الموقع الرسمي لمهرجان دبي السينمائي الدولي اختفى، لا أثر له على شبكة الإنترنت ، وبالطبع لا جديد عن دورة 2019 التي وعدت إدارة المهرجان بإقامتها بعد الإعلان في أبريل 2018 عن تغيير دورية انعقاد المهرجان ليقام كل عامين.
إذن حتى الآن لا تزال الدورة الرابعة عشر هي الدورة الأخيرة للمهرجان العربي الشهير والتي أقيمت ديسمبر 2017 ولا جديد عن الدورة الخامسة عشر، لم يعلن بعد ما إذا كانت ستقام في العام 2020 أم أن المهرجان أصبح في خبر كان، فقط صفحته على فيس بوك تقوم بدعم إعلامي لأفلام ونشاطات سينمائية معظمها ارتبط بدورات سابقة للمهرجان الذي كان نقطة تحول في صناعة المهرجانات العربية، فيما العدد الأكبر من موظفيه الذين أداروه بإحترافية منذ إنطلاقها لأول مرة عام 2004 ، قد توزع على مهرجانات الجونة والقاهرة ومراكش وسيظهر العديد منهم بالتأكيد في الدورة الأولى لمهرجان البحر الأحمر السينمائي.
جاء توقف مهرجان دبيبعد إلغاء مهرجان أبو ظبي بنحو 3 أعوام، لكن التفاؤل كان أكبر بعودة دبي بعد الإعلان عن عقد دورة جديدة عام 2019، ومن يعملون في هذه الصناعة يعرفون أنه لكي تعقد دورة لمهرجان في ديسمبر المقبل فيجب أن تعلن عن تفاصيلها من ديسمبر الذي مضى على الأقل وهو ما لم يحدث غير أن عدم إطلاق أي تصريح رسمي عن مصير المهرجان يجعل قدرا من التفاؤل يفرض نفسه على الصورة فحتى الآن المهرجان قابل للعودة وهو الأمر الذي يتمناه بالتأكيد كل العاملين في صناعة السينما العربية، فأيا كانت الانتقادات التي طالت هذه المهرجان، فلا ينكر منصف أنه كان نقطة تحول أثرت بالإيجاب سواء على صناعة المهرجانات أو صناعة السينما، ولولاه من عمدت المهرجانات العربية التقليدية إلى تطوير نفسها، فيما بدأت المهرجانات الجديدة من حيث انتهى دبي.
اللافت أنه رغم توقف مهرجان دبي وإلغاء مهرجان أبو ظبي، لكن المهرجانات السينمائية الأخرى في الإمارات تشهد تطورا ودعما مستمرا، سواء الوليدة منها مثل مهرجان العين السينمائيالذي يقام تحت رعاية الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والذي أعلن مؤخرا عن فتح باب تسجيل الأفلام المشاركة في دورته الثانية والتي ستُقام في مدينة العين في 22 إلى 25 يناير 2020.
كما يستمر بنجاح للدورة العاشرة مهرجان الشارقة السينمائي لأفلام الأطفال والشباب، وهو المهرجان السينمائي الأول للأطفال و الشباب في الدولة و المنطقة، أحد مشاريع مؤسسة فن – الفن الإعلامي للأطفال و الناشئة التابعة لحكومة الشارقة تحت رعاية سمو الشيخة جواهر القاسمي.
غير أن هذه المهرجانات بالتأكيد كان من المهم أن تكمل الصورة في وجود مهرجان دبي لا أن تعمل منفردة وتخسر الصناعة مهرجانا بهذا الحجم.
في الوقت نفسه شهدت الساحة السينمائية العربية سطوع نجم مهرجان الجونة السينمائيوالذي انتهت الشهر الماضي دورته الثالثة وسط أمنيات بأن يتعاظم دور المهرجان في المنطقة العربية خلال السنوات المقبلة خصوصا وأن إدارته بدأت من حيث انتهت المهرجانات العالمية، حيث يدار – في معظم تفاصيله وليس كلها بالطبع – كما لو كان مهرجانا أوروبيا، خصوصا فيما يتعلق بعملية اختيار وبرمجة الأفلام والتسويق لها واستقبال النجوم والضيوف من كل أنحاء العالم .
على الشاطئ المقابل من مهرجان الجونة، يستعد أهل جدة لتدشين أول مهرجان سينمائي سعودي يقوده المخرج الأبرز على الساحة السعودية خلال السنوات الأخيرة محمود الصباغ، حيث يشهد شهر مارس المقبل إنطلاق الدورة الأولى لمهرجان البحر الأحمر السينمائي، وكان لافتا أن المهرجان لم يحمل اسم الدولة ولا حتى المدينة التي يقام بها، وإنما البحر الأحمر ليؤكد انحيازه للاقليم ككل وأنه ليس مهرجانا محليا، وللصباغ مشاركات عديدة في مهرجانات دولية وفريق العمل حسب ما هو معروف مكون من خبراء شاركوا في مهرجانات دولية عدة ما يجعل الكثيرون ينتظرون تلك الدورة تمهيدا لضم المهرجان لخريطة المهرجانات المؤثرة عربيا .
وفيما ننتظر الإعلان عن تدشين مهرجان العراق السينمائي، وتشهد لبنان العديد من الفاعليات التي وإن كانت تعاني من ضعف الإمكانيات لكنها تتمتع بقدرتها على التأثير في المحيط التابع لها، لا يمكن اغفال القوة التي باتت تتمتع بها مهرجانات شمال إفريقيا، بداية من المهرجان الأبرز الذي استعاد كثيرا من عافيته، مهرجان القاهرة السينمائي الدولي والذي ينطلق في الثلث الأخير من نوفمبر المقبل، فيما بعد أيام تنطلق الدورة الثلاثين لمهرجان أيام قرطاج السينمائية وهو أقدم مهرجان عربي حيث انطلقت دورته الأولى عام 1966، وفيما مر شهر يوليو دون اقامة مهرجان وهران للفيلم العربي بسبب الحراك الشعبي في الجزائر، يشهد شهر ديسمبر الدورة الـ 18 لمهرجان مراكش السينمائي الدولي وهو المهرجان الذي توقف لعام واحد، حيث لم تقام دورة 2017 ليعود من جديد العام الماضي ويكمل المسيرة وهو ما نتمنى أن يتكرر قريبا مع مهرجان دبي.
اقرأ أيضا: