نقلا عن نشرة مهرجان القاهرة السينمائي 41
تشارك بفيلمها "بين الجنة والأرض" ممثلا لفلسطين فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى الـ41... وهو أحد أهم الأعمال التى ترصد واقعا مؤلما لحياة التشتت لأسرة فلسطينة.
نجوى نجار من أهم المخرجات الفلسطينيات، هناك السينما فى واشنطن، لكنها، عادت إلى مدينتها ووطنها القدس، وكان أول أفلامها القصيرة فيلم (نعيم ووديعة) عام 1999، لتتوالى أعمالها بعد ذلك والتي من أبرزها (المر والرمان، عيون الحرامية)... تتحدث فى حوار خاص عن تجربتها وعن السينما الفلسطينية.
بداية... من أين استوحيت قصة فيلمك "بين الجنة والأرض"؟
من حياتنا، فهى أقرب إلى الواقع، "سلمى" و"تامر" متزوجان منذ خمس سنوات ويعيشان في الأراضي الفلسطينية، المرة الأولى التي يحصل فيها "تامر" على تصريح بدخول المناطق المحتلة تكون من أجل تقديم أوراق طلاقهما في المحكمة بالناصرة. في المحكمة، يفاجئهما اكتشاف صادم عن ماضي والد "تامر".
مشاركتك فى المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة... كيف ترينها؟
القاهرة...تهمنى جدا، ومهرجانها من أهم مهرجانات العالم من بين 14 مهرجانا هو رقم مهم، وتاريخيا مصر جزء منا وقفت معنا كشعب وبلد... أم الدنيا فعلا، ومهم لنا أن نكون متواجدين فى مهرجان القاهرة لشعب يحبنا ويفهمنا ويدعمنا، وأتمنى أن يصل الفيلم إلى المشاهد عن رحلة داخل فلسطين التاريخية عن الناس الذين أجبروا للعيش فى أماكن معينة، وفى النهاية تلخص لنا الرحلة أن مصيرنا واحد... رحلة مليئة بالمعاناة... وعرض الفيلم فى المسابقة الرسمية شرف كبير لى.
هل كنت تقصدين تصوير فيلم عن هذه الحكاية منذ البداية؟
عندما كنت فى زيارة إلى حيفا، وأنا أساسا أعيش فى القدس المحتلة، حدثت حوارات بالمصادفة عن حكاية سيدتين نهلة وسامية أعجبتني فقررنا الذهاب إلى نهلة، وفى تواجدنا حضر لى صاحب محل، وبدأ يسرد لى حكاية عن ابنه الذى حصل على منحة لدراسة السينما، فى الخارج، ولكنه رفض، وفي أثناء الحكي قال كلاما به تفاصيل عن المكان الذى يسكن فيه، وأنه من قرية تسمى "إكريت". أدهشنى كلامه لأننى فلسطينية، ولا عرف شيئا عن قرية تسمى بهذا الاسم، فاستقللت سيارتى وبدأت البحث عنها لساعات طويلة، حتى وصلت إلى زقاق فى منطقة بجوار كنيسة، قابلت صبية وشابا، غاية فى الجمال، ووجدتها وهى على الحدود، حكينا بالعربى ومن هنا بدأت قصة "بين الجنة والأرض"، لأننى سمعت قصة تصلح لفيلم سينمائى مختلف.
وماذا أثار دهشتك؟
كيف أننا تشردنا فى العالم... تشردنا حتى فى بلدنا بالداخل، لم نعد يعرف بعضنا بعضا، مع أن مصيرنا واحد، سواء كنا فى حيفا أو غزة.
لم أكن قد وضعت يدى على رواية واضحة المعالم فى البداية، لكن بعد أن هدأت من تعب الرحلة، شعرت أن هناك رسالة مهمة لابد منها، تلك التى تضمنها الفيلم، قررت الذهاب أكثر من مرة، شاهدت فلسطينيين وسوريين يعيشون تحت الاحتلال، فقررت أن تكون الرحلة من خلال "سلمى وتامر"، ومعاناتهما... قصة حب لاثنين ينتهى بهما المطاف إلى الانفصال، وقصة أرض وواقع سياسى مختلف ومصير واحد.
مؤكد أنك واجهت صعوبات فى أثناء التصوير؟
الصعوبات... كثيرة، وصورنا فى 24 يوما، بين الضفة وأريحا ورام الله وفى "أكريت" فى حيفا والناصرة وراس الناطورة، وهناك اختلافات فى شكل وهويات السيارات، حاولنا بكل الجهد أن يكون طاقم العمل مختلطا، لأنه مهم لنا أن نظل يدا واحدة، وأن نقدم فيلما يحكى قصتنا، فيلما منا وفينا، واجهنا 160 حاجزا، يصعب المرور منها كلها، لدينا وقت محدد، وميزانية محددة... واجهنا العديد من المشاكل، وتم سجن أربعة من الطاقم من قبل الاحتلال، رغم التصاريح، وعندما ذهبت مساعدة الإنتاج لإخراجه تم سجنها هى الأخرى، وحتى عاملة المكياج وهى من رام الله، أصرت على العمل معنا فتم سجنها، هذه بعض الصعوبات.
وحكت لى مديرة الإنتاج أن رأس الناطورة منطقة تاريخية لابد من إذن، وفي أثناء التصوير لمدة ساعة، وتم منعنا، لعبوا معنا ألعابا سيئة، نوع من المعاناة... أن تصور فى فلسطين، لكننا نصر على الحياة، لدى دائما عدة اتجاهات، وطرق، دائما أتوقع ما سيحدث لى ولطاقم الفيلم.
وكيف قمت باختيار الممثلين؟
كان شبه مستحيل أن يشارك فى هذا العمل ممثل غير فلسطينى، مع أنه يهمنى العمل مع كل الفنانين العرب، لأن هذا يمنحنى مجالا للعمل مع خبرات مختلفة... وفى هذه القصة كان من الضرورى أن أجد من يشبه الحكاية، من واقع الأرض، مثل "سلمى" التى ولدت تحت الاحتلال، فى الناصرة، أعطتنى مصداقية و"تامر" ابن شهيد، استشهد فى لبنان، وكنا بحاجة الى شاب لديه معاناة من الداخل، وأن يكون شاعرا بالتجربة، وبقية الممثلين، حاولنا أن نكون قريبين من الحكايات، مثل "أمل" التى تعيش فى مجدل شمس ومتزوجة من سورى، أتقنت اللغة، وعاشت بصدق، كل الممثلين من الجندى للفنانين كلهم من الأرض، حتى أصل إلى المصداقية.
توجد وجوه أجنبية فى الفيلم؟
نعم يوجد بعض الأدوار الثانوية لأجانب وهما فرنسيان؛ لأننا كنا بحاجة لهما، وأيسلندى من أصل فلسطينى، وهم فقط من خارج الطاقم، وفرضتهم القصة.
السينما الفلسطينية تتراجع.. لماذا؟
أنا شخصيا... لا أشعر بتراجع، لكننا نواجه صعوبات فى العمل، وفى فلسطين مشاريع تتم على الأرض، حراك حتى تظل السينما موجودة، وهى الطريقة الأهم، حتى تظل القضية فى الصورة، ونصل إلى العالم وأن يشاهدنا الناس من أرضنا، لأننا خلال هذه السنوات الغرب شوه صورة القضية، ودورنا أن نظل نحارب بالسينما حتى نقدم القضية من داخل الأرض، لا من خارجها.
هل التمويل يمثل لك مشكلة؟
فى كل دول العالم العربى يوجد أزمة تمويل، وندرة فى الإنتاج والتمويل، التمويل موزع على قصص كثيرة، ولكن هناك طرق ومحاولات لأن نستمر.
سينما المرأة تواجه أزمة خاصة للمرأة الفلسطينية؟
أرى أن مستقبل السينما النسائية مستقرة، ومطمئنة.. وما أراه فى فلسطين وفى الخارج أيضا منهم جيل جديد من مخرجين وكتاب لديهم أحلام وتطلعات، سواء فى الداخل أو مشتتين يحاولون فى ظل ما يواجهونه من مشاكل أن يحققوا خطوات مهمة، هناك حراك مهم جدا، وعلينا أن نحافظ عليه، فالصورة التى نقدمها هى التى تسهم فى تصحيح صورتنا التى شوهها الغرب.
اقرأ أيضا:
مهرجان القاهرة السينمائي يكرم شرير "تيتانيك" بيلي زين
فيلم "ليلى وأنا" يفوز بجائزة قنوات ART بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي