بدأ الفنان هشام إسماعيل رحلة احتراف الفن في مسرحية "قهوة سادة" مع المخرج خالد جلال سنة 2009، بعدها شارك في دور "فزاع" بمسلسل "الكبير أوي" سنة 2010، ليبدأ رحلة نجاح في أدوار كوميدية وتراجيدية مختلفة.
يتحدث هشام إسماعيل في حواره مع FilFan.com عن أعماله المقبلة ورؤيته كفنان لأعماله السابقة وأبرز المحطات فيها، وبالتأكيد سألناه عن شخصية فزاع التي تعلق بها الجمهور حتى الآن، وكانت تلك هي تصريحاته:
ما هي أعمالك في شهر رمضان المقبل؟
- أشارك في مسلسل "القمر أخر الدنيا"، وهو دراما اجتماعية تدور حول رحلة بحث مجموعة من الأشقاء عن والدتهم التي اختفت، وأجسد شخصية زوج الابنة الكبرى الذي يعمل في التدريس بالسعودية ويهتم بأسرته.
المسلسل مكتوب بشكل رائع ومناسب لأجواء شهر رمضان التي يجتمع فيها أفراد الأسرة لمتابعة المسلسلات، والأبطال من الممثلين الشباب المتميزين، كما منحني المخرج تامر حمزة حرية إضافة الجانب الكوميدي للشخصية بما يتفق مع الأحداث، ولحسن حظي لم أكن مرتبط بأعمال أخرى في فترة تصوير المسلسل، لذلك استمتعت كثيرًا بمشاركتي في "القمر أخر الدنيا" وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور عند عرضه
.
كيف نجحت في التنقل بين الأدوار الكوميدية والتراجيدية؟
- لست ممثلًا نمطيًا، لا أحب تكرار أداء الشخصيات، رغم أن هذا يجعل الممثل مطلوب بشكل أكبر خاصة في الأعمال الكوميدية، وجميع الأدوار التي قدمتها كانت بترشيح من مخرج العمل أو شركة الإنتاج، لم أحصل على أي دور بسبب المجاملات أو لعلاقة صداقة تجمعني بأحد النجوم، كل الأدوار التي قدمتها كانت مبنية على أسس فنية ورؤية أنني الأنسب لتجسيد الشخصية.
وبفضل من الله كنت موفق في تقديم أدوار ضمن أعمال هامة أحبها المشاهدون وتعلقوا بها سواء خلال عرضها الأول أو بعد إعادتها على القنوات، ومنها على سبيل المثال مسلسلات الكبير أوي، ذات، رسايل، الزوجة الثانية، أهو ده اللي صار والباب × الباب، وفي السينما أفلام طير أنت، سيما علي بابا والأنسة مامي وياباني أصلي.
ما تفسيرك لظاهرة تفاوت أجور الفنانين في الأعمال التليفزيونية خلال السنوات الماضية؟
- نجوم السينما الذين يحققون الإيرادات هم من يملكون حق طلب الأجر المناسب لهم في حال تقديم عمل تليفزيوني، لكن بخلاف هؤلاء الفنانين، فإن تقييم الأجر يرجع إلى شركة الإنتاج ومدى قدرة الفنان على التفاوض، ويجب أن يتم وضع معيار عام لتقييم أجور الفنانين بناء على أدوارهم الناجحة وتاريخهم الفني، فهناك فنانون لا خلاف على موهبتهم لكنهم ليسوا نجوم سينمائيين، ويستحقوا أجور تناسب قيمة ما يقدموه على الشاشة.
لو تحدثت عن نفسي، فأنا أسعى لتجسيد الشخصية بأفضل شكل ممكن دون النظر إلى أي شيء آخر، سواء كان اسم المخرج أو ميزانية الإنتاج، المهم أن أؤدي عملي بإتقان، كما لا أميل لفكرة استغلال نجاح عمل شاركت فيه لرفع أجري بشكل مفاجيء، رغم أن التقدير المادي شيء لا غنى عنه ويحق لي طلب الأجر المناسب، لكن أحب الاعتماد على تراكم الأعمال من خلال مشاركتي في العديد من الأعمال المتميزة فنيًا وناجحة جماهيريًا، وبعدها يمكنني طلب الأجر الذي يتفق مع قيمتي الفنية.
هل أنت راضي عن تراكم أدوارك حتى الآن؟
- في بداية مشواري كنت أتوقع أن نجاح العمل الفني يترتب عليه عرض المزيد من الأدوار الهامة، لكن مع الوقت وجدت أن نجاحي في مسلسلات مثل "الكبير أوي" و"ذات" ينتج عنه عروض أقل للمشاركة في الأفلام والمسلسلات، ومع اكتساب الخبرة أصبحت مدرك أن الأهم هو استمراري في تقديم الأدوار الجيدة، وأصبحت أكثر ثقة في إمكانياتي كممثل واستطاعتي ترك بصمة جيدة حتى لو ظهرت لدقائق على الشاشة.
تراكم الأدوار الجيدة هو ما كان يفعله الفنانون قديمًا وهو ما يفعله أيضًا الفنانون العالميون، لا أريد تقديم دور معتمد على حدث مؤقت أو فرقعة، ولا أرغب أن أكون "سوبر ستار"، المهم أن أكون نجم في دوري الذي أقدمه مهما كانت مساحته في العمل.
الأمر أصبح أسهل الآن بعدما ارتفع مستوى الأعمال الفنية خلال السنوات الماضية، كما أصبح المشاهد أكثر وعيًا أثناء انتقاء الأعمال التي يتابعها، وحتى الآن أنا راضي عن حوالي 80% من الأعمال التي قدمتها، لأنني لا أستطيع أن أتحكم في ظروف عرض بعض الأعمال التي لم تحقق النجاح المنتظر.
كيف تقيم تجربتك في فيلم "فزاع"؟
- بعد نجاح شخصية فزاع وتعلق الجمهور بها، أحببت تخليدها في فيلم سينمائي، وكتبت قصة أحداثها غير مرتبطة بباقي شخصيات المسلسل، ثم عرضت الفيلم على الفنانة إسعاد يونس بصفتها كمنتجة وموزعة سينمائية، وبدورها رحبت بالفكرة، ورشحت لي شركة الإنتاج التي نفذت الفيلم.
خرج الفيلم بأفضل صورة ممكنة وفقًا للظروف الإنتاجية، وهو مثل أي فيلم سينمائي به بعض نقاط الضعف، لكنه أفضل كثيرًا من أفلام تم عرضها في نفس التوقيت، وبعد فترة عندما بدأ الجمهور في مشاهدته تليفزيونيًا وعبر الإنترنت وجدت ردود فعل إيجابية أشادت بالفيلم ومدى ملائمته لأفراد الأسرة سواء كانوا أطفال أم كبار.
كما أن فيلم "فزاع" منحني فرصة المشاركة في فيلم أخر هو "دعدوش"، والفيلمين تمت كتابتهما بشكل متميز بعيدًا عن الاسكيتشات، لأنني كنت مهتم بتقديم أفلام ناضجة لها معنى يمكن للمشاهد رؤيتها في أي وقت.
هل تسبب عرض الفيلم قبل شهر رمضان في إبعاد شخصية فزاع عن المسلسل؟
- لم أكن صاحب القرار فيما يتعلق بموعد تصوير الفيلم أو عرضه، مسلسل "الكبير أوي" من أكثر الأعمال التي أحبها، وأحداثه تتحمل تقديم 10 أجزاء بنفس الشخصيات، لكن عدم ظهور فزاع في الجزء الخامس كان رؤية فنية لصناع المسلسل، وهو أمر احترمته وتقبلته.
ما سبب تعرضك للانتقادات بعد تقديمك للشخصية خارج إطار المسلسل؟
- لا أجد ما يبرر تلك الانتقادات، خاصة أنني عندما رغبت في تقديم الفيلم، طرحت الفكرة على أحمد الجندي مخرج المسلسل، الذي أعتبره أحد أهم من ساعدوا في تقديمي للجمهور، ورحب بالفكرة وشجعني على اتخاذ تلك الخطوة، ثم عرضت سيناريو الفيلم على الفنانة إسعاد يونس التي تحمست للمشروع، وخلال تلك الفترة لو كان أحد منهما أخبرني أنها خطوة غير موفقة كنت سأقتنع برؤيته، وأؤجل فكرة تقديم فيلم من تأليفي لوقت آخر.
هل تأثرت علاقتك بأحمد مكي بعد فيلم فزاع؟
- لم يحدث أي نقاش بيننا حول الفيلم لكي يقع خلاف أو اختلاف في وجهات النظر، تجمعني بأحمد مكي علاقة زمالة رائعة وتفاهم فني و"بيننا كيميا"، وهو من أكثر الممثلين الذين استمتع بالتعاون معهم وكنا دائمًا نحاول الابتكار في شكل الكوميديا، وذلك يظهر على الشاشة للجمهور، سواء في مسلسل الكبير أو فيلمي طير أنت وسيما علي بابا.
علاقتي بجميع زملائي الذين شاركتهم في الأعمال الفنية بداية من مسرحية "قهوة سادة" وصولا إلى مسلسل "القمر أخر الدنيا"، يسودها التفاهم والتناغم الفني ونستمتع بالعمل سويًا، وفي رأيي هذا أهم من أن يكون أبطال العمل أصدقاء مقربين لكن غير متجانسين على الشاشة.
اعتز بالأعمال التي جمعتني بأحمد مكي، ولو طلب مشاركتي في أي دور في أعماله المقبلة، لن أتردد لحظة قبل الموافقة، دون النظر إلى الأجر أو مساحة الدور لأنه يعرف إمكانياتي جيدًا، والأمر نفسه ينطبق على المخرج أحمد الجندي، فهما من قدماني للجمهور بشكل صنع شهرتي في مسلسل "الكبير أوي" وفيلم "طير أنت"، بعد نجاح مسرحية قهوة سادة مع المخرج خالد جلال.
خضت تجربة التأليف في فيلم "فزاع"، هل تنوي تكرار التجربة؟
- كتابة فيلم فزاع لم تأتِ مصادفة، فقد سبقها سنوات من كتابة الأعمال في الجامعة وخلال مشاركتي في مسرحية قهوة سادة، والفيلم كان ثاني أعمالي كمؤلف، حيث سبقه فيلم "بين شطين ومياه " الذي تعاقدت مع إحدى الشركات لتنفيذه سنة 2010 وكان بمشاركة أبطال مسرحية قهوة سادة، لكنه لم يخرج للنور بسبب توقف إنتاج الأعمال الفنية في 2011.
عانيت في كتابة الفيلمين، وأعترف أنني تسرعت في كتابة فيلم فزاع، وهو ما دفعني للقراءة المكثفة للكتب التي تتناول فن كتابة السيناريو، ومكنتني من تطوير موهبتي والآن يمكنني الكتابة بسهولة، ولدى 3 مشاريع أعكف على تحضيرهم حاليًا؛ فيلمين ومسلسل.
الفيلم الأول يتناول إحدى مواجهات حرب أكتوبر، وأسعى لتجميع أكبر قدر من المعلومات عن تلك الموقعة لتوثيقها بالشكل اللائق قبل كتابة السيناريو.
كما انتهيت من كتابة فيلم كوميدي يناقش قضية الشهرة المبنية على السوشيال ميديا، أما المسلسل فهو تاريخي كوميدي واستغرقت 3 سنوات في جمع المعلومات التاريخية لأحداثه، وأتمنى أن تبدأ تلك الأعمال في الخروج للنور خلال عام 2021، ولا يشترط أن أكون مشاركًا في بطولتها كممثل، فالأهم هو دوري كمؤلف.
لماذا تبتعد عن الظهور الإعلامي بعد نجاح الأعمال التي تشارك فيها؟
- التقصير ليس من جانبي، أنا لم أمتنع يومًا عن الرد على أي صحفي طلب التواصل معي وأستمتع بإجراء اللقاءات التليفزيونية، لأنني أحب الحديث عن الفن الذي أعتبره شغفي الأول، كما أنني لا أطلب تقاضي مقابل مادي للظهور في البرامج إلا لو عرضت القناة ذلك.
قدمت عدد من الأعمال المسرحية في أكثر من دولة عربية، هل يختلف الضحك مع اختلاف جنسية الجمهور؟
- الجمهور العربي بشكل عام تربى على الفن المصري وأفلام عادل إمام، ومتذوق جيد للكوميديا، لكن بالتأكيد هناك بعض الاختلافات التي تجعل جمهور بلد معينة يضحك على أشياء لن تضحك جمهور بلد أخرى، وهناك بعض المشاهد التي يتم الارتجال فيها لتناسب الجمهور مثل استخدام مصطلحات مرتبطة بثقافة أهل البلد، وأثناء عرض مسرحية "زي الناس" في تونس، ارتجلت مع أحمد السلكاوي حوار تضمن مصطلحات باللغة الفرنسية يستخدمها الجمهور التونسي في الحياة اليومية، ولاقت تفاعل عالي عند عرض المسرحية، الأمر نفسه فعله الفنان سامي مغاوري ومحمد ثروت عند عرض مسرحية "علاء الدين" في السعودية، عندما استخدما كلمة "أبشر" وهي في اللهجة السعودية ترادف "إن شاء الله" عند المصريين، وضحك الجمهور كثيرًا بسببها.
بما أننا ذكرنا "علاء الدين"، هل يتشابه "جعفر" في المسرحية مع نسخة أفلام ديزني؟
- تجاهلت نسخة الفيلم التي تم تقديمها العام الماضي واعتمدت على الشكل الذي ظهر به جعفر في نسخة ديزني الكارتونية في التسعينات، لأنها الأقرب لذاكرة المشاهد، كما أن الشخصية تتحدث بصوت غليظ، لكنها مختلفة في الأداء حيث أقدمها بشكل كوميدي يبرز علاقة العداء بين جعفر وعلاء الدين وكذلك الرومانسية الممتزجة بالشر مع ياسمين، في إطار الكوميديا التي يقدمها نص المسرحية.
المسرحية رائعة وممتعة بشهادة من حضروها، وأدعو الجمهور لمشاهدتها عند عودة العروض المسرحية من جديد.
اقرأ أيضا:
رمضان 2020.. إعلان مسلسل "القمر أخر الدنيا"
حوار- عارفة عبد الرسول: أحلم بالوقوف أمام ميريل ستريب والحصول على جائزة الأوسكار