على مدار ما يقرب من ساعة ونصف تابعت حوار الفنانة سمية الألفي مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامج "واحد من الناس"، وكان حوارًا مليئًا بالشجن، يثير في النفس الكثير من المشاعر والأفكار والذكريات، والأهم من ذلك إحساس التعاطف الجارف مع سمية الألفي وفاروق الفيشاوي.
البكاء والموسيقى الحزينة وطريقة سرد سمية لقصة حبها للفيشاوي، تجعلك مندمجًا في الحوار بتأثر شديد، وكأنك تستمع لقصة حب أسطورية مثل التي نشاهدها في الأفلام ونقرأها في الروايات، حب غير مشروط، لا تغيره الأزمات والخلافات، ولا حتى الخيانة، فهي تبرر علاقات الفيشاوي النسائية الكثيرة جدا جدا، وتعتبره مظلومًا، لأنه لم يكن باستطاعته رفض أي امرأة تطلبه "فا هنعمل إيه في الستات بقى؟!" على حد تعبيرها، وكأن الأزمة في النساء اللاتي يرغبن فيه؟!
"كان شقي جدا، محب للحياة بطريقة جنونية، عمره ما توقع الموت حتى وهو في عز مرضه، الأولوية في حياته للسهر والصحاب والاستمتاع بالحياة.. من كتر علاقاته وحبه للستات وصلت لدرجة إني بقيت أقول لنفسي أنا إيه اللي ناقص فيا ومخليه يبص لستات غيري، ولما سألته السؤال ده زعل جدا إنه خلاني أحس الإحساس ده.. هو اللي فتح قلبي وأنا لسه عيلة عندي 20 سنة ومحدش قبله ولا بعده دخل قلبي.. وهو كان عنده 24 سنة يعني لسه صغيرين برضو...
عمري ما كرهت الستات اللي دخلوا حياته.. كانت بتجيلي تليفونات وقت جوازنا إنه في المكان الفلاني مع فلانة، ولا مرة فكرت إني اروح أقفشه واثبت عليه الخيانة، لأن بالنسبة لي الخيانة خيانة مشاعر مش خيانة جسد، وهو محبش حد قدي، فاروق كان بيعتبرني من ممتلكاته، لما اتجوزت راح لماما وبكى وقالها سمية متعملش فيا كده، مع إنه وقتها كان متجوز وعايش حياته، بس لأ، هو يعيش حياته عادي إنما ميقدرش يلاقيني في إيد حد تاني، حتى لما انفصلنا وهو اتجوز وأنا اتجوزت لما كنا بنغيب فترات طويلة منشوفش بعض كان بيوحشني بس مكنتش اقدر أقول له ده".
اقرأ أيضا: سمية الألفي عن خيانة الفيشاوي: مظلوم... مكنش بيقدر يقاوم الستات
للوهلة الأولى تنبهر من عظمة الحب والمشاعر الجارفة التي تصاحبها تعبيرات وجه صادقة ودموع حارة من سمية على محبوبها الراحل، لكن مع أول لحظة تستخدم فيها عقلك للحكم على ما شاهدته، ستقول بالتأكيد هذه قصة أسطورية ليس لعمق ما فيها من مشاعر، بالعكس فهي مليئة بالعذاب والجراح والبعد والفراق، بل أسطورية لأنه لا توجد امرأة تقبل كل ذلك على نفسها سوى سمية الألفي.
الأمر لا يثير الإعجاب بقدر ما يثير التعاطف، فهي عانت ولا تزال تعاني بفراق من تحب، أما الفيشاوي فقد نال من الحياة بقدر ما أحبها، لكن في رأيي الشخصي أفضل ما ناله الفيشاوي في حياته ليس المتع والسهرات والأصحاب، بل حب سمية الألفي غير المحدود له، فالرزق مقسم بالعدل بيننا وربما كان الجزء الأكبر من رزقه في حبها له، ولكن في النهاية هي الأكثر تضررًا قبل الوفاة وبعدها.
هذه الأحداث والوقائع لا تصلح سوى لسمية الألفي وفاروق الفيشاوي، وأي محاولة لتقليد الحب الجارف المليء بالتضحيات بلا شروط ولا مقابل ولا حتى رفض للخيانة، فسيتحول لحياة لا راحة فيها ولا سعادة. الأساس هو الحب المتبادل، الاهتمام المتبادل، الإخلاص المتبادل... أي شعور لا بد أن يقابله المِثل وإلا تحوّل لنقمة تعذب صاحبها.
الخلاصة، أحبوا من يحبونكم فقط، من يبادلونكم كل شعور بمثله لا بالنقيض، ولا تكونوا مثل سمية الألفي، فهي خُلقت لفاروق الفيشاوي واختارت ذلك بإرادتها، لكنها في النهاية قصة لا تصلح سوى لهذين الشخصين، سواء اتفقنا أو اختلفنا عليها، وأي ترويج لها مثلما حدث اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها نموذج للحب والإخلاص النادر، أمر خطير، لأنه يهدم ثوابت العلاقات ويعتبر الشاذ والمختلف فيها هو الأساس، رغم أنه لا أصل لأي علاقة إنسانية سوى الإخلاص... حتى وإن ندر.
اقرأ أيضًا: