تحظى أعمال الرعب بأهمية خاصة لدى شريحة كبيرة من محبي الأفلام والمسلسلات، لما تحمله أحداثها من غموض ومفاجأت غير متوقعة، وكان أخر الامثلة هو مسلسل "ما وراء الطبيعة" الذي تصدر محركات البحث وقوائم اهتمامات مواقع التواصل الاجتماعي فور عرضه.
اقرأ أيضا- بالفيديو- حكاية الملكة كليوباترا في متحف الدحيح على طريقة ألفريد هيتشكوك
قد تبتعد تلك الأعمال عن ترشيحات الجوائز، إلا فيما ندر، وينظر لها نقديًا كأفلام هدفها الأول تقديم الرعب للمشاهد، لكن يبقى السؤال ما هو الذي قد يدفع المشاهدين للبحث بإرادتهم عن فيلم أو مسلسل يصيبهم بالخوف والتوتر؟
يوضح دكتور كريم راغب أخصائى الطب النفسى و علاج الادمان أن الخوف هو أساس المشاعر الآخرى، ويندرج تحته القلق والأمل واليأس والاحباط والحب والكره والسعادة والرضا والحزن والغضب، وهو شعور غريزي فطري هدفه الأساسي الحفاظ على الحياة، وقد يلجأ بعض الأشخاص لمشاهدة فيلم رعب بسبب مرورهم بفترة من السلام النفسي واحتياجهم للشعور بالخوف من أجل استعادة احساس الامان والطمأنينة أثناء المشاهدة لأنهم يدركون أن ما يحدث مجرد تمثيل.
أضاف أن هناك رغبات آخرى قد تدفع الإنسان لمشاهدة عمل مرعب مثل الرغبة في معرفة المعلوم بعدما كان مجهولا أو الرغبة في تحقيق العدالة بسبب الشعور بالظلم، وهو ما قد يتحقق بهزيمة الشخص المخيف في فيلم الرعب وانتصار الخير والمباديء على الشر.
هل تؤثر مشاهدة أفلام الرعب على الصحة النفسية؟
يؤكد دكتور كريم راغب أن مشاهدة أفلام الرعب تؤثر على الصحة النفسية بطرق مختلفة، فهناك أثار سلبية بسيطة مثل خوف الشخص لبضعة ساعات ورفضه مغادرة الفراش لو استيقظ في منتصف الليل، وقد تصل الأثار إلى درجات أكبر مثل اضطراب كرب ما بعد الصدمة أو الصدمة في حد ذاتها، بسبب الاندماج الشديد مع الفيلم أو المسلسل.
كما قد يكون لمشاهدة أعمال الرعب آثر إيجابي، وهي إحدى المهارات المتبعة في مدرسة العلاج الجدلي السلوكي، والتدرب على المهارة وممارستها يجب أن يكون عن قصد ووعي، ومن من تلك المهارات "التشتيت" وهي طريقة للتخفيف من حدة أي موقف صعب حله، ومن ضمن وسائل التشتيت القوية؛ مشاهدة أفلام الرعب والأكشن والكوميديا، في تلك الحالة يكون التشتيت صحي لأن المتفرج ينفذه وهو مدرك أنه حل مؤقت لتغيير شعوره تجاه مشاكله الحقيقية، وبعدها يمكنه أن يفكر بشكل أكثر هدوءً في الحلول المناسبة.
يضيف دكتور كريم راغب أن مشاهدة أفلام الرعب قد يتحول إلى مرض حين يبدأ الشخص بمشاهدتها من اجل المعاناة وتعذيب النفس وإغراقها في الشعور بالتوتر والوجع، كما يمكن أن يصبح علاجا لو كان يتم بوعي مدروس وله وقت معين، كوسيلة لإخراج طاقة الغضب الزائد، فهو ضرر يقصد به منفعة.
اقرأ أيضا:
3 سيناريوهات قد ينفذها محمد رمضان لإنقاذ مشواره الفني بعد أزمة التطبيع
"ما وراء الطبيعة في أعين النقاد"... أحمد أمين الأفضل والإخراج متفاوت والجرافيك الأسوأ