ربما شعرت فيما تدخل المسرح المكشوف مساء الأحد بأنك ضللت طريقك إلى عيد ميلاد ، أو حفل خطبة بدلا من الذهاب إلى حيث يقدم فريق "أيامنا الحلوة" أول حفل له في دار الأوبرا المصرية.
الحضور لا يعد ضخماً مقارنة بحفلات نجوم المكشوف الكبار ، ولكنه يتمتع بحميمية يندر العثور عليها إلا في مناسبة عائلية خاصة. التحيات وحتى الأحضان والقبل لم تنقطع بين الجمهور الذي بدا معظم أفراده على صلة قرابة ، ولكنهم لم يتلاقوا منذ "العيد الكبير" أو زواج أحد شباب العائلة.
ففريق "أيامنا الحلوة" الذي تأسس في يونيو 2003 من مجموعة من مطربي وعازفي جامعة القاهرة ، بحسب الكلمة المطبوعة على برنامج الحفل ، يظهر للمرة الأولى في دار الأوبرا وهو الإنجاز الذي مهد له الحفلات الست الناجحة التي أقيمت في ساقية الصاوي ، وهو ما يبرر أيضا الترقب والارتباك الذي ساد أعضاء الفريق في الكواليس.
الجميع دعا أقاربه وأصدقائه لحضور حفله الأول في الأوبرا ، ولا شك أن هناك دائرة واسعة من الأصدقاء المشتركين والعلاقات بين الأهل تكونت عبر حفلات سابقة سواء في الساقية ، أو ما قبلها في الجامعة.
حالة من التوتر سادت بعض الحضور قبل البداية بدقائق ، وانتشرت بسرعة بين الجمهور بسبب أخبار غير مؤكدة عن عدم قدرة كل من سلمى ونادية ، فتاتي الكورال واللتان تقدمان أغنيتين منفردتين ، على الغناء.
الأولى فقدت الوعي مرتين قبل الحفل بيوم واحد وتعاني حرارة مرتفعة ، أما الثانية فاضطرت إلى الذهاب إلى المستشفى يوم السبت بعد آلام شديدة في الأذن.
تبددت المخاوف مع ظهور الفريق بكامل أعضائه على المسرح ، وحظى الجميع باستقبال دافئ وخاصة المايسترو محمد عثمان ، مع نداءات فردية انبعثت من أركان المسرح المختلفة تحمل تحيات خاصة لهذا أو لذاك ، كل بحسب عدد الأصدقاء الذي يملكه في صفوف المستمعين.
أفتتح "أيامنا الحلوة" الحفل بتقديم "توبة" عبد الحليم حافظ ، أغنية خفيفة ، يؤديها الكورال كله ، تساعد في إزالة التوتر عن أعضاء الفريق ، وعن الأهل الذين لم تنقطع دعواتهم بالتوفيق إلا مع بداية الغناء.
بدأ الغناء الفردي بتقديم قصير للأغنية يقوم به المايسترو ويعلن فيه من سيقوم بالأداء ليتقدم المغني بهدوء من الكورال ، يقدم فقرته ، ويعود للصفوف الخلفية استعداداً لمساندة زميل قادم. جميع الأغاني عربية أصيلة بتوزيعات عصرية حديثة لا تخل بمضمون اللحن.
تصفيق طويل لعمرو أثناء وبعد تقديم "ثلاث سلامات" لمحمد قنديل ، إسلام لفت الأنظار بانفعالات وجهه مع غناء "ع الحلوة والمرة" ثم إنصات واستمتاع مع نادية في "لعبة الأيام".
الأغاني الدسمة لم تكن الحيلة الوحيدة في جعبة الفريق الصاعد ، ولكنهم فاجأوا الجمهور بـ"اسكتش" كوميدي خفيف قدمه فهيم وبلسم عبر أغنية "عايز أروح" لإسماعيل يس وسعاد مكاوي.
بعد تقديم عشر أغاني ما بين قصير وطويل ، طلب المايسترو الحصول على العدد نفسه من الدقائق للاستراحة ، قضى أعضاء الفريق تسع منها في صفوف الجمهور يستطلعون آرائهم في النصف الأول من الحفل.
الجزء الثاني لم يكن أقل إثارة وكان غنياً بالمنعطفات أيضا. نال عز تعاطفاً كبيراً من الجماهير ، بسبب مسحة الحزن التي انعكست واضحة في صوته ونظراته وهو يؤدي أغنية من ألحانه ، واصطحب شريف الجماهير في حالة خاصة جداً مع أغنية "عبد الودود" للشيخ إمام ، قبل أن يبعث خالد انتفاضة من التصفيق بأدائه الرائع لـ"بهية" محمد العزبي.
الأغنية الأخيرة كانت "حبيبتي" من ألحان عمار الشريعي ، وغنتها سلمى التي استقبلها الجمهور بحرارة كبيرة ، ارتفعت درجتها لتواكب ارتفاع درجة حرارة الفتاة والتي بلغت 40 مئوية ، كما أوضح المايسترو في كلمته قبل الفقرة.
"أيامنا الحلوة" .. تجربة جميلة جديرة بالاهتمام وقد تحظى في المستقبل القريب بشهرة توازي جودة الموسيقى والغناء والموهبة التي يتمتع بها أفراد الفريق.