مع كل وفاة لأحد العاملين في الفن بمختلف أفرعه وتنوع مهنه تجد جحافل على مواقع التواصل الاجتماعي تتفرغ لمنح صكوك العذاب والتأكيد على أن الفقيد في النار والرد بعنف على كل من يترحم عليه، أحدهم كلف نفسه العناء عند ترحمي على الأستاذ وحيد حامد ليكتب تعليقا يقول فيه "يارب يحشرك معاه في النار" الغريب عند البحث خلف هؤلاء لا تجد أغلبهم من المتشددين دينيا، يمكن تلاقيه مابيصليش اصلا، أو حتى بيصلي لكنه يمارس حياته باعتدال، هو فقط يريد أن يضفي مسحة تدين لمعرفته السطحيه بالدين، ويشعر وكأن مهاجمته لفنان راحل هو صك بالتبعية لإيمانه وإعلان عن أفضلية له في الآخرة طالما بحث عنها في الدنيا فلم يجدها.
ما رأيكم في النظر للموضوع بشكل مختلف، ماذا لو شاهدت اليوم فيلما قديما لأيا ممن أمتعونا؟ إذا وجدت أمامك عبد الحليم حافظ أو فؤاد المهندس أو فريد شوقي أو فاتن حمامة أو سعاد حسني؟ ستجد لسانك يتحرك تلقائيا ليقول "الله يرحمهم"، صدقني إذا كانت نفسك سليمة فستقولها على أي شخص، فكم من الترحمات تصل يوميا لهؤلاء؟
نرشح لك- جانا عمرو دياب تكشف معاناتها من مرض ADHD : مدرستي جعلتني أكره نفسي
خطوة أخرى للوراء، أنظر لجنازة أيا من نجومنا، ستجدها مليئة بالآلاف من المحبين، لن نفتش في نوايا الحضور لكن ما أعرفه أن الحضور الكبير في الجنازة دليل على صلاح حال صاحبها.
فيما مضى وفي خلاف كبير بين رجلين من علماء الدين، قال الامام أحمد بن حنبل "بيننا وبينكم الجنائز حين تمر" وقد قصد وقتها أن جنازة الانسان شاهد له أو شاهد عليه من حيث قربه من الله، وعند وفاته قارنوا بين جنازته التي حضرها الآلاف وجنازة قاضي القضاه أحمد بن داوود والتي لم يحضرها سوى عدد قليل كدليل على صحة موقف ابن حنبل في خلافه الكبير مع ابن داوود المعتزلي.
فماذا لو كان بين الفنان والمختصمين معه الجنائز حين تمر؟ من سيكون الرابح؟
نحن نشغل أنفسنا بما ليس لنا به علم، نداري جهلنا وضعفنا بلسان لم يتعلم جوهر الدين، رحمة الله على كل من امتعونا واعانونا على الحياة، واللهم احشرنا معهم في الجنة بعفوك وكرمك.
اقرأ أيضا:
يحتاج لعلاج مكثف.. مستشار الجمهورية يكشف تفاصيل الحالة الصحية لسمير غانم ودلال عبد العزيز
سمية الخشاب ترقص على "جماله" لـ عمرو دياب في كواليس أحدث جلسة تصوير (فيديو)
بسبب الكورونا.. تأجيل عزاء الفنانة نادية العراقية