بعد مرور 4 شهور على عرضه سينمائيا، عرض فيلم "الممر" للمرة الأولى على التليفزيون المصري، في ذكرى انتصار أكتوبر، ليخلق حالة غير مسبوقة على مواقع التواصل الاجتماعي.
حالة عامة
مع عرض فيلم "الممر" للمرة الأولى على شاشات التليفزيون، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي حالة من التوهج والتفاعل مع الفيلم وتفاصيله والحوار الخاص به، كما شهدت أيضا انتشارا لبعض العبارات والمشاهد التي دارت من خلال أحداث الفيلم، واحتل الصدارة في ترتيبات مواقع التواصل الاجتماعي بسبب الحديث عنه، وهي حالة فنية فريدة تحدث في حالات نادرة خاصة مع الأعمال الدرامية التليفزيونية، عندما يتأثر المشاهدون بأحد المشاهد في إحدى حلقات مسلسل ما، ويتسبب المشهد في انتشار حالة من التفاعل مع على مواقع التواصل الاجتماعي ليصبح في الصدارة.
ولكن هذه المرة الفيلم بالكامل كان حديث مواقع التواصل الاجتماعي، ليس مشهدًا أو حلقة، وهو ما يؤكد على تعايش الجمهور للقصة وتفاصيلها، وجميع الأحداث والمشاهد التي دارت فيه.
في كل بيت ..على كل قهوة
ومع بدء عرض الفيلم، شهدت الشوارع المصرية، المزدحمة دائما، مشهدا لا يتكرر إلا في العطلات الرسمية، أو وقت المغرب في شهر رمضان، فتجمعت العائلات والأسر والأصدقاء في البيوت لمتابعة الفيلم الذي تحدث عنه الكثيرون، وكانت فرصة جيدة لمن لم يتمكن من مشاهدة الفيلم في السينمات أن يتابعه في المنزل لمعرفة ماذا يدور في هذا الفيلم.
صوت حوار الفيلم والموسيقى والمؤثرات الصوتية منتشرة في جميع البيوت والمقاهي وحتى المحلات التجارية، حتى وإن قررت أن تخفض صوت التليفزيون الخاص به، وخرجت في الشرفة الخاصة بمنزلك ستسمع نفس الحوار من المنازل التي حولك، وهي حالة الانجذاب والاجماع في جميع الأركان لم تحدث منذ سنوات، إلا في مباريات منتخب مصر لكرة القدم أثناء مشاركته في بطولة كأس العالم الأخيرة.
تعايش واندماج
كما تعايش المشاهدون مع الفيلم وأحداثه والشخصيات التي جسدته، وبدأ فور انتهاء عرض الفيلم، نشر عبارات من حوار الفيلم على مواقع التواصل الاجتماعي، ووجد عدد من المشاهدين أنفسهم في شخصيات العمل، ورددوا ونشروا أقوالهم عبر صفحاتهم، لتخلق شكلًا من أشكال التعايش، والتي لم تفرق بين الأعمار، فالكل وجد لنفسه مكانًا في أحداث العمل، حتى الأطفال، تابعوا العمل لكونه عملًا فنيًا إنتاجيًا مبهرًا، من حيث المشاهد القتالية والمعارك المنفذة على أعلى مستوى، وخلقت حالة من الإبهار لديهم، الكل على قلب رجل واحد ومنجذب للأحداث ومتشوق لمعرفة النهاية.
عودة الروح والبطل
حالة التوحد الاندماج التي حدثت في البيوت بين المشاهد والفيلم، والتي شهدت تعاطفًا وتحفيزًا المواطن المصري، والتعاطف مع البطل المصري الرمز، حالة كانت قد اختفت منذ سنوات، واعتقد أنها لم تتكرر لسنوات طويلة منذ عرض مسلسل "رأفت الهجان" للفنان الراحل محمود عبد العزيز، الذي تعاطف معه الجمهور أيضا ووجدوا فيه الرمز والقدوة، وحرصوا على متابعته ومعرفة مصيره، وهو ما عاد ليتكرر من جديد من خلال عرض فيلم "الممر" في المنازل، ليجد المصريون رمزا جديدا للبطولات يتجسد أمامهم ويتعاطفوا معه .
سؤال غير متوقع
بعد انتهاء عرض الفيلم، وللمرة الأولى ابنتي التي تبلغ من العمر 9 سنوات وجدتها تسألني "بابا أنت دخلت الجيش"؟، وكأنها تبحث عن البطل الذي شاهدته في الفيلم بداخلي، لتتأكد أنها تعيش مع بطل مثله، خاض نفس المواقف والحروب، لكي يتمكن من هزيمة الأعداء، ولتشعر بالأمان والانتصار الذي عاشته خلال أحداث الفيلم.
أتمنى بعد نجاح هذه التجربة، وعودة هذه الروح لدى الأطفال والشباب من جديد، وعودة البطل المصري والرمز لهم ألا تتوقف هذه الأعمال وأن يتم تنفيذها باستمرار، ولكن بأفكار وأساليب مختلفة، لكي لا يمل منها المشاهد، وتتحول إلى نقطة ضعف، والتاريخ المصري مليء بالبطولات في كافة المجالات وعلى مر العصور، يمكن تحويله لأعمال فنية، يتم تنفيذها على مستوى جدي ومحترم، ليتحقق منها جميع المكاسب المادية والنفسية.
أخيرا: إلى صناع الممر .. شكرا على تعاونكم معنا وفي انتظار العمل الفني الجديد.