ساعات قليلة تفصلنا عن انطلاق النافذة الشتوية لمهرجان برلين السينمائي الدولي الحادي والسبعين (1-5 مارس). في مقال سابق سردنا الأفلام المشاركة في المسابقة الدولية. في هذا المقال نتعرض للمشاركة العربية خلال الدورة، والمتمثلة في ستة أفلام طويلة تُعرض في أربعة برامج، منها ثلاثة أفلام لبنانية وفيلمان مصريان، بالإضافة لفيلم من إنتاج مشترك مصري فلسطيني.
بخلاف الأفلام الستة يُعرض في قسم "المنتدى الموسع Forum Expanded" عرض فيديو Video installation بعنوان "ما كل نجومك إلا رماد في حذائي All of Your Stars are But Dust on my Shoes" للمخرج والفنان البصري هيج إيفازيان الذي يشغل حاليًا موقع المدير الفني المشارك لمركز بيروت للفنون.
نرشح لك: سباق الدب الذهبي.. تعرف على أفلام مسابقة مهرجان برلين
إليكم الأفلام العربية الستة التي نترقبها في برليناله 71..
دفاتر مايا – لبنان (المسابقة الدولية)
الفيلم العربي الوحيد المشارك في المسابقة الدولية هو "دفاتر مايا"، الفيلم الروائي الجديد للثنائي جوانا حاجي توما وخليل جريج، الثنائي الإخراجي الأنجح والأكثر استمرارًا في السينما العربية خلال القرن الحالي. منذ أن أخرجا سويًا "البيت الزهر" عام 1999، قدم جرج وحاجي توما عشرة أعمالًا مشتركة، بين الروائي والوثائقي، الطويل والقصير، منها "يوم آخر" الفائزة بجائزة الإتحاد الدولي للنقاد (فيبريسى) بمهرجان لوكارنو 2005، "بدي شوف" بطولة كاترين دونوف الذي اختير رسميًا لمهرجان كان 2008، والوثائقي "نادي الصواريخ اللبناني" الفائز بأحسن وثائقي من مهرجان الدوحة ترايبكا 2012.
في "دفاتر مايا" يرتكن الثنائي على ذكرى شخصية هي رسائل وتسجيلات تبادلها خليل جريج مع صديقة خلال الحرب الأهلية اللبنانية في الثمانينيات. الأرشيف الذي تحول مادة خام لحكاية مايا، اللبنانية المهاجرة إلى كندا والتي تتلقى شحنة تحمل ذكرياتها خلال الفترة ذاتها، ترفض أن تفتح الشحنة وتستعيد الذكريات، لكن ابنتها أليكس تصر على استكشاف تاريخ والدتها. الفيلم بطولة ريم تركي ومنال عيسى وبالوما فوتيه.
كما أريد – فلسطين/ مصر (مسابقة لقاءات)
فيلم عربي آخر ضمن برامج برليناله التنافسية، وتحديدًا في مسابقة لقاءات Encounters التي استحدثها المهرجان العام الماضي مع وصول مديره الفني الجديد، الناقد والمؤرخ الإيطالي كارلو شاتريان. وهي مسابقة متخصصة في الأفلام ذات الطابعي الحداثي والتي تحاول استخدام طرق سرد مغايرة. يتنافس فيها هذا العام "كما أريد" للمخرجة سماهر القاضي، ليكون تاريخيًا أول فيلم عربي يُشارك في هذه المسابقة.
الفيلم فلسطيني مصري، فلسطيني بحكم جنسية مخرجته، مصري بحكم جنسية إنتاجه (يشير موقع المهرجان لكونه من إنتاج مصري فرنسي نرويجي فلسطيني مشترك)، وكذا بحكم موضوعه الذي يبدأ من خروج القاضي بالكاميرا لرصد احتجاج النساء في مصر ضد حادثة التحرش الجماعي التي وقعت في ميدان التحرير يوم 25 يناير 2013. منطلقة من الواقعة ومن حملها خلال تصوير الفيلم وعلاقتها بوالدتها الراحلة، لربط خبرتها الشخصية كامرأة عربية فلسطينية بقضايا المرأة وكفاحها من أجل المساواة في العالم العربي.
سعاد – مصر (البانوراما)
في يونيو الماضي أعلن مهرجان كان عن قائمة اختيارته الرسمية التي لم تُعرض بسبب كورونا، وكان من بينها "سعاد" ثاني الأفلام الروائية الطويلة للمخرجة أيتن أمين بعد "فيلا 69"، وبعد مشاركة ناجحة في إخراج المسلسل المثير للجدل "سابع جار". الأفلام المختارة لكان عُرضت لاحقًا في مهرجانات أخرى أقل حجمًا، إلا "سعاد" الذي صمم صناعه على الانتظار والرهان على اختيارات برلين، ليظهر الفيلم في قسم البانوراما ليكون أول فيلم مصري (وربما أول فيلم عربي) على الإطلاق يتم اختياره رسميًا للمهرجانين الأكبر في العالم.
سعاد مراهقة من مدينة إقليمية مصرية، تعيش حياة عادية كابنة وأخت وتلميذة، وتمتلك حياة موازية افتراضية عبر هاتفها المحمول. حياة تتسبب في تداعيات خطيرة تخص سعاد ومن حولها، وتتسبب في لقاء غير متوقع بين شخصين لا يجمعهما أي شيء سوى علاقة كل منهما بسعاد. أيتن أمين قررت عدم الاستعانة بأي ممثلين محترفين وصنعت "سعاد" كما ينبغي أن يكون: حكاية معاصرة بوجوه طازجة.
أعنف حب – لبنان (البانوراما)
الفيلم العربي الثاني في قسم البانوراما هو "أعنف حب" أو "حرب ميغيل Miguel’s War" حسب العنوان الدولي، الوثائقي الجديد للمخرجة إليان الراهب، صانعة الأفلام التي تجيد العثور على أكثر الشخصيات درامية وتكوين علاقة تسمح للشخصيات بإظهار جوانب فريدة أمام الكاميرا. أمر شاهدناه في فيلميها السابقين فائقي النجاح "ليالي بلا نوم" و"ميّل يا غزيّل".
في "أعنف حب" تقدم الراهب شخصيتها الجديدة: ميغيل، شاب لبناني نشأ مطلع الثمانينيات لأب كاثوليكي محافظ وأم سورية سلطوية، في وطن تمزقه الحرب الأهلية ويصعب فيه على مراهق أن يُعلن عن ميوله الجنسية المختلفة. ميغيل ينضم لإحدى الجماعات المسلحة المتصارعة لكنه سرعان ما يفشل في التعايش ويقرر الهجرة لإسبانيا. اليوم وبعد مرور عقود، ترصد إليان الراهب حياة ميغيل، مازجة بين المشاهد الوثائقية والتحريك والمسرح والمواد الأرشيفية في فيلم تم تصويره بين إسبانيا ولبنان.
عا أمل تجي – لبنان (البانوراما)
من لبنان أيضًا يأتي الفيلم العربي الثالث والأخير ضمن بانوراما برليناله 2021. الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج جورج بيتر بربري والذي يحمل العنوان العربي "عا أمل تجي" والدولي "موت عذرية وخطيئة ألا تعيش Death of a Virgin, and the Sin of Not Living"، العنوان الطريف المرتبط بقصة الفيلم المستمدة من خبرة شخصية للمخرج.
بربري، وهو لبناني أرجنتيني الجنسية أمريكي المولد، ينطلق في فيلمه من حقيقة اعتياد الشباب اللبنانيين (وفقًا لملف الفيلم الصحفي) اصطحاب أصدقائهم في مرحلة البلوغ لزيارة عاهرة تكون تجربتهم الجنسية الأولى وعتبتهم لدخول عالم الرجولة. بطل الحكاية إيتيان مراهق لبناني يذهب مع ثلاثة من أصدقائه لتحقيق هذا الهدف، دون أن يتوقع أبدًا أن بدخوله تلك الغرفة ستتغير في حياته أشياء للأبد. المخرج الشاب (30 عامًا) يقدم فيلمه الطويل الأول بعد فيلمين قصيرين، ويستعين بفريق تمثيل من الممثلين الجدد يلائم فيلمًا كتب مخرجه أنه من جيل لم يعش الحرب الأهلية لكن عليه أن يخوضها من أجل تشكيل هويته ووجوده.
سبع سنوات حول دلتا النيل – مصر (المنتدى الموسّع)
سادس الأفلام العربية في برليناله 71 تجربة خاصة جدًا، تظهر في قسم المنتدى الموسّع Forum Expanded وهو القسم الذي يخرج من حدود السينما الكلاسيكية لمساحة أكثر رحابة وانفتاحًا على التجريب، فتمتزج فيه عروض الأفلام بالفنون التشكيلية والبصرية وقراءة الكتب وغيرها من الوسائط. القسم الذي اختار فيلمًا مدته خمس ساعات ونصف (331 دقيقة للدقة) يلخص عنوانه موضوعه "سبع سنوات حول دلتا النيل".
بصناعة فردية كاملة من شريف زهيري، الذي قام بإخراج وتأليف وإنتاج وتصوير ومونتاج فيلمه، بعدما حمل الكاميرا الخاصة به وتنقل لمدة سبع سنوات من 2012 وحتى 2019 بين 32 مدينة وقرية في الدلتا، راصدًا تنوع أنشطة المصريين الحياتية في منطقة تعاني من تدهور بيئي، لينتج عملًا فنيًا ممتدًا يتلائم تمامًا مع طبيعة هذا القسم من برنامج مهرجان برلين السينمائي.
اقرأ أيضا:
بسمة وهبة تعبر عن اشتياقها لابنها بصورة جديدة
تطورات الحالة الصحية لأحمد مكي بعد إصابته بكورونا
هالة صدقي: أنا أكبر من أبو أولادي في السن وأهلي كانوا رافضينه
شيرين رضا: أعيش قصة حب مع شاب عمره 28 عاما