخاص بالأطفال"، لأن الديجتال يعطي حريات كبيرة جداً للمشاهد في مشاهدة العمل وقت ما يرغب، وفي أي وضع يحبه، فنحن أصبحنا في زمن الصغار في السن، والصغار لا يحبون كبت حرياتهم بإعلانات أو مواعيد مشاهدة محددة.
هل تعتقد أن ذوق المتفرج أصبح سريع جداً ويتغير بإستمرار؟
هناك أمر يهتم به صناع الإعلانات وهو أنه في خلال ثانيتن يكون المتفرج قرر هل سيكمل مشاهدة الإعلان أم لا، هذا الأمر أصبح يطبق حالياً في صناعة المحتوى، فأصبحت المنصات الكبرى مثل نيتفلكس تعرض في بداية أول حلقة من مسلسل الصورة بشكل مختلف، ومشهد إيقاعه سريع ولاهث لأنها تعلم أن في خلال دقيقة على الأقل إذا لم ينجذب المشاهد للعمل سيغلقه ويشاهد عمل آخر، كما أن القائمين على منصة نيتفلكس يعلمون أنت شاهدت البرومو مرة واحدة أم أكثر من مرة، وأغلقت الفيديو فأي دقيقة من خلال مقاييس علمية دقيقة جداً لكي يصنعون لك عمل تنجذب له من أول دقيقة، لأنهم يعلمون أن ذوق المتفرج أصبح يتغير باستمرار.
هل طبيعة الجمهور العادي تغيرت أصبحت أكثر حدة وشراسة خصوصاً مع ظهور السويشيال ميديا؟
فكرة أن هناك بعض الأشخاص يعملوا متابعة لشخصيات عامة لكي يشتموهم فقط هذه فكرة غريبة جداً، فما المنفعة التي ستعود عليه من سب الشخصية العامة ؟! فللأسف الشديد هناك شريحة من جمهورنا أصبحت حادة جداً.
ما الدور الذي لعبته الشركة المتحدة؟ وهل ساعدت أم عطلت الدراما من وجهة نظرك؟
قبل المتحدة، كانت الأجور خيالية لكثير من النجوم والنجمات، والذى ترتب عليه أيضا ارتفاع فى أجور المخرجين والمؤلفين، ومن ثم بيعه للقنوات بأجر كبير ومبالغ فيه لا تغطى القنوات نفقاته، مما جعل القنوات الفضائية غير قادرة على شراء المسلسلات، ولا تعطى للمنتج أمواله التى أنفقها، وأعرف منتجين لم يستطيعوا الاستمرار من جراء ذلك، كما أن هناك ممثلة كانت تحصل على 500 ألف جنيه في السينما وفي الدراما كانت تحصل على 22 مليون جنيها، فوجود كيان ينظم العملية الانتاجية كان حتمياً، وأعتقد أن عاماً تلو آخر دور المتحدة سيختلف أكثر فأكثر لأن وجودها إستراتيجي في المقام الأول ومفيد للصناعة بشكل عام.
كل الظروف الصعبة المحيطة بهذه المهنة، هل دفعتك ذات مرة للتفكير في التوقف؟
مما لا شك فيه أن كل عام يمر على الواحد، تأتي عليه لحظات يقول لنفسه "كفاية كدا" لكن الحب والشغف بالمهنة يدفعني دائماً للاستمرار.
هل ستتجه للسينما الفترة المقبلة؟
الأعوام القادمة سيكون لي أكثر من عمل سينمائي مختلفين ومتنوعين بشكل كبير.
لو جاءك شخص يريد إنتاج عمل لأول مرة، ماذا ستنصحه؟
يجب أن يفهم أن ما يقدمه يشاهده جمهور كبير جداً ويتأثر به، فالانتاج ليس أموالاً أو شهرة فقط هو مسئولية وصبر وعوامل أخرى كثيرة بعيدة عن الأموال والشهرة.
الإنتاج علمك إيه؟
الصبر وعدم شخصنة الأمور.