تحل اليوم الذكرى الأولى لرحيل متعدد المواهب الذي امتهن الفن بعفوية شديدة فأحبه الجميع، لم يكن بطلا ونجم شباك أبدا بل كانت نجوميته في وجوده في حد ذاته، ترك بصمات في أعماله تجعلك لا تلتفت لحجم الدور مهما كان بل لتأثيره فيه... إنه الأنيق المثقف المحبوب عزت أبو عوف.
اقرأ أيضا: عزت أبو عوف... عندما تصنع النجومية بأناقة
منذ وفاته وحتى الآن، لم يكف الجميع عن التعبير عن حبهم له، وافتقادهم الشديد لفنه وأخلاقه، تفاعل الجمهور قبل النجوم، وكان مشهد جنازته مهيبا بحضور كل الأطياف، وها نحن الآن لا نزال نكتب عنه بعد عام من رحيله.
حرق الأفلام
قبل الوفاة وبعد تدهور حالته الصحية، انتشرت العديد من الأنباء حول وصيته بضرورة حرق أعماله بعد وفاته ومنعها من العرض على الشاشات، بسبب تصريحاته خلال تكريمه في مهرجان "نجم العرب" التي قال فيها "كرّمونى وأنا عايش، ولو عايزين تحرقوا أفلامى بعد ما أموت مش مشكلة".
نفى أبو عوف وقتها هذه الشائعة التي لا يزال يرددها البعض حتى الآن، موضحا أن كلامه تعرض للتحريف والتبديل وأنه كان يقصد بكلماته أن الفنان لابد وأن يكرم وهو على قيد الحياة، لا أن ننتظر رحيله ثم نكرّمه.. ماذا يستفيد وقتها؟! إنه يحتاج الدعم والتقدير في حياته بشكل أكبر من رحيله.. "لا يمكن أن أطلب حرق أفلامى، لأنها تعبّر عن فني الذي عشقته وعشت من أجله، وكان وسيبقى هو المعنى الحقيقي لحياتي".
قصة حب وزوجتان
بعد وفاة زوجته "فاطيما" عام 2012، دخل عزت أبو عوف في حالة من الحزن الشديد على رحيلها مما أدّى إلى مرضه، فقد جمعته بها علاقة قوية استمرت 40 عامًا، كان يعتبرها خلالها "كل حياته" وليس مجرد زوجة؛ كما كان يصفها دومًا، لذا مرّ بصدمة عصبية قوية عقب وفاتها، تجاوزها بصعوبة بعد سنوات، ورغم ذلك يعترف بفخره بأن حزنه على رحيلها لن ينته، فتلك القلادة التي يرتديها حول عنقه ولا يخلعها أبدًا بها "دبلة" زواجهما، التي قال إنها سترافقه حتى نهاية حياته.
والأصعب من حزنه عليها، هو الأزمات الصحية التي تعرّض لها عقب وفاتها، لا سيما مشاكل القلب، حيث اكتشف الأطباء أن لديه شريانًا مسدودًا بالقلب، فاضطر إلى إجراء جراحة قلب مفتوح، وهو ما جعله يؤكد أن الفترة من 2012 إلى 2015 كانت الأصعب والأسوأ في حياته.
بعد عامين من وفاة زوجته "فاطيما"، تزوج أبو عوف من مديرة أعماله "أميرة" في عام 2015، نظرًا لاحتياجه لشخص بجواره يرعاه في مرضه، في ظل تكرار أزماته الصحية، غير مكترث باعتراض أسرته على هذا الأمر، لا سيما أولاده، حيث اعتبر زواجه منها هو الأنسب له وقتئذ، فهو يعرفها منذ 20 عامًا ويدرك إخلاصها وحبها له، لذلك لم يرد لها أن تخجل من تواجدها معه في المنزل باستمرار أو تتعرض لمضايقات، خاصة أنها كانت تقضي ليالٍ كثيرة برفقته لرعايته صحيًا في فترة مرضه. والأهم من ذلك أنها تعرفه جيدًا ولا تشعر بالغيرة على الإطلاق من حبه الجارف لزوجته الراحلة.
وأشار أبو عوف إلى أنه لو ظل وحيدا لم يكن ليستطيع أن يكمل حياته، وأن خوفه من أن يكبر ولا يجد من يخدمه هو ما دفعه للزواج مرة أخرى، خصوصا وأنه دخل في حالة اكتئاب وذهب إلى مصحة نفسية وثلاث مستشفيات بعد رحيل زوجته السابقة.
الوصية الأخيرة
"عزت كان في أخر أيامه مبيتكلمش كتير، ولكنه في أحد اللقاءات قال إنه بيدعي ربنا إنه يشفيه لخوفه الشديد علينا إحنا إخواته البنات.. وقبل ما يموت طلب مننا إننا نحافظ على بعض ونخلي بالنا من نفسنا"... هكذا تحدثت الفنانة مها أبو عوف باكية عن شقيقها بعد رحيله.
رفض دور الشاذ جنسيا
في حوار سابق له مع الإعلامية راغدة شلهوب ببرنامج "100 سؤال" على قناة "الحياة"، أكد أبو عوف أنه رفض تجسيد دور الصحفي الشاذ جنسيًا "حاتم رشيد" في فيلم "عمارة يعقوبيان"، موضحًا أنه عندما عرض عليه الكاتب وحيد حامد هذا الدور، رفضه ولا يدري حتى الآن ما السبب، لكن كل ما جال في خاطره وقتها إنه لم يرد لأولاده وأحفاده أن يروه بهذا الفعل، حتى وإن كان تمثيلًا.
وتابع قائلًا: "محبتش الدور، محبتش إن أولادي أو أحفادي رغم أنه تمثيل وهما عارفين وكلنا عارفين إنه تمثيل إنهم يشوفوني كده وبالشكل ده"، مشيدًا في الوقت ذاته بأداء الفنان خالد الصاوي لهذا الدور.
ابن الضابط الفنان
وُلد عزت أبو عوف لأب من الضباط الأحرار، هو الفنان أحمد شفيق أبو عوف، ولا عجب من لقب "الفنان" الذي يسبق اسم والده، فقد تساوى حبه لعمله في الجيش مع حب الفن، بعدما تعلّق بالفرق الموسيقية في شارع محمد علي بمجرد مجيئه من المنيا للقاهرة عام 1941، واستطاع تكوين فرقته التي عنيت بالحفاظ على التراث الموسيقي.
الفنان أحمد شفيق أبو عوف له إسهامات عدة، منها إعداده لألحان وموسيقى فيلم "عروس النيل" الذي عُرض عام 1963. كما صمم الاستعراضات في فيلم "القاهرة 30" عام 1966.
اقرأ أيضًا:
بالفيديو- عزت أبو عوف يعترف: تعرضت للتحرش من سيدة ولو كنت إمرأة لـ "قطّعت الرجالة"
بالفيديو- هذا ما قاله عزت أبو عوف عن وصيته بحرق أعماله بعد وفاته