اختتم أمس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي دورته رقم 41، التي استمرت لمدة 10 أيام، وهي من أكثر الدورات حصولًا على الإشادات التنظيمية وكذلك الاهتمام الإعلامي.
بريق المهرجانات السينمائية الكبرى وحجم متابعة تغطية سجادتها الحمراء، يجذبان دائمًا الباحثات عن الشهرة المجانية، وهن فتيات لا يمكن أن نطلق عليهن لقب ممثلات أو فنانات؛ مجرد باحثات عن أضواء قد تلفت انتباه أحدهم لشيء ما لا علاقة له بالفن أو الموهبة.
في حفل افتتاح المهرجان، تواجد ممثلتين لم تتم دعوتهما؛ على السجادة الحمراء للمهرجان، لكن الأمن رفض دخولهن بسبب امتلاكهم لدعوات تخص أشخاص أخرين، واكتفت كل منهما ببضعة صورعلى حسابات المواقع التواصل الاجتماعي.
ليلة ختام المهرجان شهدت محاولة ثانية منهما، الأولى نشرت صور لدعوة لحفل الختام، لتوهم متابعيها أن الدعوة تخصها، ثم عاودت نشر فيديو من داخل سيارتها؛ أدعت فيه أنها كانت في طريقها إلى دار الأوبرا المصرية لحضور الحفل، قبل تعطل سيارتها، ثم اختلقت قصة جديدة بنشر صورتها داخل إحدى المستشفيات، معلنة مرورها بأزمة صحية أثناء توجهها إلى الحفل، وهو ما أضطر المارة إلى نقلها للمستشفى، دون أن تهتم بما أدعته من قبل أو ظهورها بملابس مختلفة عن تلك التي ظهرت بها في السيارة، إلا لو كانت تعرضت للأزمة الصحية الطارئة أثناء استبدالها ملابسها في الشارع.
أما الثانية فظهرت في بث مباشر من داخل حمام سباحة لتعلن أنها قررت أن تتحدث إلى جمهورها برغم برودة المياه، وأدعت أنها حصلت على دعوتها لحفل الختام، لكنها لم تذهب لأن مكان جلوسها بالحفل لم يعجبها، مؤكدة أنها حصلت على دعوتها من شخص مجهول، وهو ما يمكن اعتباره إشارة واضحة إلى أن إدارة المهرجان لم تدعِها من قبل، واعتراف ضمني بواقعة طردها بواسطة أمن المهرجان الذي رفض دخولها إلى حفل الافتتاح بدعوة تحمل اسم شخص أخر.
المثالين السابقين ومثلهن من الباحثات عن الشهرة السريعة هم أزمة يجب على الصحافة مواجهتها بالامتناع، لأن تناقل أخبارهم والاهتمام الإعلامي بهن يمنحهن ما رغبن فيه، في حين أن الطريقة الأفضل للتعامل مع تلك الحالات يجب أن تكون في كشفهن وتسليط الضوء على محاولة التسلل إلى المهرجانات.
وقبل أن يبرر أحد تلك المحاولات للتسلل؛ بالرغبة في حضور المهرجان، يجب الإشارة إلى أن حضور المهرجانات السينمائية لم يعد مقتصرًا على الفنانين أصحاب النجومية والشهرة، حيث تحرص إدارات تلك المهرجانات على دعوة عدد كبير من الفنانين الشباب سواء كانوا ممثلين أو مخرجين أو منتجين، لمنحهم فرص الاحتكاك مع صناع السينما واكتساب خبرات جديدة، كذلك يحصل الشباب على فرصة العمل في إدارة المهرجانات والتواجد في لجان تحكيم المسابقات إلى جانب فنانين من دول مختلفة.
إدارات تلك المهرجانات السينمائية لا تستطيع دعوة جميع الفنانين، ودائمًا ما يكون هناك نجوم غائبون عن تلك الفعاليات الفنية، والأمر ينطبق على باقي الفنانين، وقد لا تتم دعوة موهوب شاب أو نجم صاعد لأسباب لا تتعلق بموهبته بقدر تعلقها بعدد المدعوين المتاح، لكن يجب التفرقة بين الفنانين الشباب والمواهب الحقيقية الصاعدة وبين من يبحثون عن الشهرة بالطرق السريعة الغير مشروعة، وهو ما لن يتحقق إلا بمواجهة تلك الفئات بشكل علني وتوعية الجمهور بأكاذيبهم.
اقرأ أيضًا:
ماذا رصد FilFan في فعاليات الدورة 41 من القاهرة السينمائي