أيام قليلة وتنطلق الدورة الـ42 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي يقام في ظروف صعبة يمر به العالم بأكمله.
وعلى الرغم من تقليل عدد الأفلام المشاركة هذا العام، لكن تمكنت إدارة المهرجان من الحصول على برنامج قوي.
اقرأ أيضا: 20 فيلما بتوقيع مخرجات في الدورة الـ42 من القاهرة السينمائي... مشاركة عربية قوية (1)
عن المهرجان والأفلام المشاركة والصعوبات كان لنا هذا الحوار مع الناقد أندرو محسن، منسق المكتب الفني.
حدثنا عن منصب منسق المكتب الفني والدور الذي تقوم به؟
- نعمل بنظام المكتب الفني، أنا مسئول عن التنسيق العام واتخاذ القرارات الفنية مع محمد حفظي رئيس المهرجان، كل مبرمج يعطينا اقتراحاته واختياراته للأفلام، معنا في الفريق أسامة عبد الفتاح ورامي عبد الرازق ويوسف هشام ورشا حسني وأمل ممدوح، وفي النهاية نقرر الأفلام التي سنختارها سواء فيما يتعلق بالمسابقة أو القسم الرسمي خارج المسابقة والبانوراما.
واجه المهرجان صعوبات عديدة أولها استقالة الناقد أحمد شوقي بالإضافة إلى أزمة كورونا، كيف تخطيتم هذه العقبات؟
- أحمد شوقي بدأ العام الماضي نظام المبرمجين، وهو يشكر على ذلك، أكملنا هذا العام بنفس النظام، لدينا لكل منطقة سواء قارة أو مجموعة دول، مبرمج مسئول عنها يتابع كل الأفلام ويحاول أن يحضر كل الأفلام الجديدة التي لم تعرض من قبل، هذا النظام بدأنا العمل به العام الماضي وحقق نجاحا وتوازنا جغرافيا، وفي النهاية دور المبرمجين كان واضحا في اختيار الأفلام، والقرار يعود لنا في اختيار العروض الأولى والحصول على الأفلام القوية سريعا من قبل أن تحصل على أي شهرة، هناك أفلام كنا بدأنا التواصل للحصول عليها وعرضها في المهرجان من قبل أن تحصل على جوائز في مهرجانات أخرى.
عدد الأفلام أقل من العام الماضي بسبب أزمة كورونا، كيف حافظتم على التوزيع الجغرافي؟
- أوروبا يكون لها الجانب الأكبر باعتبارها من أكثر الدول المنتجة للأفلام الفنية خاصة، كذلك نهتم أن يكون لدينا تمثيل جيد لكل قارة من القارات، تعبنا قليلا للحصول على أفلام جيدة من قارة آسيا لكن في النهاية استطعنا أن نحصل على فيلمين جيدين ومختلفين عن بعضهما، لدينا تمثيل جيد من الأمريكتين، كما لدينا تمثيل جيد للفيلم المصري هذا العام، على عكس العام الماضي كان العدد أقل.
وأضاف، لا نبحث عن قضية محددة تناقشها الأفلام، نبحث عن أفلام مميزة وقد يصادف أن يكون هناك فيلم موضوعه حيوي، مثلا فيلم "شرطة" الذي يشارك في المسابقة الدولية، كان يتزامن مع المظاهرات التي حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية بعد مقتل جورج فلويد، هذا الفيلم تم تحضيره من قبل وقوع المظاهرات ولكنه كان يشبه الواقع لذا لم نتردد لحظة أن نأخذه في المسابقة الدولية، هناك فيلم آخرفي نفس المسابقة يتحدث عن قضايا اللاجئين، إذا نظرنا سنجد أفلام كثيرة تحدثت عن هذه القضية لكن هذا الفيلم يتناولها بشكل كوميديا سوداء، في النهاية حاولنا أن تكون الأفلام المشاركة جيدة، ونجحنا في الحصول على أفلام حتى قبل تسليط الضوء عليها، وهذا هو الدور المهم للبرمجة أن نحصل على الفيلم قبل أن يثير ضجة وليس بعد أن يحصل على جوائز في مهرجانات أخرى، وهو ما حدث هناك أفلام ستعرض في المهرجان أصبحت تمثل دولها في الأوسكار.
شهد المهرجان العام الماضي اقبالا جماهيرا كيف ستتعاملون هذا العام مع اقبال الجماهير على الأفلام؟
- هناك بعض الأفلام التي نتوقع أنه سيكون عليها إقبالا جماهيريا، لذا سنجعل لها 3 عروض ليس عرضين كما كان يحدث الأعوام الماضية، حتى نعوض فكرة أن القاعات ستشغل بنسبة 50% فقط، نتمنى أن هذا يرضي الجمهور، لكن في النهاية كل الأفلام جيدة ومن لن يستطيع اللحاق بفيلم محدد سيجد اختيار وفيلم آخر مهم، قد لا نحقق نفس رقم بيع التذاكر الذي حققناه العام الماضي بسبب نسبة إشغال القاعات، لكن سيكون لدينا عروض كاملة العدد.
المشاركة النسائية في المهرجان هذا العم أكبر من الأعوام الماضية، هل كان هذا الأمر مقصودا؟
- جزء من التوجه العالمي أن هناك اهتمام بأفلام المرأة، لن أقول إننا نختار أفلام لمخرجات حتى نحدث توازن، لأنني أرى أن هناك اهتمام بإفساح مجال ومساحة للمرأة طالما هناك إبداع جيد، على سبيل المثال عندما شاهدنا فيلم "عاش يا كابتن" لمي زايد لم نختلف على أنه فيلم جيد، أو حتى الفيلمين من قارة آسيا من إخراج مخرجات، وكانا من أفضل الإنتاجات، ما يحدث في السنوات الأخيرة ليس مجرد أن هناك مقعدا للمرأة في المهرجانات لكن الاهتمام أن نبذل مجهودا أكبر في البحث حتى نعثر على الأعمال الجيدة للمخرجات، بالإضافة إلى أن الصناعة نفسها أصبحت تلتفت الأن للأعمال ليس بالضرورة أن تكون من إخراج رجل بل امرأة، هذا العام 25% من برنامج المهرجان أفلام لمخرجات.
استحدثتم 3 جوائز هذا العام... حدثنا عنها
هناك 5 آلاف دورلا مقدمة من WATCH iT لأحسن فيلم قصير، نحن نحاول أن ندعم الأفلام القصيرة لأن هذه الأفلام تحتاج للدعم ويفرق مع صانعيها حصولهم على أي مبلغ مادي، كذلك هذه الأفلام أصبح عليها إقبال جماهيري، وأهم إنجاز سينمائي حدث منذ سنوات الحصول على السعفة الذهبية لفيلم قصير وهو "ستاشر"، أيضا هناك جائزتين واحدة قدرها 50 ألف جنيها، تقدمها اللجنة الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، لأفضل فيلم يعالج قضايا الاتجار بالبشر، أما الثالثة، فهي جائزة NUT لأفضل فيلم يمثل المرأة َمقدمة من صندوق مشاريع المرأة العربية، وقدرها 10 آلاف دولار، وكلها تشجيع مهم للصناعة خاصة في هذا العام الصعب.
وماذا عن التعاون مع WATCH iT؟
- فكرة التعاون مع واتش ات أن نفسح المجال للجمهور لمتابعة الأفلام، خاصة العروض التي يكتمل عددها، هنا سيستطيع المشاهد متابعة الأفلام وقت المهرجان بمقابل الاشتراك البسيط، كذلك فرصة لعرض الأفلام القصيرة التي أصبح هناك اهتماما من المنصات بعرضها.
وأخيرا اختيار فيلم الافتتاح
- فيلم The Father واحد من أقوى الأفلام الإنجيزية هذا العام، كنا نفاضل بينه وبين أفلام أخرى، لكن هو به مساحة إنسانية، موضوعه بسيط لكن مكتوب بشكل أنيق، طريقة رائعة في إيصال فكرة الفيلم وشخصية الأب والمرحلة العمرية التي وصل لها، الموضوع قد يكون طرح من قبل في أعمال أخرى لكن في هذا الفيلم يتم تناوله بشكل مختلف، ويعطي مساحة كبيرة من التفاعل بينه وبين المشاهد وأحداثه تدور في مكان واحد منزل الأب لذا يرتبط المشاهد به، بالإضافة إلى بطلي الفيلم مما جعلنا نتحمس أكثر لكي يكون فيلم الافتتاح.
اقرأ أيضاً
إدانة فادي الهاشم زوج نانسي عجرم بالقتل العمد.. قد تصل عقوبته لـ20 عاما
بعد مرور 47 عاما..خطأ لم يلاحظه أحد ليوسف وهبي في فيلم "البحث عن فضيحة"