طوال فترة عملي كصحفية فنية التي استمرت لسنوات طويلة، كان أكثر ما يزعجني هو تعليقات الجمهور عبر مواقع التواصل الاجتماعي من نوعية "ياااه يومي مكنش هيعدي من غير ما اعرفش الخبر دا" .."ايه التفاهة دي"، وبسبب هذه التعليقات لا أنكر أني ولفترة طويلة حاولت جاهدة أن أثبت لنفسي بأني لست "بالتفاهة دي"!
ربما تعليقك على أي محتوى تقابله عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا يشغل من وقتك الكثير، ولكن الاستهانة بعمل أو حياة الآخرين تشغل الطرف الآخر لساعات، ولكن هذا ليس ما في الأمر، لا طالما سخرنا جميعا من مقولة "الفن رسالة" وإن كانت هذه الرسالة هي الترفيه بحد ذاتها، كثيرا ما طالنا سؤال واحد بعد مشاهدة أي عمل "وأنا استفدت إيه؟" أظن في هذه الأوقات أن الإجابة وصلت!
في وسط تواجدنا في بيوتنا جميعا في كل دول العالم، لم يكن أمامنا سوى التليفزيون والانترنت وتسهيلات كل التطبيقات المتعلقة بمشاهدة الأعمال الفنية لمتابعة هذه الأعمال بالمجان! جاء الوقت ليظهر دور الفن الأساسي وهو التسلية والترفيه، فخلال الأسبوعين الماضيين، كم فيلما شاهدته؟ كم مسلسلا انتهيت منه؟ هل أنهيت La Casa de Papel في يوم؟
فلولا كل الأعمال والفنانين الذي لا طالما انتقدت وجودهم واتهمتهم بالتفاهة، كانت أعمالهم هي الصديق الوحيد الذي هون الأوقات وضيعها دون الشعور بساعات الملل الطويلة، مجرد كبسة زر والآن أنت في عالمهم.
ربما تُرهقك حياة النجوم وتجد فيها من الغنى ما يضايقك، وربما كان هذا السبب في اعتراضك الأساسي على الأخبار الفنية، ولكن هذا الأمر لا يخصك، فما يخصك بالفعل هو الأثر الذي تركوه في يومك وأنت تتابع عملا سواء كان كوميديا فترك لك ابتسامة، أو تراجيديا فأبكاك أو تأثرت، دور الفن ليس التوعية أو التأثير في المجتمع، يكفي فقط أن يشير لأمر ما أو سلوك ونبذه، وعليك أنت الاختيار فيما يجب عليك فعله! فلا تحملوه أكثر مما ينبغي.
إذاً، عزيزي المعلق على الأخبار، عند تعرضك لخبر بدء تصوير عمل أو الانتهاء منه، أرجوك لا تسخر منه إن كان يومك سيمر عادي وقتها دون معرفة هذا الخبر، فتذكر اليوم الذي تنتظر فيه متابعة عمل جديد بدلا من الذي انتهيت منهم بالفعل.