خلال مسيرة مهنية تزيد عن العشرين عاما، لا يزال الإعلامي تامر أمين يواصل ارتداء ثوب الناقد والرقيب على كل من حوله، يتحدث عن المهنية والموضوعية وكأنه الوكيل الحصري للانضباط الإعلامي.
يثير الجدل بأحاديثه عن الحياد الإعلامي رغم أن البعض يراه لا يطبقه في بعض الأوقات. الغريب أنه يفرح بإثارة الجدل وتصدر تريندات مواقع التواصل الاجتماعي من آن لآخر، ويؤكد أنه من الجيد للإعلامي أن يصبح حديث الناس ويتجادولون بشأنه، فهذا مؤشر إيجابي في النهاية.. لكن حتى وإن كان هذه الجدل من خلال تصريحات واتهامات متبادلة بينه وبين الراقصات؟
سلسلة طويلة من التصريحات والهجوم والشد والجذب بين الإعلامي الذي يهاجم مهنة الرقص الشرقي وكل النساء اللاتي تعملن بها، وبين الراقصات اللاتي يتهمنه بادعاء الفضيلة، وأنه يهاجمهن على شاشات الإعلام بينما يقضي سهراته معهن في الملاهي الليلية.
من فيفي عبده لدينا لسما المصري لجوهرة، لم يترك تامر أمين راقصة إلا وارتبط اسمه بها في وسائل الإعلام بسبب الاتهامات المتبادلة بينهم، وكأنه بدلا من أن يصرف الجمهور عن متابعة أخبار الراقصات، صار يجذبه لمتابعتهن، بل ويؤكد أنه متأهب طوال الوقت للرد على أبسط تصريح أو موقف من أي راقصة، أي أنه يكرههن ومع ذلك يعد أكثر إعلامي يهتم بمتابعة أخبارهن والتعليق على تصرفاتهن !
ورغم وصول هذا التراشق بالاتهامات إلى ساحات القضاء أكثر من مرة خلال السنوات الماضية، إلا أن تامر أمين لا يتوقف عن الحديث عن الراقصات، إذ عاد بالأمس ليؤكد أن الرقص الشرقي مهنة "طريقها شِمال"، ومن المهين للفن أن نصف الراقصات بالفنانات.
حسنًا، هذا رأيه وكل منّا له رأيه الشخصي في كل الأمور، لكن لماذا ينتقد الأداء الإعلامي لبعض الزملاء بسبب عدم الحيادية، مؤكدا أن المذيع لا بد أن يكون حياديا، فما لا يعجبه قد يعجب آخرين، وهذا الكلام لا يتماشى بالتأكيد مع دور الناقد والحكيم وراعي الفضيلة الذي يمارسه على الجميع، فلن نثبت أو ننفي الاتهامات التي وجهتها له الراقصات بأنه يقول على الشاشات ما لا يفعله في الحقيقة، فنحن لم نرها ولسنا بحاجة للتأكد منها، لأنه أصلا يناقض نفسه بنفسه على الشاشات.
يقول: "أنا مليش علاقة بالشخص، أنا ليا علاقة بالفعل، لما الفعل يبقى سيء أنا هنتقده ولو كويس همدحه"، حسنا امدح سما المصري لأنها أطلقت مبادرة لتدفئة الفقراء والتبرع لهم بالملابس، "برافو يا سما تصرف كويس.. بس هو لازم توزعي كلاسين؟ هو لازم حاجة تحت والسلام؟ كفاياك حك يا عم الحج يعني لازم تحت وخلاص!! واسم الحملة (دفيهم) ههههه ماشي هدفيهم إذا كان ده طلبك عنيا".. هذا كان تعليقه بالنص على هذه الحملة في برنامج "آخر النهار" (شاهد الفيديو)
يقول: "أحترم المرأة المصرية.. وأحترم الناجحات والأزواج الذين يدعمون زوجاتهم في النجاح"، فيستضيف رانيا علواني عضو مجلس إدارة النادي الأهلي، ويوجه حديثه لزوجها قائلا: "كلمني عن إحساسك وأنت بتعمل شاي بلبن وبتذاكر للولاد وأنت اللي قاعد في البيت والدكتورة قاعدة دلوقت في التليفزيون وهتطلع بعد كده على العيادة ومن العيادة على المجلس .. إحساسك إيه وأنت معدي كده في الريسبشن فتلاقي دولاب بطولات كده فيه 48 ميدالية و97 نيشان وكذا وكذا وأنت أكتر حاجة أخدتها إن أنت مثلا كسبت علي حباجة عشرة طاولة أخدتها امبارح عالقهوة.. إيه شعورك؟!". (شاهد الفيديو
يقول: "لسان الإعلامي اختبار من الله وهنتحاسب على ما نقوله كل يوم أمام الشاشة في قول الحقيقة"، فيتحدث عن شريف مدكور قائلا: "شريف قاصد إنه يبقا طري على الشاشة.. يطلع يعمل على الشاشة حاجات أنا كتامر يستحيل أعملها حتى لو لوحدي في أوضة النوم.. المفارقة بقا إن أنا اعرفه على الطبيعة وهو في الواقع لا علاقة له بهذه النعومة اللي على الشاشة.. بالعكس راجل جدا"، فينفي شريف كل ما قاله تامر بقوله: "كلامك سم يا أستاذ تامر، وشخصيتي على الشاشة نفس شخصيتي في الحقيقة، وأنت عمرك أصلًا ما شفتني، ولا كان في بينا أي تعامل". (شاهد الفيديو)
يقول: "أنا وكيل نيابة على الشاشة، إنسان جاد وحتى لو بنقدم ترفيه لازم نبقا جادين مش هزليين ولا أراجوزات.. كرسي المذيع له التزاماته.. فا دوري إنه يبقا في شوية كوميديا اه بس في مكانها وشوية استلطاف بس من غير ابتذال"، لكن على الجانب الآخر... شاهد هذا الفيديو.
في النهاية، نحن لا نتعمد إظهار أخطاء تامر أمين وإغفال إيجابياته، وأيضا لا ندافع عن الراقصات أو نهاجمهن، لكن الهدف هو لفت الانتباه إلى أن الفنان أو الإعلامي عندما يتحول لناقد لزملائه وراصد لأخطاء الأخرين فقط، يخسر جزءا كبيرا من الهالة الموجودة حوله... حتى وإن صدق !
اقرأ أيضا:
انتصارًا للمرأة.. 7 أسباب تجعل "روقة" ليست الزوجة المثالية