في سنة 1968، تحدث الفنان الأمريكي أندي وارهول لبرنامج قائلا "في المستقبل سيحظى الجميع بفرصة للشهرة العالمية لمدة 15 دقيقة"، ومن بعدها أصبح مصطلح "15 دقيقة من الشهرة" دارجا ويستخدم لوصف بعض الأشخاص الذين يحصلوا على شهرة تأتي سريعًا وتذهب بشكل أسرع.
اقرأ أيضا- لم يكمل دراسته... من هو العالمي سعيد تغماوي الحائز على جائزة عمر الشريف في مهرجان الجونة 2020
شهدت السجادة الحمراء لافتتاح الدورة الرابعة من مهرجان الجونة السينمائي، ظهور عدد من ضيوف المهرجان، الذين لفتت أزيائهم انتباه المشاهدين، وجمهور مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهن بعض الشابات الذين تحولت صورهن إلى حديث مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث، من أجل معرفة هوية صاحبة كل فستان.
عادة عندما تطل فنانة مشهورة بفستان مكشوف أو ما يمكن وصفه بالجريء، تصيبها انتقادات جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، لوجود قناعة لدى البعض أن المشاهير يجب أن يحافظوا على الشكل الذي يظهروا به للجمهور، والأمثلة على ذلك كثيرة وأشهرها أزمة فستان رانيا يوسف والبطانة قبل عامين.
يختلف رد فعل الجمهور عندما تكون الممثلة غير معروفة وتثير ضجة بسبب جرأتها في اختيار الفستان الذي تطل به في حدث تدرك أن الجميع يترقبه، فالجمهور –بخاصة المراهقين- في تلك الحالة يبدأ البحث عن اسم تلك الفتاة لمحاولة الوصول إلى معلومات عنها وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا Instagram المليء بمزيد من الصور التي تلقى استحسان المعجبين بالممثلة المجهولة.
هذه النوعية من الفتيات يحصلن على شهرة سريعة وبضعة الآف من المتابعين الغير مهتمين بما تقدمه صاحبة الصور، وتلك الفئة لا يصح أن يحصلن على لقب ممثلات أو فنانات، لأن وصولهن للجمهور جاء بعد لفت الانتباه إلى أمور لا علاقة لها بالفن أو الموهبة، وهي شهرة زائفة لا تصنع نجومية على الشاشة أو تجتذب الجمهور إلى شباك تذاكر السينما، والأدهي أن محبي الفن حين يحاولوا البحث عن الأعمال السابقة لصاحبة الضجة، غالبًا ما تصدمهم ضعف موهبتها، وهو أمر طبيعي ومتوقع لأن من البديهي أن أي ممثلة تحترم فنها وموهبتها لن تقدم نفسها للجمهور بذلك الأسلوب.
ربما تظن تلك الفئة أن كثرة عدد المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي قد تمنحهن أدوارًا أهم في أعمال سينمائية أو تليفزيونية، لكن السنوات الماضية أثبتت للمنتجين أن فكرة الاعتماد على فنان استنادا لعدد متابعيه على مواقع التواصل الاجتماعي أصبح غير مجدي ولا يضمن نجاح الأعمال، والأمثلة كثيرة.
كذلك تكثر الأمثلة للتجارب السابقة لممثلات صاعدات حاولن اجتذاب الأضواء عن طريق الفساتين المثيرة على السجادة الحمراء للمهرجانات، لكن النتيجة كانت حرقهن مبكرا واحتياجهن لوقت أطول قبل العودة مجددا للحصول على أدوار صغيرة تتسع لحجم موهبتهن.
يمكن للباحثات عن الشهرة في الجونة الاستمرار في ضخ صورهن بشكل جنوني من جميع الزوايا، ومواصلة مخاطبة المراهقين بمزيد من الأزياء الكاشفة، وربما ينسين الهدف الحقيقي من تواجدهن في المهرجان وتضيع منهن فرصة التواصل مع صناع السينما وحضور الورش النقاشية، لأنهن باحثات عن الشهرة لا الفن.
يختتم مهرجان الجونة السينمائي فعالياته يوم السبت المقبل 31 أكتوبر، وقبلها تنتهي 15 دقيقة حصلت عليها حائرة بين الفن والشهرة، خسرت كلاهما ولم تكسب سوى بضع التعليقات والإعجابات.
اقرأ أيضا:
نصيحة يسرا للفنانين في بداية المشوار: اصبروا وطوروا أنفسكم
نجل نجيب ساويرس يطلق مسابقة لتطوير الصناعة السينمائية .. تعرف على لجنة التحكيم