تغطية وتصوير: محمد ممدوح
أقيم مساء الجمعة بسينما "جودنيوز" في المركز التجاري لفندق "جراند حياة" العرض الخاص لفيلم "دكان شحاتة" أحدث أعمال المخرج خالد يوسف، وغاب رجل الأعمال الشهير نجيب ساويرس عن العرض الذي يعد باكورة إنتاج شركته مع كامل أبو علي "مصر للسينما".
اهتم المخرج خالد يوسف بالحضور مبكراً مع الفنان محمود حميدة والمنتج كامل أبو علي لاستقبال أبطال وضيوف الفيلم، وأشار يوسف إلى أن اللقاءات الصحفية والتسجيلات التلفزيونية ستكون بعد العرض في القاعة الخارجية للسينما.
وفور ظهور المطربة اللبنانية هيفاء وهبي خارج السينما وهي تخرج من المصعد، ألتفت حولها العديد من الكاميرات، ولكن المنظمين صعدوا بها لقاعة العرض العلوية، وتابعتها الفنانة غادة عبد الرازق وبطل الفيلم عمرو سعد وعمرو عبد الجليل الذي فضل الحضور وسط الجمهور في القاعة الأرضية، وصحبه كل من الفنان أحمد وفيق وعمرو عبد العزيز.
وفور انتهاء العرض بدأ خالد يوسف في دعوة أبطال الفيلم للصعود إلى المسرح لبدء المؤتمر الصحفي الخاص بالفيلم، وصعد على المسرح كل أبطال الفيلم والقائمين على إنتاجه والفنيين والمطرب أحمد سعد الذي وضع الموسيقى التصويرية للفيلم وغناء معظم أغاني العمل.
وأشار يوسف لضرورة إنهاء المؤتمر الصحفي فيما يقرب من ثلثي الساعة لالتزام السينما بعروض أخرى، وبدأ المؤتمر دون كلمات من صناع الفيلم، وبدأ الصحفيين والنقاد والإعلاميين بتوجيه الأسئلة مباشرة.
"دكان شحاته" هو صرخة تحذيرية للشعب المصري كافة ليس للحكومة فقط، والتحذير من قتل البراءة والطيبة داخل الشخصية المصرية هي رسالة الفيلم، كانت تلك أهم تصريحات خالد يوسف في المؤتمر الصحفي، وأكد أنه إذا استمرت الأوضاع كما هي من الظلم الاجتماعي الموجود وقتل للبراءة والطيبة والتسامح المتواجدين في الشخصية المصرية، سيصل الحال للنهاية التي وصل إليها الفيلم بالتأكيد.
وتابع يوسف: "لا أتمنى أن نصل إلى تلك النهاية كما أتمنى أن أكون مخطئ لأن لي مصلحة في هذه البلد ولا أريدها أن تتحول لهذا الحال"، وأوضح أن الفيلم ليس رسالة للتحريض ولكنه رسالة خوف من حدوثه على أرض الواقع.
وأبدى معظم الصحفيين إعجابهم بالفيلم، وخاصة حضور خالد يوسف العرض الخاص على الرغم من وفاة والدته مؤخرا، ودعا أحد الصحفيين لقراءة الفاتحة على روح والدة المخرج خالد يوسف، كما أكد الحضور على أن أداء الفنان عمرو سعد في الفيلم يمثل استمرارا لنجاح الراحل أحمد زكي.
وصرح يوسف في المؤتمر قائلا: "أنا لم أشرح في العمل أسباب اغتيال السادات، ولكن الفترة الزمنية التي عاشها البطل تبدأ باغتيال السادات أو فترة تولي حسني مبارك الحكم، وحتى وفاة البطل، وهي الفترة الزمنية التي عاشها في صراعاته".
وتابع :"هيفاء وهبي في الفيلم كانت فوق كل توقعاتي، وأرى أنها ممثلة موهوبة جداً ومستقبلها كله في مجال التمثيل، ومن المحتمل أن تغضب مني لتصريحي، ولكني أجد أن مستقبلها في التمثيل أفضل عشر مرات من مجال الغناء، وأعتقد أنها ستكون أحد الممثلات الموهوبات في تاريخ السينما.
وحول المشاكل التي واجهها يوسف مع الرقابة المصرية قال: "دائما يوجد مشكلة مع الرقابة، فالإبداع يتناقض دائما مع وظيفة الرقابة فالإبداع نوع من الحلم، ومن الصعب أن تطلب من شخص نائم ألا يحلم، أو تحذره من أن يحلم بهذا الشكل، بهذا وحتى إذا حلمت به فعند تلك النقطة توقف، وحرام أن نطبق الرقابة على الإبداع، خاصة في عصر زالت الرقابة فيه عن الكتب والصحف، ولكنها مازالت متوحشة على السينما".
وتابع يوسف: "الدستور يكفل لكل مواطن أن يتساوى مع الآخر على أرض هذا الوطن، فلماذا لا أتعامل مثل الصحفي، لماذا ليس لي نفس الحقوق التي لدى الصحفي، مع أني أنا والصحفي مواطنين مصريين، ولماذا تستطيع الصحافة أن تقول ما تشاء وأنا عندما أقول في السينما ربع ما يقال في الصحافة يتم منعي؟".
كما أضاف المخرج "الدستور المصري ينص على أن رقابة المصنفات الفنية هي الهيئة الوحيدة في مصر التي لها حق المنع والمنح، ومع ذلك أجد نفسي في دوامة بين جهات سيادية ووزارات مختلفة لكي أحصل على الترخيص بعرض الفيلم، وجميع الجهات التي ذهب أليها "وبدون تملق" جهات محترمة تقوم بدور وطني، وليس من مهامها أن تراقبني".
ودعا المسئولين في هذه البلد وعلى رأسهم الرئيس حسني مبارك أن ينظروا للإبداع بشكل مختلف، فمن يقدم الإبداع في هذا البلد مصريين ليسوا أقل وطنية من الذين يعملون في هذه مؤسسات أعترف بفضلها على مصر.
وأستمر المؤتمر الصحفي الخاص بفيلم "دكان شحاته" ما يقرب من الساعة، وأعتذر يوسف الصحفيين الذين لم يستطعوا أن يسألوا أي من فريق العمل لارتباطهم بموعد محدد، كما اعتذر عن عدم إمكانية تسجيل لقاءات خاصة مع القنوات الفضائية، واختفى فريق العمل عن المسرح عن طريق الباب الخلفي للخروج من السينما.
شاهد المؤتمر الصحفي الذي عقد بعد عرض فيلم "دكان شحاتة"