قبل عرض مسلسل "ليه لأ 2" كان الحديث هل سينجح الموسم الثاني كما نجح الموسم الأول؟ ما هي القصة هل هو استكمال لنفس الأحداث أم قصة جديدة؟
ومع بدء عرض حلقات المسلسل كل أسبوع، دخلنا في أجواء المسلسل أكثر وأكثر وعشنا مع قصة الطبيبة "ندى" منة شلبي وعلاقتها بالطفل "يونس" والقرار الصعب الذي اتخذته بتكفلها به.
نرشح لك: تعرف على نهاية مسلسل "ليه لأ 2" ... ما مصير علاقة "يونس" وندى"؟
المسلسل مختلف عن الجزء الأول، ناقش قضايا مهمة بداية من فكرة تبني طفل يتيم، ونظرة المجتمع له، وقضية تأخر الفتاة عن الزواج وكيف يؤثر هذا على حياتها، وتناولها دون الضغط على مشاعر الجمهور، لن يجبرك على البكاء، أنت تشاهد القصة وتستمع بها وتنتظر الحلقة الجديدة لتعرف ماذا سيحدث.
الخطوة الأولى
بداية أي عمل دائما تكون أهم خطوة لجذب الجمهور، في هذا المسلسل تعرفنا على الطبيبة "ندى" التي تعرضت لموقف صعب وجدت نفسها معها طفلة صغيرة تركتها والدتها لها في الشارع، ومن خلال رحلة بحثها عن مكان لإيواء الطفلة، نتعرف على حال دور الأيتام في مصر، ما بين دار يعامل الأطفال بقسوة ودار آخر يعامل الأطفال برفق، من خلال مشاهد بسيطة ألقى المسلسل الضوء على مشكلة مهمة، يدفعك للتفكير في زيارة هؤلاء الأطفال ومساعدتهم.
في البداية تظن أن القصة ستكون حول "ندى" والطفلة الصغيرة، ولكن فجأة يتغير مسار الحكاية بظهور الطفل "يونس"، لنرى القدر الذي يغير من حياتنا في لحظة، وضع هذا الطفل في طريق "ندى" ليغير حياتها وطريقة تفكيرها واهتماماتها، وتواجه معه المجتمع ويصبح هو مصدر سعادتها.
مناقشة فكرة تبني طفل والمسئولية التي يتحملها الشخص الذي يتخذ هذا القرار، مسئولية نفسية أكثر منها مادية، قرار صعب وسط مجتمع لا يستطيع تقبل الفكرة، والمشكلة الأكبر أن الطبقات الأعلى والمفترض أنها المثقفة هي التي لم تتقبل الفكرة، لكن في النهاية ستشعر أنك تريد أن تتبنى طفل وتساعده، تدخل الفرحة على قلبه.
معاناة "ندى" في إقناع شقيقها بتقبل وجود "يونس" ونظرته وزوجته له على أنه طفل من "الشارع" لا يمكن لأولادهما الاقتراب منه، وكأنه مرض قد يصيبهما، طفل صغير عمره 7 أعوام لا حول له ولا قوة ينفره الجميع.
كانت هذه من أهم نقاط قوة المسلسل، فكرة تقبل الآخر هو لم يختر هذا الطريق لنفسه فكيف تحكم عليه، كيف ترى نفسك من طبقة عليا مثقف تدخل أولادك مدارس أجنبية حتى يتلقوا أحسن تعليم، وفي نفس الوقت ترفض تقبل طفل صغير لكنه يتيم من دار أيتام.
تفاصيل الشخصيات
في هذا المسلسل عرضت أكثر من قصة منها قصة "سالي وراجي" وفكرة إصابة شخص بالاكتئاب، شخصية "سالي" دنيا ماهر تستحق الدراسة، أم فقدت ابنها بعد ارتفاع درجة حرارته، تحمل نفسها المسئولية تعيش في اكتئاب لمدة 3 سنوات، ترفض الحياة ترفض كل شيء حولها، ترفض حتى العلاج، ليس هذا وحسب بل تحرم زوجها من الحزن على ابنه وكأنه ليس له الحق في ذلك، تلك الشخصية موجودة في مجتمعنا دون أن ندرك قد يصاب أيا منا بالاكتئاب نتيجة لظروف نضع فيها، ولكن كيف نخرج منه، الإجابة هي مساعدة أنفسنا والاطمئنان لمن حولنا ممن يحاولون مساعدتنا، كانت شخصية "راجي" التي قدمها الفنان تامر نبيل شخصية الزوج المثالي داعم لزوجته يقف بجانبها في أصعب الأوقات يتحمل ويكتم أحزانه ليعطيها هي مساحتها.
نموذج آخر للرجل المثالي هو "صلاح" أحمد حاتم الأب الذي قرر الاهتمام بابنته بعدما تخلت الأم عن مسئولياتها، يضحي بأي شيء من أجل سعادة صغيرته، حتى وإن كان هذا على حساب سعادته، نموذج لرجل قد لا نلتقي به كثيرا لكنه موجود في حياتنا.
مشاكل المرأة
القى المسلسل الضوء على قضايا ومشاكل تهم المرأة، مثلا فكرة تأخر الفتاة عن الزواج، والمثال هو "ندى" لم تفكر في الارتباط ولكن فجأة بدأت تشعر أنها تريد أن تصبح أما وكيف سيحدث هذا إذا تأخرت في الزواج، فكان قرارها بتبني طفل.
المشكلة الأخرى التي ألقى المسلسل الضوء عليها هو اكتئاب ما بعد الولادة من خلال شخصية "رانيا" سارة عبد الرحمن، قد تراها دائما الأم الأنانية التي فضلت حياتها العملية عن ابنتها، ولكن "اكتئاب ما بعد الولادة" هو شيء موجود تصاب به بعض النساء منهن من يتجاوزنه ومنهن من يقعن ضحية له، يرفضن كل شيء يتعلق بالطفل، تحتاج المرأة في هذا الوقت إلى الاحتواء ومحاولة مساعدتها للخروج من المحنة وليس النظر إليها كشخصية أنانية.
الاهتمام بالتفاصيل
"يا لهوي يا لهوي يا لهوي" الكلمة الشهيرة للطفل "يونس" التي ستقرأها وتجد نفسك تسمعها بصوته، كلمة يقولها دائما عندما يعجب بشيء، تفصيلة صغيرة ضمن تفاصيل كثيرة اهتم بها القائمون على العمل.
ملابس "يونس" في الدار ثم ملابسه بعدما أصبح يعيش مع "ندى" أسلوبه في التعامل، كلها إشارات لتعرف أن للأطفال ممن يعيشون في دور أيتام حق علينا جميعا أن نجعل حياتهم أفضل، هو نفس الطفل الذي كان يرتدي ملابس عادية، أصبح أكثر أناقة وجمالا بعدما عاش في منزل بمفرده.
وبعيدا عن هذا كان اختيار أماكن التصوير والإضاءة الطبيبعة عامل مهم للتأثير على المشاهد، في الفترة الأخيرة كانت أغلب الأعمال يتم تصويرها في قصور فخمة وديكوات فاخرة، لكن في هذا المسلسل التصوير في منطقة مصر الجديدة وشقة عادية، تشعر أنه شارعك ومنزلك الذي تسكن فيه.
ونضيف لهذا الموسيقى التصويرة لخالد كمار التي تسحرك بمجرد أن تستمتع لها، تدخل الموسيقى في المشهد بهدوء ساحر، تستمتع بها كما تستمتع بالأبطال.
ومن أكثر اللقطات التي ظهر فيها اهتمام المخرجة بالتفاصيل مشهد في الحلقة الأخيرة تجلس "ندى" مع "يونس" ويشاهدان التليفزيون نحن لا نعرف ماذا يشاهدان، ولكن مع بدء حديثهما نسمع موسيقى الفيلم الذي يشاهدانه وهي موسيقى فيلم "Anonimo veneziano" والتي استخدمت أيضا في فيلم "امبراطورية ميم" جاءت الموسيقى مناسبة لحديثهما وكأنها الموسيقى التصويرة للعمل.
الحلقة الأخيرة
جاءت الحلقة الأخيرة لتكمل نجاح المسلسل، لم يرغب الجمهور في نهاية حزينة، وحتى النهاية تركت مفتوحة، هل ستقبل "ندى" وتتزوج "صلاح"، هل ستتركهما "رانيا" يعيشان حياة هادئة، كلها أمور متروكة لك ولتفكيرك وطريقة تناولك للمسلسل.
كذلك اختيار قصة "جحا" وفكرة أنك لن تستطيع أن ترضي الناس، وأن يكون "يونس" بطل المسرحية، لإيصال رسالة أن الناس لن يعجبهم أي شيء وسيستمرون في النظر إلى الآخر والتعليق على كل أفعاله.
في النهاية يمكننا القول أن مسلسل "ليه لأ 2" عمل متكامل، من قصة وإخراج وأبطال واهتمام بكل تفصيلة صغيرة في العمل.
لا يفوتك: تعليقات طريفة من أبطال "البعض لا يذهب للمأذون مرتين" عن الزواج والمأذون والكوميديا
اقرأ أيضا:
شيرين تدخن الشيشة على الهواء وتطلب من جمهورها هذا الأمر (فيديو)
نسرين طافش على السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي ... هكذا أطلت (صور)
الجمهور يشيد بنهاية مسلسل "ليه لأ 2" ... رفع سقف التوقعات
القصة الكاملة لاتهام ياسمين عبد العزيز بتعذيب خادمتها ..صفحة لحقوق المرأة تعيد فتح القضية