وُلد في دمشق بحي شعبي في منطقة شارع بغداد، لم يسع الطفل باسل خياط وقتها للتمثيل، لكن انضمامه للفرقة الكشفية في ذلك الحين، أثر في تكوين شخصيته، وعلمه أن ينضم إلى الجماعة مع الحفاظ على هويته الفردية، وعندما انتهى أصدقائه من العرض المسرحي الذي وقف يشاهده بمعزل، جذبه تصفيق الجمهور وتشجيعه للصغار، وأعجبته الفكرة.
قدم الفنان باسل خياط مسرحيات للأطفال في سن مبكرة، وقصد بعد الانتهاء من دراسته الثانوية، الالتحاق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، إلا أنه قوبل بالرفض الذي عالجه في السنة التالية لينضم إلى دفعته التي أخرجت ممثلين سوريين مثل سلافة معمار وقصي خولي.
يحتفل باسل خياط اليوم 29 أغسطس بعيد ميلاده.. وفيما يلي نرصد مجموعة من الأدوار المركبة والصعبة والتي أداها ببراعة...
الرحلة... رحلة في أعماق مريض نفسي!
"أنا كنت بحميكي من الناس اللي بره دول.. الوحوش اللي بره دول"، الجملة التي أصبحت أشهر الجمل التي قيلت في دراما شهر رمضان 2018، لم يكن السبب هو مجموعة الكلمات التي توحي بالخوف من البشر، لكن السبب الحقيقي هو الأداء البارع الذي قدمه باسل خياط لشخصية "أسامة" المهووس بحماية من يحب لدرجة إيذائهم نفسيًا وجسديًا بصورة متوحشة وباردة في نفس الوقت.
قدم باسل خياط خلال "الرحلة" درسًا دراميًا غاص به في أعماق مريض نفسي، وقرر أن يؤدي الدور بتلقائية مخيفة، جعلت من يشاهد المسلسل يشعر برعب حقيقي من ذلك الشخص، فالصورة الواقعية التي جسد بها باسل الشخصية جعلت من "أسامة" نموذجًا صريحًا لشخص يمر بحالة نفسية يتصرف بناءً عليها، وليس ممثلًا يقدم دور من أدواره.
"30 يوم"... خلطة باسل خياط
شخصية أخرى يجسدها باسل خياط ربما كما تخيلها المؤلف حين كان يشكل خيوطها ويتسائل من يجسد هذه الشخصية المركبة المرهقة؟ والإجابة كانت لدى باسل خياط الذي لم يكتفِ بالتمثيل كالعادة، ولكنه تغلغل في روح الشخصية حتى أصبحت جزءًا منه تسبب في إيذاء بعض المشاهدين نفسيًا كما علق البعض على العمل الدرامي.
"وفيق" السيكوباتي الواقع بين القتل العمد والشعور بالذنب، المخلص لزوجته والحساس والمبدع في العزف، هذه الخلطة التي استطاع باسل خياط أن يحضرها في معمل موهبته الفريدة، أدت لإيصال كافة المشاعر المرتبكة على الشاشة بصورة مرتبة ومؤلمة للمشاهد، واضطر باسل بعدها للاعتذار قائلًا: “أنا لا أقصد أي أذى بالنسبة للمشاهد، ووالله اشتغلت من قلبي وعقلي وروحي وأعطيت الشخصية كل مجهودي”.
الميزان... كَفتّا الخدعة المتوازنتين
هناك نوعية من البشر تستطيع التخفي في ثوب الحملان، وتخفي بداخل ثوبها الأبيض النقي مخالب الذئاب المفترسة، وقد برع باسل خياط في تقديم شخصية الشرير بقدر ما برع في باقي الأدوار.
الزوج المحب ذو النظرة الحنونة، الذي يخشى أن تصاب زوجته بخدش يؤلمها، هو بذاته الذي استطاع بسلاسة أن يتحول للزوج المختل الذي يخشى سلامتها، من اللطف إلى العنف تحول "خالد" الذي باع ضميره وخان زوجته، 180 درجة، فالاسم والشكل بقيا إلا أن نبرة الصوت ونظرة العينين تغيرا بنفس القدر إلى الكفة الأخرى.
باب الشمس.. الصوت وحده يكفي
لعب باسل خياط في فيلم "باب الشمس"، الذي عرض بمهرجان كان عام 2004، دورين الأول دور الدكتور "خليل"، والثاني دور الراوي، ولكن لمن يروي خياط الأحداث؟ يرويها على مسامع يونس المصاب الراقد في غيبوبة تامة في إحدى المستشفيات التابعة لأحد المخيمات.
يروي باسل خياط محطات حياته على مسامع الجسد المسجي على سريره، ولكن الصعب في ذلك الدور هو كيف يستطيع بصوته أن يسلي ذلك الذي إلى الموت أقرب منه إلى الحياة، فتجد خياط منسجمًا وكأنما التحق به في غيبوبته، تلك النظرة التي قتل صاحبها بالخارج مع من قتلوا، خاوية من كل معاني الحياة، صوته فقط استطاع أن يستقل وأن يقول كل ما لديه من مشاعر.
"طريقي"... أن تكون يحيى المنيسي
رغم التشابهات التي قد تظهر على جوهر أكثر من شخصية يقدمها باسل خياط، إلا أن كل حبكة وكل خيط من الخيوط، مختلف عن سابقه، قد تتشابه شخصية يحيى المنيسي التي قدمها في مسلسل طريقي مع شخصية أسامة التي قدمها في الرحلة، من حيث الرغبة في حماية من يحب والغيرة الشديدة، إلا أنه في الحقيقة لم يخلط قط أو يكرر أحد تعبيراته في أي منهما.
يحيى المنيسي الذي رفع شعار "ومن الحب ما قتل"، فحبه لداليدا التي تصغره بسنوات عدة، جعلها تكره الرغد الذي وفره له وتفر هاربة وكأنه الجحيم، فتراه من دونها عاشقًا حزينًا يقسو على نفسه، وحبه للنساء جعله يظلم كل من حوله بما فيهم ظلمه لنفسه، في الحقيقة أن يكون الشخص يحيى المنيسي يعني أن يمر بتحولات مؤلمة بداخله، استطاع باسل خياط أن يجسدها بصورة طبيعية كعادته.
اقرأ أيضًا:
باسل خياط يثير حيرة جمهوره من جديد بصورته مع شقيقه.. هل تستطيع التفريق بينهما؟
في ذكرى ميلاد مصطفى متولي: قصة القرار الصعب الذي اتخذه عادل إمام يوم وفاة صديق عمره