هل أسعدك الحظ مرة ونلت "شرف" حضور العرض الخاص لفيلم لنجومك المفضلين؟ ولماذا تقام العروض الخاصة في الأصل؟ وما الفرق بينها وبين حجز تذكرة بمنتهى الهدوء والذهاب إلى أي حفلة أخرى لتشاهد الفيلم الجديد؟
العروض الخاصة عالم آخر ، قد تعرف من خلال ساعاتك القليلة فيه حقيقة الوسط الفني بأكمله ، ووسائل الدخول إلى هذا العالم عديدة ، لكن قد يكون من أصعبها أن تكون من أصحاب لقب "صحفي" ، على الرغم من أن معنى كلمة عرض خاص هو العرض الذي يشاهده الصحفيون والنقاد ، وقد يشاركهم أبطال الفيلم ليكونوا أول من يشاهد الفيلم ، وتتبادل الآراء بين أهل الصنعة ومقيميها.
التعريف السابق سرعان ما يتلاشى مع حضورك لحفل العرض الأول مثل حفل فيلم "السفارة في العمارة" ، فرحلة حصول الصحفي على دعوة الحضور إلى العرض الخاص تمر بمراحل كثيرة ، أولها معرفة من المسئول أساساً عن تنظيم الحفل ، والمفروض أنهم مسئولو شركة الإنتاج ، إلا أن الأمر لا يكون بهذه السهولة ، فمعظم شركات الإنتاج لا تملك مكتب إعلامي أو على الأقل مكتب علاقات عامة ينظم العلاقة بين الصحافة والفيلم ، ويحدد قوائم المدعوين إلى العرض الخاص.
إتصال بسيط إلى مسئول مهم في هذه الشركة قد ينقذك من ورطة البحث عن الدعوة المفقودة ، "خلاص نتقابل عند باب السينما ، وكلمني وأنا هأتصرف" ، هكذا كان الحال مع مراسلا filbalad.com بعد نفاذ الدعوات الخاصة رغم تكرار طلبها من الشركة.
وتم الإتصال على باب السينما الذي كان أشبه بيوم الحشر ، ليأتي صوت المنقذ "يا جماعة أنا مش عارف أدخل أساساً ، أول لما أعرف هاكلمكم" ثم يغلق الهاتف ، وتبدأ تشعر وكأنك تنحشر في وسط الجموع المنتظرة رؤية نجمهم يمشي على الأرض التي يقفون عليها - سبحان الله - وتتكرر الإتصالات والرسالة الإلكترونية تجيبك فيما معناه "ضاع أملك في الدخول".
الأمر لا يتوقف على دعوة خاصة تفتح لك ثغرة بين قوات الأمن ، وهذا ما تكتشفه في العرض الخاص لفيلم "ملاكي إسكندرية" ، بعد مرور مراسلي filbalad.com من بوابات الأمن بفعل الدعوة السحرية ، ثم يفتش رجال السينما الحقائب ، ليجدوا المفاجأة "كاميرا ، ومسجل .. ممنوع يا أستاذ" متناسين تماماً أنها من أدوات الصحفي المهمة ، ليبدأ شعور الفشل يتسلل إليك مع محاولات إقناعهم بأن كاميرا الفوتوغرافية لا يمكن ان تسجل الفيلم ، ولا يستطيع الصحفي أن يتخلى عن مسجل الصوت في لقاءاته ، إلا ان هذا التعسف سرعان ما ينهار أمام كاميرات الفضائيات التي تدخل إلى دار العرض قبل بدايته ، ولاتخرج إلا بعد لقاء النجوم.
أمام هذه التفرقة العنصرية ، يصبح الخيار هو البقاء مع الكاميرا والإنتظار حتى نهاية الفيلم لمقابلة الأبطال ، إلا أن ذلك لم يحسن من الأمور كثيراً ، فمع آخر مشهد في "ملاكي إسكندرية" تنطلق صافرات المعجبين وصرخات المعجبات ، وتندفع الجموع الجماهيرية ، ووسطها يحاول المراسلان الوصول إلى أبطال الفيلم ، ومع كل محاولة للحصول على تصريح من ممثل أو مخرج ، يأتي معجب ليلتقط صورة مع نجمه ، الأمر نفسه حدث مع مراسل filbalad.com عند ذهابه إلى العرض الخاص لفيلم "سيد العاطفي" لكن مرور المذيعة بوسي شلبي أمامه ووراءها طاقم التصوير ، أغراه بإتباع طريق غير شرعي لهدف شرعي ، وانضم إلى طاقم التصوير ، ودخل القاعة في هدوء.
الأمر لم يتوقف عند احتكاكات طفيفة بين الجمهور ورجال الأمن والصحفين ، بل قد تتطور الأحداث إلى عراك بالأيدي ، فبعد خروج أبطال فيلم "ملاكي إسكندرية" أحاطهم رجال الأمن حتى أوصولهم إلى غرفة تحجبهم عن الجموع ، قد تتصور أنها غرفة المؤتمر الصحفي عقب الفيلم ، لكن نفس التفرقة تفاجئك عندما تتشابك الأيدي بين رجال الأمن لمنع أي صحفي من الدخول ، ولا يفتح الباب إلا لكاميرات المحطات التليفزيونية ، لكن خليط من المعجبين والصحفين المستائين من التفرقة تجمعوا معاً ، وقدموا مشهداً من أحد الأفلام الملحمية ، دفعة .. دفعتان وانفتح باب المدينة.
طبعاً الإنتصار الذي تحقق أعقبه ضحايا من الجانبين ، كان من بين ضحايا الإقتحام مصور جريدة أخبار اليوم ، الذي دخل في عراك بالأيدي مع رجل الأمن ، خسر على أثره كاميرته الصحفية ، وخسر رجل الأمن قميصه الذي تحول إلى أشلاء عقب المعركة ، وفي الخلفية كان أبطال الفيلم يهرعون واحد تلو الآخر على سلالم الهروب الخلفية الملحقة بدار العرض.
يتبع>>>