لا شك أن أكثر شيء يلفت أنظار الجمهور في أي مهرجان أو فعالية فنية هي أزياء الفنانين، للسجادة الحمراء سحرها، وكل فنان وفنانة يُحضر للحظة سيره عليها حتى يلفت عدسات المصورين له، ولكن لماذا نحصر المهرجانات فقط في الفساتين ومؤخرا في ملابس الرجال أيضا؟
المشكلة الأساسية تتمثل في الفنان نفسه، من يريد أن يصبح "تريند" دون تعب فقط بلفت الأنظار، هذه الفنانة تنافس الأخرى على لقت الأجرأ، وهذا الفنان يظهر ببذلة غريبة ثم يقوم فنان آخر بارتداء ملابس أغرب، دون الاهتمام بالحدث والمهرجان الذي تم دعوته إليه وأنه يمثل بلده.
اقرأ أيضا: بعد الإطلالات الجريئة في الجونة.. لماذا لا يلتزم النجوم بـ dress code المهرجان؟
فكرة التريند التي أصبحت تسيطر على عقل الفنانين لأنها تحقق شهرة سريعة وتهافت الصحافة والإعلام عليهم، جعلتهم ينسوا أن قيمتهم هي الفن الذي يقدمونه وليس الإطلالة، جعلتهم ينسوا أيضا أنهم يضرون الحدث الذي يشاركون به بلفت الأنظار إليهم دون الاهتمام بما يتم عرضه.
في الدورة الرابعة من مهرجان الجونة عرضت أفلاما مهمة، ناقشت قضايا إنسانية، قضايا اللاجئين في "الرجل الذي باع ظهره" والقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب في "200 متر"، قوة المرأة في مواجة أي خطر يهدد أولادها في "استمع" و"إلى أين تذهبين يا عايدة؟" وغيرها من أعمال أظهرت إبداع للممثلين ولمخرجين شباب، كان المهرجان فرصة خاصة لإقامته في ظل ظروف صعبة مع انتشار فيروس كورونا وتأجيل العديد من المهرجانات، لكن وككل عام وكل حدث فني في مصر يأتي بعض الفنانين ليظهروا بإطلالات تثير الجدل وتؤثر على المهرجان، ولا نراهم بعد ذك في الفعاليات، الاهتمام فقط بالفيلم الذي يسبقه سجادة حمراء ثم بعد ذلك لا تراهم.
اقرأ أيضا: "إلى أين تذهبين يا عايدة؟" يحصد نجمة الجونة الذهبية لروائي الطويل والنجمة الذهبية للقصير لـ"ستاشر"
الجمهور العادي ممن يجلسون في المنزل ولا تسمح لهم الفرصة لمشاهدة هذه الأفلام، ينتظر أن يسمع عنها من خلال الحضور خاصة الفنانين، لكن فجأة لا يجد أمامه إلا الفساتين، ويجد اللقاء التليفزيوني حول من صمم لك هذا الفستان حدثينا عن إطلالاتك.
خلاصة الأمر، أهل الفن هم من يظلمون المهرجانات، لأن كل حدث فني يضم العديد من الفعاليات المهمة، لكن في النهاية يسلط الضوء على الفستان فقط.
اقرأ أيضا
إصابة ويجز بفيروس كورونا.. ويطالب المخالطين في الجونة بالعزل