عندما تفكر في الأطفال وهم في حالة رعب عادة ما تخطر ببالك صورتان، إحداهما لطفل يصرخ لدى تعرضه للتهديد من قبل شيء مرعب.. والأخرى لطفل بابتسامة شريرة على وشك ارتكاب أعمال عنف مروعة أما قصة The Haunting of Bly Manor أحدث الانتاجات الأصلية لنتفليكس فتنطلق من معالجة مختلفة.
ففي البداية نجد الراوية كارلا جوجينو تقترح على مجموعة من الضيوف في حفل زفاف بداخل قصر تاريخي قديم أن تروي قصة أشباح تدور أحداثها قبل 20 عاما والأسوأ من ذلك وجود طفلين بها.. فالأطفال عادة ما يوصفون بأنهم أكثر نقاءا من الكبار لذا فإن رؤية طفل لا يستطيع فهم ما يحدث حوله أكثر مأساوية من مشاهدة نفس الشيء يحدث لشخص بالغ.
القصة مقتبسة من مسرحية The Turn of the Screw الصادرة عام 1898 لهنري جيمس و تقحم الأطفال في عوالم الرعب كأبطالا رئيسية وتولى مايك فلاناجان صاحب سلسلة The Haunting of Hill House كتابة السيناريو الذي يدور حول امرأة تدعى "داني كلايتون" انتقلت حديثا إلى لندن ، تحصل على وظيفة من أحد الأثرياء ويدعى" هنري وينجراف" لتصبح مربية لابنة أخته وابن أخيه "فلورا" و"مايلز" لذا تنتقل إلى ريف "بلي مانور" القاتم لتولي مهام وظيفتها الجديدة.
نلتقي بـ"مايلز" و"فلورا" وعلى الفور ندرك أن هناك شيئا مريبا يتعلق بهما الطفلان فقدا والديهما ومربيتهما بشكل مأساوي ولكن هل يفسر ذلك عنف "مايلز" تجاه مربيته الجديدة "داني كلايتون" وهوس "فلورا" بشكل غريب بالحفاظ على الدمى المخيفة الخاصة بها في مكانها؟ على الرغم من أن الكاتب يريدنا أن نقتنع أن الطفلان يتصرفان ببساطة نظرا للصدمة التي تعرضا لها من والدين متوفان إلى مربية منتحرة إلى أن عدم تصرف "مايلز" وفلورا" مثل الأطفال العاديين يجعل المشاهد يدرك على الفور بوجود أمرا مشكوكا به يجعلك تخمن حتى النهاية ماذا يجري.
شيئا غريبا يحدث في بلاي لقد رأى الأطفال أشياءا لا ينبغي أن يراها أي طفل ويبدو أن هناك شخصا ما يعيش في الجناح الغربي الذي تقرر إغلاقه وفي هذه الأثناء تحاول المربية "داني" الهروب من شبح آخر يطاردها في كل مرآة تصادفها.
وعلى الرغم من صدمتهم الكبيرة من فقدانهم للأبوين ومقتل خادمهم على يد شبح أمامهم إلا أنهما لا يتحولان إلى ضحايا ينتظران ما سيحدث لهما وإنقاذهما من قبل شخص بالغ بل هما الأبطال الحقيقيين ويدركون خطر الأشباح أكثر من البالغين مثلما فعل "مايلز" وفلورا" مع المربية وحبساها في خزانة الملابس لندرك لاحقا أن هذا الأمر لحمايتها من الشبح الذي يجوب المنزل بعد أن فشلت "داني" في البقاء داخل غرفتها بعد حلول الظلام.
وعلى الرغم من أن تلك المشاهد تعد مخيفة إلى حد ما إلا أنها لا تجعلك تختبئ تحت الغطاء فالقصة تأخذنا ناحية الدراما أكثر من الرعب والاستعانة بكل ما هو خارق للطبيعة لاستكشاف المشاعر التي لا توصف مثل الرعب أو الحب.
فهي قصة أشباح تتميز بوجود أشباحا حقيقية تجسد المشاعر المختلفة وعلى الرغم من أن البالغون في بلاي يريدون التظاهر بأن "مايلز" و"فلوريدا" أصغر من أن يستوعبوا ما يحدث إلا أن الاطفال هو من يفهمون الأشباح وأكثر هدوءا حيالها مقارنة بالبالغين الذي يخافون باستمرار من رؤيتها.
اقرأ أيضا
بجلابية بلدي وراقصات... هنادي مهنى تحتفل بليلة الحنة
"أستودعكم الله" ... بسمة وهبة تطلب الدعاء قبل دخولها العمليات