<< هذا ما قاله إحسان عبد القدوس للبنى عبد العزيز عندما عرض عليها أنا "أنا حرة"
<< لأول مرة ... عبد الحليم حافظ حاول يتودد لي بد "الوسادة الخالية" وأصبحنا أصدقاء عندما عرف أنني متزوجة
بعد 54 عاما من اعتزالها وهجرتها إلى أمريكا، عادت الفنانة القديرة لبنى عبد العزيز بطلة "أنا حرة"، و"الوسادة الخالية" مرة أخرى، لتطل علينا ليس من خلال شاشات السينما ولا التليفزيون، بل من خلال مذكراتها، التي تقدم لنا فيها قصصًا وتفاصيل ووجها آخر لم نره في جميع أعمالها.
الكاتبة الصحفية والزميلة هبة محمد علي صاحبة مذكرات الفنانة لبنى عبد العزيز، قدمت لنا في كتابها "لبنى ... قصة امرأة حرة" (الصادر مؤخرا عن دار "سما" للنشر والتوزيع) صيدا ثمينا، ولم لا وهى التي استطاعت بعد كل هذه السنين تقديم مذكرات رفضت صاحبتها مرارا وتكرارا تقديمها.
الكتاب بالأسواق يمكنك قراءته، لكن تفاصيل وكواليس الكتاب، وما دار بين كاتبته وفنانتنا الكبيرة، تقصه علينا زميلتنا العزيزة، هنا فقط في FilFan.com.
احكي لنا كان إيه رد فعلها عندما طلبتي منها لأول مرة كتابة المذكرات؟
رفضت رفضا قاطعا.
أول مرة تحدثت فيها عن كتابة المذكرات لم أكن أقصد ذلك فعليا، وإنما جاء في سياق حوار صحفي كنت أجريه معها، وعندما طال الحدي، نظرا لكثرة التفاصيل والحكايات، فقلت لها: انت لازم تكتبي مذكراتك ... فقالت: لا لا ... وبالفعل أثناء كتابتي لمقدمة الحوار ذكرت فيه أنها ترفض كتابة مذكراتها.
وبعد نشر الحوار أعجبها وفوجئت بها ترسل لي رسالة على "واتس آب" تشكرني فيها على الصدق والمهنية في كتابة الحوار، ومن هذه اللحظة تطورت العلاقة بيننا إلى صداقة ومن وقتها نتبادل الاتصالات.
وفي مرة أخرى، وأثناء حديث بيننا عرضت عليها فكرة كتابة المذكرات، فقالت لى نحن نتحدث كأصدقاء، وأنا لا أفكر في موضوع المذكرات ولا أريده.
في المرة الثالثة التي عرضت عليها الفكرة عددت لى أسماء عديدة لكتاب كبار لهم تجارب في كتابة السيرة الذاتية، وأكدت أنها رفضت ولا تزال ترفض كتابة كذكراتها، وكان وراء هذا الموقف الصارم سبب اكتشفته فيما بعد.
فكيف وافقت في النهاية بعد كل هذا الرفض؟
في المرة الرابعة التي عرضت فيها عليها كتابة المذكرات دخلت لها مدخل لطيف، وفي الحقيقة لم أكن أتصور أنها ستستجيب له بهذه السهولة، قلت لها: حياتك بها تفاصيل الناس بحاجة لمعرفتها، خاصة البنات.
وأكدت لها أننا لن نتطرق لنميمة أو أخبار غرف مغلقة أو فضائح، فقط سنحكي تجربتك مع الصعاب الكتيرة التي مررت بها، فانت سيدة حرة (ومن هنا جاء اسم الكتاب).
فوافقت وحكت لي عن تجربة زواجها سرا من المنتج رمسيس نجيب، الذي كان يكبرها بعشرين عاما، ومن ديانة غير ديانتها، بعيدا عن أهلها، حكت بصدق شديد عن المتاعب التي تسبب لها هذا الزواج السري، وتحكي بأريحية وصراحة عن مشاكلها وعيوبها، وهنا تاتي رسائل الكتاب أن كل إنسان لديه مشاكله وأخطاؤه وعثراته وتجاربه.
مَنْ كان صاحب اقتراح اسم الكتاب؟
الاسم جاء من الفكرة نفسها، أنها كانت حرة في قراراتها وحياتها، مررنا بعدة اقتراحات في البداية حتى استقرينا على الاسم النهائي الذي صدر به الكتاب، كان في البداية "سيرة امرأة حرة"، ورفضت كلمة سيرة، واقترحنا "حكاية امرأة حرة" فقالت سمير صبري كتب "حكايات العمر كله"، إلى أن استقرينا على "قصة امرأة حرة" لأنها فضلت أن أحكي أنا القصة على لساني، لا على لسانها، نظرا لخجلها ورفضها الحديث عن نفسها، وكان تواضعها وخجلها من الحديث عن نفسها هو سر رفضها كتابة مذكراتها طوال هذه السنوات.
هل لمستى تشابها بين شخصيتها الحقيقية وشخصيتها الفنية في أفلامها؟
شخصيتها الحقيقية تقترب من شخصيات أفلامها بنسبة كبيرة جدا، فيلم "أنا حرة" تحديدا شخصية البطلة هى شخصية لبنى الحقيقية، وعندما عرض عليها إحسان عبد القدوس القصة قال لها: القصة دي شبهك، أنت متمردة ودائما تنفذين ما تقتنعين به، حتى لو رفضه من حولك.
كما أنها كانت تختار الأفلام شبهها، بها لمحة تحدي وقوة، أكيد ليس جميعها، لكن فى العموم تختار الأفلام والأدوار التي تشبهها، وأكثر الأفلام التي تشبها فيلم "أنا حرة".
هل كان لها طقوس خاصة أثناء الجلوس لكتابة مذكراتها؟
ليس لها طقوس خلال الحكي والكتابة، لكن لها طقوس خاصة في استقبال الناس، حفاوة كبيرة، أكلات ومشروبات وعصائر وشاي وحلويات، وفي كل زيارة يكون الاستقبال حافلا، معطاءة وكريمة بشكل كبير.
كيف تعاملتوا مع ما يخص الفنانين الآخرين الذين تطرقت للحديث عنهم في إطار حكيها؟
مبدأها الذي حافظت عليه طوال كتابة المذكرات كان رفض المساس بأحد، وتمكنا من سرد حقائق وتفاصيل وذكريات لها مع فنانين لا يعرفها أحد دون تجريح.
كانت يجمعها علاقات صداقة كبيرة وقوية مع عمر الشريف، وأحمد مظهر، وأحمد رمزي، وماجدة، ونادية لطفي، وعبد الحليم حافظ، وتحدثت بصراحة دون تجريح وفي إطار علاقتها بهم كأصدقاء.
وكشفت عن محاولة عبد الحليم التقرب منها وإبداء إعجابه بها بعد فيلم "الوسادة الخالية"، وكان فيلم "أنا حرة" هو الفيلم الأول لها، قبل تدخل عبد الحليم وعرض فيلم "الوسادة الخالية" قبله.
إلى أن عرف أنها متزوجة من رمسيس نجيب، فأخذ خطوتين للخلف وظلا أصدقاء، وهي قصة لم يتحدث عنها أحد، وكان آخر من ودعها عند سفرها، وتحدثت رغم ذلك عن غيرته من فريد الأطرش ومحاولته ايقاف فيلم "رسالة من امرأة مجهولة".
ما أكتر ما كان يقلقك أثناء كتابة المذكرات؟ خاصة لفنانة كبيرة كانت ترفض كتابة مذكراتها
أكتر ما أقلقني ألا يعجبها ما اكتبه، أو تطلب تغييره أو حذفه، وبعد الكتابة طبعا قلقة من ردود الأفعال بعد قراءة الكتاب.