يعيش العالم بأجمعه حالياً أزمة وباء فيروس كورونا المستجد covid-19 الذي سيطر على البلدان والدول وأجبر الشعوب بأكملها على الجلوس في المنازل تجنباً للإصابة والانتشار.
وبسبب العدو الغير المرئي تعيش بعض الدول مأساة التفشي والأصابة بين مواطنيها والتى أرجع بعض المحللين والأطباء أن السبب هو عدم الإلتزام والاستهتار بقرار الحكومات التي طالما طالبت بالجلوس في المنازل وعدم الاختلاط والخروج إلا للضرورة القصوى.
الشعب المصري حالياً يحارب ويواجه نفس العدو الخفي وتتصدى له الدولة بكل مأ أتيح لها من قوة ومعدات وإجراءات احترازية، شاكرين الله على الوقت الذي اتاحه لنا لمشاهدة أثره وانتشاره في الدول الأخرى واستبقنا بأخذ الإجراءات الاحترازية، وندعو أن تظل معدل الإصابات والوفيات قليلة دون أن يعيش الشعب المصري مأساة مثل نظيره الإيطالي أو الأسباني.
فيروس كورنا المستجد ليس الوباء الأول التي مر العالم وعلى مصر، لكنه سبقته الكثير من الأمراض والأوبئة، وتم ذكر ذلك في العديد من أعمالنا الفنية الدرامية سواء كانت التلفزيونية أو السينمائية.
ومع جلوسنا بالمنزل أصبح لا يوجد لدينا سوى أن نشغل أوقاتنا سواء بهواية خاصة أو بمشاهدة الأفلام والمسلسلات مع متابعة الأخبار حول هذا الفيروس في العالم مثلما تفعل أمي والكثير من الأمهات المصريات.
دائماً ما أعتبر أن أمي حالة خاصة فأنا أشكر الله على وجودها دائما فهي سيدة بسيطة كانت تعمل لوقت قريب حتى انهت فترة خدمتها، دائماً على دراية واسعة بالأحوال الداخلية والخارجية، عقلها يعمل بحكمة ورصانة فهي على سبيل المثال ليست من نوعية الأمهات التي تسطيع أن تكذب أو تخفي عليها شئ بسهولة.
تهتم أمي دائماً بالفن ومتابعته وتحب مشاهدة الأفلام والمسلسلات من مختلف الدول وبكل اللغات، وتقوم بتحليل بعض المشاهد والمواقف في الأعمال الفنية بشكل بسيط من وجهة نظرها، ومع ظروف الحظر تحدث بيننا نقاشات بسيطة كان أخرها عن ردد فعل شخصية فاطمة تعلبة التي أدتها هدى سلطان في مسلسل "الوتد" وقت انتشار الكوليرا.
تعيد إحدى القنوات المصرية مسلسل "الوتد" وتتابعه أمي من جديد، رصد المسلسل فترة انتشار الكوليرا في مصر والتي كان هناك تعليمات تشبه إلى حد ما ما تتطالب به الدولة حالياً هو الجلوس بالمنزل مع النضافة الشديدة وعدم الاختلاط.
من جانبها كان رد فعل ربة الأسرة ذات الشخصية القوية هي إجبار أبناءها رغم سنهم المتقدم على الجلوس في المنزل وعدم الخروج والاكتفاء بالطعام الخارج من الأرض الخاصة بهم والمصنوع في منزلهم، وحرق ملابس أولادها التي ارتدوها عند الخروج الأخير من المنزل ومع ذلك لم يستطيع أحد مخالفة أوامرها.
أعجبت أمي بفعل فاطمة تعلبة بشدة قائلة:"مش فاهمة هي الحكومة لازم تفرض الحظر بالقوة عشان الناس تسمع الكلام ومتخرجش للضرورة، ياريت كل الأمهات تعمل في عيالها زي ما عملت فاطمة".
ودار بيني وبين أمي نقاش العقل وعاطفة الخوف من جانبها مع عنفوان الشباب والإندفاع من جانبي، انتهى بفوزها في النهاية بعد أن صدمتني بالحقيقة أنها تتطبق علي حظر فاطمة لكن بفكر 2020، وقتها أدركت عدم خروجي من المنزل لمدة تزيد عن 21 يوما!!
نهاية الحديث أنه في أغلب الأوقات نرى حياتنا وواقعنا تنقلة الدراما بشكل من الأشكال مع اختلاف الزمن والتوقيت ونرى الشاشة الصغيرة تنقل واقعنا أمام أعينا فربما نستلهم من ذلك بعض الحلول التى استخدمت في الماضي كما فعلت فاطمة تعلبة وأمي.