يوم واحد يفصلنا عن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ42 التي تنطلق في ظروف استثنائية وسط اجراءات احترازية مع انتشار فيروس كورونا.
القاهرة السينمائي- 7 أفلام في مسابقة "أسبوع النقاد الدولية"... أزمات فترة المراهقة ودراما نفسية
ورغم كل الظروف استطاع القائمين على المهرجان الحصول على مجموعة متميزة من الأفلام من جنسيات مختلفة تنافس على أهم الجوائز، وفي هذا التقرير نتعرف على أفلام مسابقة آفاق السينما العربية.
حد الطار
عرض عالمي أول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، سعودي، روائي، مدته 80 دقيقة، من إخراج عبد العزيز الشلاحي
تدور أحداث القصة مع نهاية التسعينيات وفي مدينة تشبه المملكة الغامضة، يقع ابن السياف في حب ابنة مغنية الأفراح الشعبية، في مفارقة اجتماعية مبنية على بيع الفرح وشراء الموت، ويصبح السؤال أيهما يمكن أن يتخلى عن أحلامه في مقابل أن يصبح عالمهما مكانًا أفضل؟
في عوالم خفية تفصلها العادات التي تمنع على أهلها إشباع غريزة الأكتشاف إلا عبر الذاكرة والقصص المكتوبة، يحاول صناع الفيلم النفاذ إلى ما تحت الغطاء الاجتماعي، حيث زمن ما قبل موجة الحراك بالمملكة، عبر قصة حب تشبه مجتمعا ظل خامدا لسنوات ثم استيقظ على ضرورة أن يكون هناك ما يمكن أن يجمع نقيضين، بينما يلوح الماضي كذاكرة من حجر لا سبيل لتجاهل نقوشها المدموغة بالصرامة والدم.
ع السلم
عرض عالمي أول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مصري، وثائقي، مدته 72 دقيقة، من إخراج نسرين الزيات
كيف يمكن للكاميرا أن تساعد المخرجة الشابة على تكريس الماضي كذكرى جميلة ومعايشة الحاضر كلقطة ملونة والنظر إلى المستقبل دون خوف من فقدان جديد.
ما بين منزل الأب الذي يعاد ترميمه من أجل إبقاء رائحة الزمن القديم في متناول الذاكرة، وبين الخوف على رضا الأم التي تمثل أطيب ما في الحاضر الكئيب، تقطع المخرجة رحلتها الداخلية ما بين سؤال وسؤال، ما بين زمن وزمن كلاهما حاضر ومؤكد لا فرار منه، تبدو الكاميرا مثل شخص طيب تستقبله أسرتها وسط تفاصيلها البسيطة، تبوح أمامه بتواضع وبراءة، ترصد ما هو ساكن، وتعيد تمجيد الراحل الذي ينتقل معهم من بيت لبيت لأنه موشوم في القلب.
خريف التفاح
عرض عالمي أول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، روائي، مغربي، مدته 121 دقيقة، من إخراج محمد مفتكر
تدور أحداث الفيلم في بيئة تبدو كبقايا جنة نائية يتلقى الابن دروسا قاسية عن الحب والحياة والبشر على يد الأب غريب الأطوار في محاولة للإجابة على أسئلة الحياة الصعبة.
من عيني الفتى الريفي ساكن البيت الذي تنمو شجرة التفاح في ساحته الامامية يبدو العالم كسؤال يحتاج إلى أكثر من مجرد إجابة، وربما باستثناء اللهجة فإنه يمكن لهذه القرية أن تكون في أي مكان بالعالم، ويمكن لهذا الأب أن تتكرر وجوهه، أما التفاح فهو الفاكهة الوحيدة التي يرتبط بها كل البشر منذ بدء الخليقة، التفاح هو ذاكرة ممتدة لا تغيب تفاصيلها، تجمع ما بين السماوي والأرضي، ما بين القدري والاختياري.
ميلوديا المورفين 2020
عرض عالمي أول في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مغربي، روائي، مدته 89 دقيقة، من إخراج هشام أمل
يصاب الموسيقى الشاب في حادث يؤدي إلى تضرر ذاكرته، فيعيد اكتشاف ماضيه عبر ذاكرة جديدة تخلط ما بين ما حدث وما كان يجب أن يحدث، هل ما يستدعيه الإنسان هو حقا ما يذكره أم ما يريد أن يكون قد حدث بالفعل! هل يتبدل الإنسان حين يفقد جزءًا من ذاكرته؟ هل يعيد بناء اخطائه بنفس الدقة؟ هل يمكن له أن يفقد مواهبه ويكتسي بشك حول ذاته وحقيقة وجودها!
مغامرة سرد بها الكثير من جرأة التجريب وشجاعة تفتيت الزمن والواقع والخوض في دوامة من الصعب أن يتلمس عبرها المشاهد الحدود بين الواقع والوهم لكن يظل ألمها حقيقيا وأسئلتها تلدغ دون توقف.
تحت السموات والأرض
عرض أول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فرنسي لبناني، روائي، مدته 80 دقيقة، من إخراج روي عريضة
يقرر الغطاس الشاب أن يكسر رقما قياسيا في البقاء تحت الماء حتى يعيد النقاء إلى علاقته المعقدة مع أسئلة الوطن والمكان والحاضر.
في اللقطة الاولى من هذا الفيلم نشاهد ميناء بيروت قبل الدمار الاخير، ومن خلفه تبدو البنايات الأسمنتية التي تشكل غابة كثيفة لكنها خاوية من المعنى بالنسبة للبطل، هذا الخلو هو ما يدفعه لأن يقرر ان يبحث في اعماق البحر عما يفتقده فوق الماء، أن يهبط إلى ما هو تحت الاسمنت لكي يستعيد شعوره المفقود بأن ما بين السماوات والأرض ما يستحق أن نتنفس من أجله، وان نكسر ارقاما قياسية بدلا من أن تكسرنا الحياة أو الماضي.
نحن من هناك
عرض عالمي أول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لبناني فرنسي، وثائقي، مدته 82 دقيقة، من إخراج وسام طانيوس
ما بين أنا الآن وأنا الذي كنت هناك يفوح ذلك الشجن المميز من وثائقيات المهجر كلما جلس أحدهم أمام الكاميرا ليتحدث عن تلك العلاقة الغامضة.
تلعب الذاكرة دورًا أساسيًا في هذا الفيلم، فهناك الذي يقصده العنوان ليس فقط هو الوطن الذي غادرته الشخصيات ولكنه أيضا ذاكرتها، أحلامها التي لم تتحقق في شوارع المدينة الأم، ولم تتلون في شوارع المهجر، فبقيت حائرة بين أن تتحول إلى ذكرى أو تظل عالقة في انتظار أن تمسها يد الحالمين بها، يتساءل الفيلم عن إمكانية تحول الوطن إلى ذكرى أو تحول الذكرى إلى وطن محمول يسافر مع أصحابه ويذكرهم دوما أنهم لا ينتمون إلى أي وطن آخر سوى.
اقرأ أيضا
محمد منير بوزن زائد في أحدث ظهور له مع جوهرة
القبض على مصور جلسة تصوير سلمى الشيمي