من منا لم يتابع الأولمبياد ويتفاعل مع اللاعبين المصريين خاصة في ألعاب رفع الأثقال وتألق لاعبات فيها، نشجع ونتحمس حتى يتم عزف النشيد الوطني بعد الفوز بالميدالية الذهبية، نحتفل بالبطل الرياضي فور عوته، ثم ننساه لا نعطيه الدعم أو حتى نعرف الظروف التي يعيشها حتى يصل للبطولة.
هنا تأتي أهمية فيلم "عاش يا كابتن" للمخرجة مي زايد التي عاشت مشوار الفتاة "زبيبة" التي تلعب رفع الأثقال وما تمر به من إحباطات وقلق وخوف ثم تقف على قدمها لتحقق بطولة.
الفيلم التسجيلي "عاش يا كابتن" يمثل مصر في المسابقة الدولة للدورة الـ42 من مهرجان القاهرة السينمائي، وعن الفيلم وكواليسه والتحضير له كان معنا هذا الحوار مع مخرجته مي زايد.
ما شعورك بعد مشاركة فيلم "عاش يا كابتن" في مهرجان القاهرة السينمائي وفي المسابقة الرسمية؟
- سعيدة جدا بالمشاركة في مهرجان القاهرة، من اللحظة الأولى وقت تحضيري للفيلم كنت مهتمة جدا أن يشاهد الجمهور المصري فيلمي كان هذا في مقدمة أولوياتي، وأن يعرض في المهرجان هو أمر كبير خاصة أنه الفيلم التسجيلي في المسابقة، وهي خطوة مهمة لهذه النوعية من الأفلام مشاركته في مهرجانات كبرى تساعد في توزيعها بعد ذلك.
وكيف رأيت ردود فعل الجمهور بعد عرضه؟
- كنت سعيدة بردود الفعل بعد عرض الفيلم، كانت أكبر من أي توقع لي حتى الفتيات المشاركات في العمل سعدن كثيرا بذلك، بالنسبة لي من اللحظة الأولى كنت أرى أن هذا الفيلم لابد أن يكون تسجيلي حتى يترك هذا الأثر، كنت أشعر أنه إذا قدمت الفكرة في فيلم روائي مع ممثلين قد لا يتفاعل الجمهور بنفس الشكل، حتى وإن كانت نفس الحكاية الملهمة، عرضت الأشخاص الحقيقيون بلا أي تجميل، كانت الفكرة أن يشعر الجمهور أنه ذهب وحضر تدريب للفتيات.
قبل مهرجان القاهرة عرض الفيلم في مهرجانت أخرى خارج مصر، كيف استقبله الجمهور هناك؟
- كان تقبل الجمهور في المهرجانات الأخرى أكبر من توقعاتي أيضا، لم أتمكن من السفر بسبب ظروف كورونا، ولكن كنت اتلقى رسائل وتعليقات حول الفيلم، وكنت سعيدة للغاية بردود الفعل وبالجائزة هذا حلم أي مخرج أن يحقق النجاح على جانب الجوائز والجمهور.
حدثينا عن رحلتك مع الفيلم
- تابعت نهلة رمضان عام 2003 مثلي مثل أي واحد من الجمهور عندما حققت بطولة العالم، وكانت حكايتها مؤثرة بالنسبة لي، في هذا الوقت لم يكن لي علاقة لا بالسينما أو الرياضة، مرت السنوات حتى عام 2014 التقيت بالكابتن رمضان عرفني عليه عمروش بدر مخرج الوحدة الثانية، وسعدت كثيرا وجدته لازال مستمر في التدريب ويساعد الفتيات لتحقيق البطولات، فقررت أن أقدم الفيلم عن هذا المكان ذو الإمكانيات البسيطة لكن كل من فيه لديه شغف لتحقيق شيء ما.
وما سبب اختيارك لـ"زبيبة" ليكون فيلمك عنها؟
- في البداية كنت أفكر في متابعة واحدة من الفتيات، ثم فكرت في متابعة 3 فتيات في مراحل عمرية مختلفة، لكن بعد مرور الوقت، شعرت أن أسماء أكثر فتاة قريبة من الكابتن رمضان، كانت علاقتهما أقرب للأب بابنته، أيضا هي كنت فتاة صغيرة تبدأ رحلتها شعرت أن هذا مناسب للفيلم، كما أن الكابتن رمضان أيضا كان متحمسا لـ"زبيبة"، أيضا كان هناك شيء يجمعني بها، أنها ليست شخصية تتحدث كثيرا مشاعرها مكبوتة بداخلها وهي تشبهني في ذلك، وجدت فيها كل مواصفات بطلة فيلمي.
هل كانت "زبيبة" متقبلة فكرة أن يتم تصويرها لوقت طويل؟
- طوال الوقت كانوا يظنون أني صحفية سأصور تقرير وأذهب، حتى كانوا ينظرون للكاميرا ويتحدثون، وكنت أحاول توضيح الأمر لهم أنني أصور فيلما ولا أريدهم ينظرون للكاميرا، فقط يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، في البداية بعض الفتيات رفضن التصوير، وطلبت منهن إذا شعرن بعدم الراحة من التصوير يخبروني وأنا سأوقف التصوير، هذا لم يحدث طوال السنوات إلا مرة واحدة، كانت "زبيبة" تشارك في بطولة وكنت أقرب الكاميرا من وجهها، فشعرت بالتوتر وطلبت أن ابتعد قليلا وفعلت ذلك، كان هناك ثقة بيننا وفي المونتاج كنت أحذف أي مشهد لا يريدونه، وأظن أنهم فهموا فكرة الفيلم عندما شاهدوه العام الماضي بعد مونتاجه.
متى بدأت تصوير الفيلم؟
- بدأت عام 2014 وانتهيت من الفيلم في 2018.
أصعب موقف مررتي به مع الفتيات؟
- كان موقفا شخصيا، خلال تصويري للفيلم تعرضت لإصابة في عنقي جعلتني لا استطيع الوقوف لفترة طويلة أو النظر إلى اليمين أو الشمال، وكنت مضطرة للذهاب إلى التصوير، وعندما كنت أراهن يرفعن الحديد خلال إصابتهم، كنت أشعر أنني سأقوم بتنفيذ الفيلم رغم إصابتي، حتى أن واحدة منهن قامت بعمل بعض العلاج الطبيعي لي.
ما الصعوبات التي تواجه تنفيذ الفيلم التسجيلي؟
- أي سينما مختلفة تواجه صعوبات، الفيلم التسجيلي أصعب لأنه لا يوجد لديك سيناريو مثلا تقدميه، لديك فكرة وتبدأي في تنفيذها، في هذا الفيلم أول 3 سنوات لم يكن لدي أي دعم، ولكن قررت مع فريق العمل أنه مهما حدث حتى وإن لم نحصل على أي دعم سنكمل الفيلم، ولكن بعدها حصلنا على بعض المنح التي ساعدتها على استكمال الفيلم، هناك منح حصلنا عليها بعد رابع مرة نقدم فيها، هناك منحة أن نقوم بمكساج الصوت في الدنمارك وكان هذا شيء جيد لتبادل الخبرات، في النهاية انتهى الفيلم بالشكل المناسب الذي كنت أريده.
ما جديدك للفترة المقبلة؟
- أعمل حاليا على فيلم روائي طويل، انشغل في كتابته هذه الفترة.
اقرأ أيضا:
هل يتشابه الملصق الدعائي لفيلم "ثانية واحدة" مع فيلم Zero؟ شاهد واحكم بنفسك
ببطن مكشوف... يسرا اللوزي تتعرض للانتقادات بسبب صورة جريئة أثناء الحمل